شركات الاتصالات بالعالم تتوقع جني 10 مليارات دولار من إعادة تدوير كابلات النحاس
أ.ش.أ
تتوقع شركات الاتصالات في أرجاء العالم أن تحصد ما يربو على 10 مليارات دولار من مبيعات النحاس خلال السنوات الـ15 القادمة في ظل عمليات إزالة كابلاتها القديمة من الشبكات القائمة، وهو ما يعزز أداء قطاع الاتصالات ويعظم من استفادته من توقعات صعود الطلب على المعدن في الأسواق العالمية.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن مشغل شبكات الاتصالات ستبلغ إيراداتهم 720 مليون دولار من مبيعات النحاس في هذا العام الجديد 2025، حسبما أفادت شركة "تي إكس أو"، التي تساعد شركات الاتصالات على إعادة تدوير النحاس وبيعه في الأسواق.
وقامت شركات مثل "بي تي"، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، وشركة "تيليا"، في السويد، و"تيلينور" مشغل الاتصالات في النرويج، و"تيلسترا" الأسترالية، بتدوين إيرادات تدفقت إليها من تدوير المعدن، الذي يعد من العناصر الحيوية للتحول إلى الطاقة النظيفة.
وأشارت إلى أن صناعة الاتصالات تشهد عمليات تفكيك لموروثها من خطوط الاتصالات النحاسية التقليدية، مع استمرار الانتقال إلى شبكات الألياف الضوئية الكاملة والتكنولوجيات اللاسلكية، من أجل الاستفادة من ارتفاع أسعار النحاس، التي يتوقع أن تصل إلى 12 ألف دولار للطن المتري بحلول عام 2035، وفق تقديرات المؤشرات السلعية لـ"ستاندردز أند بورز"، ارتفاعاً من سعره الراهن الذي يسجل 9170 دولاراً للطن.
ويقول مدير البحوث في "ماسون أناليسيز"، روبرت وود، "رغم أن بعض كابلات النحاس لن تكون قابلة للاسترداد اقتصادياً، فإن المكاسب المالية المحتملة من التخلص منها عالمياً لازالت تحوم حول عشرات المليارات من الدولارات."، مضيفاً أن الشركة الاستشارية تتوقع أن تفكك غالبية شركات الاتصالات شبكاتها من الكابلات النحاسية بحلول عام 2035.
وقفزت أسعار المعدن ، الذي يستخدم في شبكات الكهرباء، والأسلاك، والسيارات الكهربائية، محققة مستويات قياسية لتزيد على 11 ألفاً و100 دولار للطن في مايو الماضي.
كانت توقعات الطلب العالمي على النحاس بأن يواصل ارتفاعه بحلول عام 2050 بنسبة 70 في المائة مقارنة بمستوياته في 2021، وفق تقديرات نشرتها شركة "بي إتس بي" للمناجم، وأرجعت ذلك إلى أن التحول في الطاقة وعمليات بناء شبكات توليد الكهرباء تسببت في حدوث نقص للمعدن في الأسواق.
وعلق رئيس خدمات استعادة الأصول في مجموعة "تي إكس أو"، ديفيد إيفانز، قائلا إن "مشغلي الاتصالات المنغمسين في أنشطة استعادة النحاس حالياً غير منفتحين على العوائد المالية الكبيرة فحسب، بل إنهم يتعاطون أيضاً مع مسألة الاحتياجات العالمية الضاغطة من أجل استدامة الحصول على المورد".
وأضاف أن الارتفاع المرتقب للطلب على النحاس "يأتي في وقت ليس من المرجح أن تتمكن فيه مناجم النحاس الحفاظ على رفع إنتاجها، بما يؤشر إلى حدوث عجوزات محتملة في المعروض وارتفاع للأسعار." وفي أستراليا، تمكنت شركة "تيلسترا"، من جمع ما إجماليه 211 مليون دولار أسترالي (بما يعادل 132 مليون دولار أمريكي) على مدار العامين الماليين الماضيين من مبيعات نحاس مستخرج من الكابلات القديمة.
سجلت شركة "بي تي" في المملكة المتحدة في دفاترها، دفعات مقدمة قدرها 105 ملايين جنيه استرليني لمبيعات مستقبلية للنحاس خلال عامها المالي 2024. كما وافقت على صفقة شركة "إي إم آر" المتخصصة في إعادة التدوير، لدعم عمليات استخراج كابلات النحاس وإعادة تدويرها من شبكاتها حتى عام 2028. ولدى المجموعة برنامج منفصل للاستفادة من معدات الشبكة القديمة وإعادة استخدامها أو تدويرها وبيعها. وتوقعت شركة "تيليا"، التي تتخذ السويد مقراً لها، أن تجني ما بين 2 إلى 3 ملايين يورو من مبيعات النحاس في عام 2025، وقد تلقت بالفعل 25 مليون يورو منذ بدء الشركة مسارها لاستبدال شبكتها النحاسية قبل سنوات.
وتخطط مجموعة "تيلينور" النرويجية استعادة وبيع ما يقرب من 250 طناً من النحاس من كابلاتها خلال 2025، والتي قد تولد إيرادات بحوالي مليون يورو، وفق نموذج لتقاسم الإيرادات مع متعاقد استخراج الكابلات.
وتنوي الشركة بيع ما قيمته نحو 68 مليون يورو من النحاس المستخرج بصورة أساسية من الكابلات الهوائية وكابلات المباني، في المستقبل.
وتقول "فاينانشيال تايمز"، إن الإيرادات التي تلقتها معظم الشركات المشغلة لشبكات الاتصالات ليست حيوية بالنسبة لها. لكن كان يتعين على تلك الشركات العمل بجدية مع عناصر النفقات وتعقيدات إعادة استخراج الكابلات علاوة على التهديدات المستمرة من عمليات سرقة الكابلات النحاسية.
من جانبها، قالت مجموعة "إيه تي& تي" الأمريكية لقد "كثفنا من أنشطة إعادة تدوير النحاس خلال السنوات الخمس الماضية وإعادة بيعها، وهو ما أتاح لنا جمع تلك الأموال وإعادة ضخها مجدداً في الشبكات"، وأُعيد تدوير أكثر من 32 ألف طن متري منذ عام 2021.
وتقول المجموعة البلجيكية "بروكسيموس" للاتصالات إن المبالغ التي جنتها من مبيعات النحاس "ليست كبيرة" بسبب التكاليف "الجوهرية" المرتبطة بعمليات استخراج الكابلات، وضآلة محتواها من النحاس، وتعقيدات عمليات فصله عن العناصر الأخرى الموجودة.
وكشف مشغل الاتصالات الهولندي "كيه بي إن" أنه باع كميات استرشادية قليلة من نحاس مستخرج من شبكات الكابلات التي جرى تفكيكها، وتتبع في ذلك تطورات ما يجري في السوق، لكن "لم يكن سهلاً" استخراج شبكات النحاس من باطن الأرض، كما أنها "عملية مكلفة تماماً".