عاجل
الثلاثاء 28 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

"نيويورك تايمز" ترصد معاناة رجال الإنقاذ ومحاولاتهم الحثيثة للحفاظ على أرواح المدنيين في غزة

 رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد معاناة رجال الإنقاذ في غزة لإنقاذ أرواح الآلاف المدنيين المحاصرين من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل ومحاولاتهم الحثيثة لاحتواء وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية المتلاحقة رغم قلة أعدادهم واستهداف العديد منهم على مدار أكثر من 14 شهرا.



وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني - أن رجال الإنقاذ في غزة يطاردهم رغم كل جهودهم لإنقاذ الأرواح ، صوت أولئك الذين لم يتمكنوا من إنقاذهم..قائلة : إن عمال الإنقاذ يكافحون، منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023 لاحتواء أعمال التدمير التي نجمت عن الضربات الإسرائيلية المتلاحقة حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 40 ألف هدف عبر منطقة بحجم مدينة ديترويت الأمريكية الصغيرة بحوالي 60 ألف قنبلة وذخيرة أخرى. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد رجال الإنقاذ يدعى نوح الشغنوبي قوله :"لقد سئمت روحي من هذه الحرب".. مستعيدا صراخ أولئك الذين لم يتمكن من إنقاذهم وذكريات الأشهر الأربعة عشر الماضية ومشاهد المباني المنهارة دون وجود معدات لانتشال الناجين.

وأضاف الشنغوبي - في مقابلة مع مراسل "نيويورك تايمز" - :"نسمع أصوات الناس تحت الأنقاض ، تخيل أن هناك أشخاصًا تحت الأنقاض نعرف أنهم على قيد الحياة ، لكننا لا نستطيع إنقاذهم ، وكان يجب علينا أن نتركهم ليموتوا".

وأوضحت "نيويورك تايمز" في تقريرها أن عمال الإنقاذ والمسعفين وسائقي سيارات الإسعاف في غزة يعملون على الخطوط الأمامية للحرب ويتسابقون إلى مواقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا تعد ولا تحصى لمحاولة إنقاذ الناجين وانتشال جثث أولئك الذين لم ينجوا ، ففي الأسابيع السبعة الأولى من الحرب وحدها ، أطلقت إسرائيل ما يقرب من 30 ألف قطعة ذخيرة على غزة في عدوان يعد واحدًا من أكثر حملات القصف كثافة في الحرب المعاصرة.

ومن جهتها .. قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر : إن رجال الإنقاذ في غزة يواجهون ظروفًا خطيرة بدون معدات أو مركبات أو وقود كافيين ، ويُتركون في الغالب لإخراج الناجين من تحت أطنان من الحجارة المكسورة والخرسانة والمعادن الملتوية بأيديهم أو بأدوات بدائية. لقد خلفت الحرب في غزة خسائر بدنية وعقلية وعاطفية كبيرة على رجال الإنقاذ خاصة وأن الغارات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 118 منهم خلال الصراع، وفقًا لمسؤولي الإنقاذ المحليين.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن هشام مهنا المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة قوله:"يعاني المستجيبون الأوائل من مستويات لا توصف من التوتر والقلق والإحباط. لقد سمعناهم يصفون مشاعر العجز تجاه الضحايا الذين لم يتمكنوا من إنقاذهم، والألم الهائل لفقدان زملائهم في العمل".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الحرب التي تعاني منها غزة حاليًا مختلفة عن أي حرب أخرى عاشها سكان القطاع حيث لا يوجد مكان آمن للاحتماء ولا يوجد هدف محظور .. كما يقول السكان ومسؤولو المساعدات في حين زعم الجيش الإسرائيلي سابقًا أنه يتخذ "احتياطات ممكنة للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالمدنيين".

وعلى الرغم من الصدمة، تابع الشغنوبي (23 عامًا) أنه اضطر إلى الاستمرار في عمله الإنقاذي مع هيئة الدفاع المدني في غزة، رغم علمه أنه يمكنه إنقاذ القليل فقط من الأرواح..قائلا :إنه ينشر بانتظام مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الانتباه إلى المعاناة التي تعيشها غزة..مضيفا : "كل يوم أصعب من اليوم السابق ، لقد سئمت روحي من هذه الحرب".

وبدوره .. وضع الصليب الأحمر ، الذي قدم أقنعة وأحذية وزيًا واقيًا وأكياسًا للجثث لرجال الإنقاذ، استشارات محدودة للصحة العقلية ولكن نظراً للصدمة الشديدة التي سببها الموقف، فإن الجلسات لم تكن كافية، كما قال مهنا، المتحدث باسم الصليب الأحمر.

ومن جهته .. قال أمير أحمد، مسعف، أنه قبل بضعة أشهر أصبحت كوابيسه أكثر مما يستطيع احتماله ما اضطره إلى ترك عمله مع خدمة الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني..موضحا أنه عمل في مجال الحفاظ على الآثار قبل الحرب، لكنه تطوع مع الهلال الأحمر بعد الأزمة، خاصة وأنه تلقى تدريبًا كفني طبي طارئ.

وأشار إلى أنه تم استدعاؤه للخدمة في اليوم الثاني من الحرب، ولكن مع استمرار الصراع ، وجد نفسه يغرق في الاكتئاب بشكل أعمق وأصبح متوترًا وغاضبًا بشكل متزايد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز