الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د. محمود حمدي شكري يكتب: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وتأثيراته على الحياة اليومية

بوابة روز اليوسف

ابني كثير الحركة، ابني درجاته سيئة في المدرسة، ابني مندفع، ابني دائما المعلمين يشكون من سلوكه ومستواه الدراسي، إذن نحن امام مشكلة للأسف كثيرا ما يتم تفسيرها والتعامل معها بطريقة خاطئة تماما، قد يكون هذا الطفل غير مسؤول عن افعاله وتصرفاته وبالتالي يأخذنا للتحدث عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذي قد يكون السبب الرئيسي في ظهور هذه السلوكيات والتي تحتاج الى تدخل عاجل سواء كان تدخل علاجي تربوي سلوكي وأحيانا دوائي. 

فاضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه اضطراب عصبي سلوكي ينتج عن خلل في بنية الدماغ، وتختلف سماته وأعراضه من طفل لأخر باختلاف نوعه ودرجته فقد تكون أعراضه خفيفة، متوسطة، شديدة، ويظهر في مرحلة الطفولة المبكرة الى مرحلة البلوغ فيؤثر على الطالب في حياته العملية والدراسية، حيث يعاني الطلاب المصابين بهذا الاضطراب من صعوبة في التركيز على المهام لفترات طويلة بالإضافة الى صعوبات في التفكير والحركة ونقص الانتباه والاندفاعية والنشاط الزائد مما يجعل التفاعل اليومي والتعلم تحديا كبيرا.   وارتبطت العديد من أسماء المشاهير والشخصيات البارزة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة لكن مع الاكتشاف  المبكر والمتابعة بأشكاله المختلفة تحولوا الى مؤثرين لهم دور كبير في حياتنا.   ومن أمثلة هؤلاء الفيزيائي ألبرت إينشتاين صاحب النظرية النسبية والذي طرد من مدرسته بعد أن وصفه أحد معلميه بأن لا مستقبل له، ومن المشاهير أيضا الذي ارتبط اسمه بهذا الاضطراب لاعب كرة السلة مايكل جوردان والرئيسان الامريكيان جون كينيدي وأبراهام لينكولن، ولا نغفل ذكر صاحب اختراع المصباح الكهربائي توماس أديسون .. وغيرهم من الشخصيات التي أثرت في حياتنا التي تعاني من هذا الاضطراب ولكن بمرور الوقت صاروا مبدعين مؤثرين في حياتهم وحياتنا. ولكن ما السلوكيات التي نستطيع من خلالها تشخيص وتحديد شدة الاضطراب ، من خلال معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية  المرتبط بجمعية الطب النفسي الأمريكية والذي يضع معايير تشخيص الاضطرابات النفسية والعقلية تم تصنيف سمات هذا الاضطراب ضمن ثلاث مجموعات.  أولًا: سمات قصور الانتباه حيث نجد الطفل او الطالب يفشل في التركيز على التفاصيل ، صعوبة في تنفيذ تعليمات الاخرين ، صعوبة في استكمال أداء المهمات النمطية اليومية ، غالبا ما يفشل في تنظيم أغراضه وتنظيم نشاطاته، غالبا ما يفقد أغراضه اللازمة لأداء المهام مثل الأقلام ن الكتب وغيرهم من الأغراض، كثيرا ما ينسى المطلوب منه.  ثانيا: سمات فرط النشاط، تجد الطالب أو الطفل كثير الحركة لا يستطيع الجلوس في مكانه، عصبي على أتفه الأسباب، يظهر حركات عصبية قلقة تظهر من خلال يديه أو قدميه، يعانى من الانتقال من نشاط الى اخر بهدوء، كثير الكلام، وأخيرا سمات الاندفاعية فتراه يسرع الى الإجابة عن أسئلة لم يستكمل طرحها، يجد صعوبة في الانتظار في دوره، يقاطع الاحاديث، متهور مندفع يتدخل في العاب الاخرين.    وطبعا السؤال المهم لكل ام ولكل وهو علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه ولكن قبل الحديث عن العلاج لا بد من التأكيد أنه لا يوجد علاج شاف، وتختلف طريقة التدخل او العلاج من حالة إلى أخرى، فالعلاج يعتمد على خطة شاملة تتضمن العلاجات الدوائية، والسلوكية، والعلاج النفسي، والدعم التعليمي، والتعديلات على نمط الحياة وسوف نتحدث في مقالات قادمة بالتفصيل عن هذه العلاجات المختلفة.

 

تم نسخ الرابط