عاجل
الجمعة 3 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

نجيب محفوظ مجددًا في ندوة تواصل بالمجلس الأعلى للثقافة

في أمسية جديدة من أمسيات ندوة "تواصل" الشهرية، التي تشرف عليها الكاتبة الصحفية الدكتورة  عزة بدر بمجلة صباح الخير مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلي للثقافة  ، أقيمت الفعالية  بحضور عدد من المبدعين والكتاب وقد  شهدت تنوعًا فنيًا وأدبيًا ثريًا.



بدأت الأمسية بفقرة الشعر، حيث ألقى الشاعر جابر بسيوني عددًا من قصائده الإبداعية، التي نالت إعجاب الحضور. تلا ذلك فقرة موسيقية، أبدع فيها المطرب والملحن محمد فوزي حسن، حيث قدّم أغنية "بالأحضان" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، واختتم الفقرة بمقطوعة موسيقية بعنوان "عتاب".

وفي فقرة الإبداع القصصي، كان ضيوفها الدكتور طارق الشناوي، الفائز بجائزة فتحي غانم للقصة القصيرة، والروائية هبة البدهيلي.

قرأت هبة البدهيلي قصتها شق بالروح، التي وصفتها د. عزة بدر بأنها تمثل بجرأة مفارقة بين المرأة العصرية التي تحاول الانتصار لحياتها الشخصية وبين مسؤولياتها تجاه الأسرة. وأشارت بدر إلى أن القصة تعكس أوجاع النساء بصوت عميق وإنساني.

ثم قرأ د. طارق الشناوي قصته لعبة الموت والحياة، وبدورها  أشادت  بدر برصدها البارع للحظة إنسانية متشابكة، مستذكرة قصيدة مرثية سيرك للشاعر عبد المعطي حجازي.

اختُتمت الأمسية برؤية فكرية بعنوان "نجيب محفوظ مجددًا"، شارك فيها عدد من الأكاديميين والمبدعين:

د. أيمن تعيلب، أستاذ النقد الحديث والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة السويس، 

والذي تحدث عن الشكل الجمالى الوجيز عند نجيب محفوظ

أصداء السيرة : أصداء الوجود

خيال جديد لعالم معرفي جديد

قائلًا :  نعيش عصرا معرفيا جديدا لا يعد امتدادا لما سبقه من عصور بل يعد ابتداءا معرفيا جذريا ، عصرا مركبا معقدا متداخلا انهدمت فيه الحدود بين المعارف والعلوم والتصورات والثقافات وصرنا نعيش آليات معرفية وفلسفية وجمالية جديدة على مستوى الوعي والإدراك والممارسة. 

وبناء على هذا الوعى المعرفى الجديد تغيرت مفاهيم كثيرة اللغة والذات والمجتمع والواقع والجماعة والبيئة والبطولة والخلود والحياة والموت، وصار الإنسان يعيش فى قلق وارتياب وحذر وخطر ودوامية تكنولوجية رقمية سريعة لاهثة، لم يعد البطل اليوم هو الإنسان بل صار البطل الرمز والوسائط والآلة فتغيرت تبعا لذلك مفاهيم الزمان والمكان واللغة والخيال بعد غياب المعنى التقليدى للتاريخ والجغرافيا واللغة والواقع والمادة.

ولعل فكرة الصدى التي عنون بها نجيب محفوظ سيرته الذاتية أصداء السيرة الذاتية تقع في العمق الجمال والدلالى من فنية الشكل الجمالي الوجيز ، فمعظم هذه النصوص تتمتع بالتقشف اللغوى والورع التركيبي والتقطير التشكيلي والتكثيف الدلالي فهي نصوص بالغة الإحكام والسيطرة والتكثيف والتقطير تطل على التعدد والتداخل والانفتاح على الذاتى منه وعلى الكوني واللانهائي ولعل كل ذلك أدخل في فكرة الصدى لا الصوت حيث يتيح الصدى مساحة أرحب وأعمق تتنادى فيما وراء حدود الصوت ، فكلما اتجهنا صوب الصدى تستطلع مساره ونستشرف مداره تضيع منا الجهة و وتغمض الرؤى وتغيم الأفاق حتى لتنساح اللغة والأخيلة في كل الجهات دون حدود إنها الأصداء المزدحمة بالرؤى والأخيلة والذكريات والأحلام والممكن والمحتمل، وكلما توجهنا صوب دلالات الصدى انفتحت علينا مجهولات المدى، هكذا الأصداء كما يقول الدكتور يحى الرخاوى ) تخفى أصلها أكثر مما تظهره، فهي تدل عليه وفي الوقت نفسه تبعدك عن حقيقته ، لكنها تسمح بخيال أوسع ومعرفة أشمل ) 

 فهل كانت روح الإبداع لدى محفوظ قد أحدست كل هذه الدلالات اللغوية وما بعد اللغوية بضربة خیال خلاق؟ بالتأكيد هذا ما حدث ففى معظم نصوصه تبدو الدلالات السردية منتثرات متفرقات ملأى بالتصدع والتشذر والترميز لكنها عبر خيالات الصدى متصاديات متداخلات متجادلات ترصدها بؤرة الخيال السردى عبر غابة أصداء دلالية شاسعة تعج بارتحالات الرؤى وتناسل الدلالات تتنازع فيه الروح الإنسانية قلقها الوجودي بين تطوحات الفكر والرؤى وعطش أشواقها للوجود فهى تقفز قفزا في مدى وديان الصدى مصوتة في مجاهليه البعيدة والقرب علها تظفر بوجودها الإنساني الحقيقي ؟ 

شريف عبد الوهاب، رئيس الشعبة العامة للإذاعيين العرب وخبير إعلامي بجامعة الدول العربية،  شارك ذكرياته مع نجيب محفوظ، مشيرًا إلى رقي الحوار في أدب محفوظ، وتحدث عن تجربة "الاستماع العكسي" التي استخدمها في برنامجه "نهاية وبداية" غنوة ورواية والذي حصل علي جائزة من مهرجان الأذاعة والتلفزيون ، حيث جمع بين الفصل الأخير من رواية بداية ونهاية وأغنية "فات الميعاد" لأم كلثوم. لمرسي جميل عزيز..

و قدّم مقاطع مختارة من رواية بداية ونهاية بأسلوب درامي مشوق.

هاني فؤاد، المخرج بإذاعة صوت العرب، تحدث عن تجربته عن دراما   دنيا نجيب محفوظ حيث قدمنا قراءة جديدة في أدب نجيب محفوظ. وهى سلسلة سهرات درامية إذاعية.  

وقال فؤاد إن نجيب محفوظ كاتب متفرد ومر بمراحل عديدة في كتاباته وقدمت له أعمال درامية.   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز