
«تزحف على يديها»| «رشا» تتحدى الإعاقة بموتوسيكل ومحل بقالة: «باكلها بالحلال ونفسي أروح أحج»

الدقهلية - مي الكناني
لم تستسلم يومًا لإعاقتها، وتحّدت نفسها قبل الجميع «تزحف على يديها» من أجل لقمة العيش بالحلال، تنفق منها على نفسها ووالدتها، وتدخر جزءًا لتحقيق حلمها في حج بيت الله، بصبر ومثابرة، نجحت في كسر كل القيود، واعتمدت على يديها بدلًا من قدميها، لتضرب مثالًا في الإرادة والعزيمة.
رشا شلبي، فتاة تبلغ من العمر 43 عامًا، من قرية الجنينة التابعة لمركز منية النصر في شمال محافظة الدقهلية، ولدت بإعاقة في قدميها، ولم تنجح محاولات علاجها، حتى أصبحت تزحف على يديها لتقضية طلباتها.
وقالت «رشا» لـ«بوابة روزاليوسف»، إنها تُقيم مع والدتها المسنة، وقبل 15 عامًا قررت عدم الاستسلام للإعاقة، وخرجت للعمل في أكثر من مهنة، منها مصانع شاي، وأيس كريم، حتى قررت أن يكون لها مشروعها الخاص.
وأضافت أنها فتحت محل بقالة في قريتها، لتكون قريبة من والدتها، واشترت دراجة نارية لذوي الاحتياجات الخاصة، لتسهيل حركتها وتنقلاتها، وأصبحت بديلًا لقدميها ولا تستطع التخلي عنها.
وأوضحت الفتاة، أنها يوميًا تقود الدراجة لمسافات بعيدة لقضاء احتياجات المحل وشراء البضاعة اللازمة، وتعتمد على نفسها في شرائها وتحميلها على الدراجة وتفريغها في مكانها، دون الحاجة لمساعدة أي شخص.
وأشارت إلى أنها تتحمل مشقة الزحف على يديها، لرفضها طلب المساعدة أو أن يشفق عليها أحدًا، وهو تحد كبير لها، وكان سببًا في تعرضها للتنمر ومحاولات لإحباطها، إلا أنها لم تستسلم.
وروت "رشا"، أنها في البداية تعرضت لمواقف مؤذية خاصة من الشباب، باعتبار أن فكرة قيادة بنت دراجة نارية تعتبر مخالفة لعادات الريف والقرى، بالإضافة إلى معاناتها من الإعاقة، وكانت تسمع همزات سخرية وتنمر عليها من الكبار والصغار، لكنها لم تهتم.
كما كانت تتعرض لمضايقات ومعاكسات من الشباب، إلا أنها تصدت لهم بقوة، حتى تغيرت فكرتهم عنها، واقتنعوا بأنها تعمل بشرف بحثًا عن لقمة عيش، ولا تنتظر إحسانًا أو مساعدة مادية من أحد.
وتابعت الفتاة، أن هناك الكثير من الداعمين لها، ويقابلها غرباء في الشارع يدعون لها، ويعرضون عليها المساعدة لكنها ترفض، لرغبتها في تحدي الإعاقة، قائلة: إيه يعني عندي إعاقة في رجلي، إيدي موجودة الحمدلله وأقدر اشتغل بيها، إعاقتي دي ولا شيفاها ولا مأثرة عليا.
وأكدت الفتاة، أنها تتمنى أن تحج بيت الله، وتجهيز محل البقالة الخاص بها بالبضاعة بشكل مستمر، لتستطع استكمال طريقها وتحقيق هدفها في أن يصبح لها كيانًا، وتعطي أملًا لذوي الهمم بأن الإعاقة ليست في الجسد.
واختتمت حديثها قائلة: في ناس نايمة في السرير واستسلموا علشان عندهم مشكلة، ودا غلط، أنا اتحديت وواجخة صعوبات كتيرة علشان أقدر آكل عيش بالحلال، محدش يستنى مساعدة من حد، طول ما فيا صحة بقول يارب وبنزل الشغل، وربنا بيكرمني آخر كرم، وأنا راضية بكل حاجة الحمد لله.