العملية الشاملة «طوق النجاة» لأهالى سيناء
نسرين صبحى
سعت الجماعة الإرهابية إلى تحويل سيناء إلى إمارة للعناصر التكفيرية تمهيدًا لفصلها عن مصر؛ لتكون حاضنة للتنظيمات التكفيرية التي تستخدم فيما بعد لهدم مؤسسات الدولة، حتى أن الرئيس الإخوانى قال فى تصريح له تعقيبًا على اختطاف جنودنا الأبرياء فى سيناء إنه يريد أن يحافظ على حياة الخاطفين والمخطوفين.. كل هذه المحاولات تحطمت تحت أقدام القوات المسلحة والشرطة خلال العملية الشاملة التي كشفت بوضوح حسم الدولة فى مواجهة تلك التنظيمات.
بدأت العناصر التكفيرية والعمليات الإرهابية فى الانتشار بسيناء، عقب تولى المعزول محمد مرسى، وجماعته مقاليد الحكم فى البلاد، ووصل الإرهاب لذروته وبلغ أشده بعد سقوط حكم الجماعة، ومن هنا اتخذت القوات المسلحة القرار الأهم لإعادة الأمن فى البلاد، والسيطرة على مجريات الأمور والبدء بعملية عسكرية شاملة لاقتلاع الإرهاب من جذوره.
وانطلقت العملية الشاملة للقوات المسلحة أوائل عام 2018، حيث قامت قوات إنفاذ القانون، بتنفيذ خطة لمواجهة العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء، وبمناطق أخرى فى دلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل، بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة وجميع الاتجاهات الاستراتيجية، وتطهير المناطق التي يوجد بها العناصر التكفيرية، وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة، منذ بدء العملية وحتى انتهائها، ما يقرب من 31 بيانًا عسكريًا شمل ما أنجزته القوات المسلحة حتى تم تطهير أرض سيناء تمامًا من أى عنصر تكفيرى أو إرهابى.
قال اللواء أركان حرب فؤاد يوسف فيود، الخبير الاستراتيجى: «إن الإرهاب بدأ فى سيناء عندما دخلت مصر عناصر غير مصرية عقب أحداث 25 يناير 2011، واقتحموا السجون وحرروا الإرهابيين، ووصل إلى شدته عقب تولى مرسى وجماعته الحكم»، مشيرًا إلى أن المقولة الشهيرة للمعزول عقب اختطاف عدد من عساكر الأمن المركزى من قبل الجماعات الإرهابية فى سيناء، ومحاصرة قوات الشرطة لهم، «حافظوا على أرواح الخاطفين والمختطفين» لتفضح تورطه وجماعته فى العملية، وكذلك المذبحة الشهيرة التي حدثت لجنودنا المتمركزين على حدود رفح، وإطلاق النيران عليهم فى رمضان، وقبل تناولهم الإفطار بدقائق أثناء رفع أذان المغرب، وراح ضحيتها 16 مجندًا، فكان لا بد وأن يتدخل الجيش لإبادة تلك العناصر المخربة للبلاد، وبدء العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018”.
وأوضح اللواء فيود، العملية الشاملة للقوات المسلحة، اكتسحت سيناء حتى مدينة العريش، وطوقت المنطقة بالكامل ووقفت الكتيبة 101 على الحدود الشرقية، والمعروفة إعلاميًا بكتيبة الشهيد أحمد المنسى، حتى تم القضاء على الإرهاب هناك تمامًا، وتم إغلاق وتدمير الأنفاق التي تسلل منها الإرهابيون إلى سيناء.
وأشار الخبير الاستراتيجى، إلى أنه وقت إلقائه محاضرات للكتيبة، علم من أحد أفرادها أنهم وجدوا أثناء العمليات «فتحة نفق»، وعندما وضعوا بداخلها عبوة دخان، وتتبعوها وجدوا الدخان يخرج من الفتحة الأخرى للنفق الموجودة تحت سرير أحد الأهالى بالعريش، وفى واقعة أخرى كنت فى اجتماع مع الضباط داخل مبنى الكتيبة، إذ يوجد بالدور الثانى نحو 20 ظابطًا، وشاهد عسكرى الخدمة «الواقف على البوابة»، أحد العناصر الإرهابية يقترب مسرعًا تجاه مبنى الكتيبة، وهو يرتدى حزامًا ناسفًا، ويريد اقتحام المبنى وتفجير نفسه وسط الضباط، فقام «العسكرى» بالإسراع تجاهه حتى يصل إلى المبنى، وحضنه حتى انفجر الحزام الناسف فيهما وتمكن من إنقاذ الضباط.
وأكد حسين أبوعيطة، أحد أهالى سيناء، أن الإرهاب انتشر فى سيناء عقب الإطاحة الشعبية بـ«مرسى»، إذ تم استهداف قوات الأمن والمدنيين فى جميع أرجاء أرض الفيروز، وخربوا البلد «لا فلوس ولا شغل.. والمزارع تدمرت بالكامل»، إلا أنه عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، بدأ فى اقتلاع الإرهاب من جذوره بالعملية العسكرية الشاملة، وانتشرت الأكمنة والتمركزات الأمنية لتحقيق الأمن والأمان فى ربوع سيناء، وقامت الحكوَمة بتوفير جميع احتياجات الأهالى من السلع الأساسية.
وتابع أبوعيطة: «الحمد لله الآن البلاد عادت أفضل من الأول، ولا يوجد إرهاب فى سيناء، والناس أصبح لديها حرية فى الحركة والسفر، والأمان متوفر، وتم إحداث ثورة تاريخية فى الإنشاءات والمبانى والمزارع والتطوير، والحياة عادت إلى طبيعتها فى سيناء بعد سنوات من الإهمال».
قال سامى سواركة، أحد أفراد قبيلة السواركة: «قبل بدء العملية الشاملة كانت الحياة فى سيناء صعبة جدًا، والإرهاب منتشر فى كل مكان، والأهالى كانوا يعانون عدم توافر المواد الغذائية،َ إلا أن القوات المسلحة حرصت على توفير جميع الاحتياجات الأساسية للأهالى حتى لا يقعوا فريسة للجماعات التكفيرية لمساعدتهم فى العمليات التخريبية وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، بالتالى يتم تضييق الخناق على التكفيريين».
وأضاف «سواركة»: «عندما بدأت العملية الشاملة تعاون الكثير من أبناء سيناء الشرفاء، مع قواتنا المسلحة للقضاء على الإرهاب، وكل فرد كان عنده معلومة تساعد جيشنا فى عملياته كان يشارك بها، وأثناء العملية قسمت كل قبيلة إلى 4 مجموعات وكل مجموعة تتبع عشيرتها، وحاربنا إلى جوار الجيش؛ لأننا كنا على دراية كاملة بطبيعة المنطقة وتتبع أثر التكفيريبن من مناطق دخولهم وخروجهم أو تمركزاتهم، وكان كل ذلك يتم وفق تعليمات القوات المسلحة».
واستطرد أحد أفراد قبيلة السواركة: “من المواقف الإنسانية لقواتنا المسلحة أثناء أحداث العمليات الشاملة، عقب حادث مسجد الروضة بشمال سيناء فتح ممر وطريق لمن يرغب فى تسليم نفسه من العناصر وذويهم، والقوات المسلحة لم تأخذ نساء وأطفال التكفيريين الذين سلموا أنفسهم بذنب أزواجهم، بل أحسنوا معاملتهم، ومنهم من رحلّوهم وتم تسكينهم فى منطقة العاشر من رمضان”.