عاجل.. لهذا السبب وقف إطلاق النار في "غزة" لا يزال بعيد المنال
عادل عبدالمحسن
يحاول المفاوضون التوصل إلى التفاصيل النهائية لوقف إطلاق نار معقد ومتدرج في غزة اليوم الأربعاء بعد محادثات ماراثونية في قطر بهدف إنهاء الصراع الذي ألحق قتلى وتدميرا على نطاق واسع وقلب الشرق الأوسط رأسا على عقب.
وأثارت المحادثات التي استمرت أكثر من ثماني ساعات في الدوحة حالة من التفاؤل.
وقال مسؤولون من الوسطاء المصريون والقطريون الامريكيون وكذلك إسرائيل وحماس يوم الثلاثاء إن التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر وإطلاق سراح الرهائن أصبح أقرب من أي وقت مضى. لكن مسؤولا كبيرا في حماس قال لـ "رويترز" في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن الحركة الفلسطينية لم تقدم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر من إسرائيل تقديم خرائط توضح كيف ستنسحب قواتها من غزة.
خلال أشهر من المحادثات المتقطعة للتوصل إلى هدنة في الحرب المدمرة المستمرة منذ 15 شهرًا، قال الجانبان سابقًا إنهما قريبان من وقف إطلاق النار، لكنهما واجها عقبات في اللحظة الأخيرة.
وإذا نجحت خطة وقف إطلاق النار المرحلية، فقد تتمكن من وقف القتال الذي دمر غزة، وأودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتشريد معظم سكان القطاع، ولا يزال يقتل العشرات يوميًا.
ومن شأن ذلك بدوره أن يخفف التوترات في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، حيث أججت الحرب الصراع في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
شنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن نفذ مقاتلون بقيادة حماس يوم 7 أكتوبر 2023، عملية طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع.
ويأمل الفلسطينيون مرة أخرى أن تؤدي المحادثات الأخيرة إلى تخفيف بعض الضغوط الإسرائيلية وتخفيف الأزمة الإنسانية.
وقالت أمل صالح "54 عاما" وهي نازحة من غزة بسبب الحرب: "ننتظر وقف إطلاق النار والهدنة، نسأل الله أن يتمها علينا بالخير وينعم علينا بالسلام ويسمح لنا بالعودة إلى ديارنا"، و "حتى لو تم قصف المدارس وتدميرها، فإننا نريد فقط أن نعرف أننا نعيش في سلام أخيرًا.
وبموجب الخطة، ستستعيد إسرائيل نحو 100 رهينة وجثث من بين الأسرى في هجمات 7 أكتوبر 2023 التي شنتها حماس والتي أدت إلى اندلاع الحرب.
وفي المقابل، ستفرج عن الأسرى الفلسطينيين، سجون الاحتلال.
وقالت وكالة رويترز إن المسودة الأخيرة معقدة وحساسة، وبموجب شروطها فإن الخطوات الأولى سوف تتضمن وقف إطلاق نار مبدئي لمدة ستة أسابيع.
وتتضمن الخطة أيضًا انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من وسط قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وينص الاتفاق أيضا على أن تفرج حماس عن 33 رهينة إسرائيليا إلى جانب خطوات أخرى.
وينص مشروع الاتفاق على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى.
وتتضمن المرحلة الثانية إطلاق سراح كل الرهائن المتبقين، ووقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للجنود الإسرائيليين، وحتى لو وافقت الأطراف المتحاربة على الاتفاق المطروح على الطاولة، فإن هذا الاتفاق لا يزال بحاجة إلى مزيد من المفاوضات قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار نهائي وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وإذا سارت الأمور بسلاسة، فإن الفلسطينيين والدول العربية وإسرائيل ما زالوا بحاجة إلى الاتفاق على رؤية بشأن غزة بعد الحرب، وهي مهمة ضخمة تنطوي على ضمانات أمنية لإسرائيل واستثمار مليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
ورغم الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، هاجم الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات الداخلي "الشاباك" والقوات الجوية نحو 50 هدفا في أنحاء غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بحسب ما قاله جهاز المخابرات الداخلي "الشاباك" والجيش في بيان اليوم الأربعاء.
وقالت الأمم المتحدة إنها تستعد لتوسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل وقف إطلاق النار المحتمل، لكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن الوصول إلى الحدود والأمن.
وفي سياق ذي صلة، وجدت عائلات الرهائن في إسرائيل نفسها بين الأمل واليأس، وقالت هاداس كالديرون التي اختطف زوجها عوفر وطفلاها ساهر وإيريز: "لا يمكننا أن نفوت هذه اللحظة.