عاجل
الثلاثاء 31 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل| كيف تعمل ساعة براغ الفلكية منذ ٦٠٠ سنة؟.. التفاصيل الكاملة

في قلب العاصمة التشيكية براغ، تتألق الساعة الفلكية كواحدة من أبرز المعالم التاريخية والهندسية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. تُعرف هذه الساعة، التي تحمل اسم "براجسكي أورلوي" بالتشيكية، بأنها أقدم ساعة فلكية لا تزال تعمل حتى اليوم، حيث بدأ تشغيلها في عام 1410، مما يجعلها ثالث أقدم ساعة فلكية في العالم.



 

 

 

تم تركيب الساعة على الجدار الجنوبي لقاعة المدينة القديمة في ساحة البلدة القديمة. يُنسب تصميمها إلى صانع الساعات ميكولاش من كادان، بالتعاون مع عالم الرياضيات والفلك يان شيندل. تتألف الساعة من ثلاثة مكونات رئيسية: القرص الفلكي الذي يُظهر مواقع الشمس والقمر والأبراج الفلكية؛ و"مسيرة الرسل"، وهو عرض متحرك للتماثيل يظهر كل ساعة؛ وقرص التقويم الذي يوضح الأشهر.

 

 

تُعد الساعة رمزًا للبراعة الهندسية والفنية في العصور الوسطى، حيث تعكس فهمًا متقدمًا للحركات السماوية والميكانيكا. تُظهر الآلية الفريدة مرور الوقت عبر دوائر متعددة، بما في ذلك دائرة زرقاء بأرقام سوداء ترمز إلى حركة الشمس وفق التوقيت البابلي، الذي لم يكن يحسب ساعات الليل، ودائرة لتوقيت كان يُستخدم في أوروبا في القرون الوسطى. 

 

 

تحيط بالساعة العديد من الأساطير التي تضفي عليها طابعًا غامضًا وساحرًا. إحدى هذه الأساطير تروي أن صانع الساعة، ماستر هانوش، تعرض للعمى بأمر من مجلس مدينة براغ لضمان عدم تكرار تحفته في مكان آخر. وفي رد فعل انتقامي، يُقال إنه عطل الساعة، ولم يتمكن أحد من إصلاحها لقرن كامل  

على مر القرون، خضعت الساعة لعدة عمليات ترميم للحفاظ على دقتها وجمالها. في عام 1945، تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث احترقت القاعة والتماثيل الخشبية والقرص التقويمي. بعد جهود كبيرة، تم إصلاح الآلية، واستُعيدت التماثيل الخشبية، وعادت الساعة للعمل في عام 1948. 

اليوم، تُعتبر الساعة الفلكية في براغ وجهة سياحية رئيسية، حيث يتجمع الزوار لمشاهدة العرض الميكانيكي الذي يحدث على رأس كل ساعة، حيث يدق تمثال الموت الجرس، وتتحرك تماثيل الرسل، مما يخلق عرضًا فريدًا يمزج بين التاريخ والفن والهندسة. تظل هذه الساعة شاهدًا حيًا على عبقرية العصور الوسطى وإرثًا ثقافيًا يعكس التقدم العلمي والفني لتلك الحقبة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز