عاجل| موضوع خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف
شريف مدحت
ازداد معدل البحث عن موضوع خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف من قبل العديد من المواطنبين خاصة المسلمين علي موقع جوجل العالمي.
وحرصت بوابة روزاليوسف من خلال السطور التالية التطرق لموضوع خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل فى كتابه العزيز ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)) سورة فاطر (28).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن تقدم أي أمة من الأمم رهين بمدى تقدمها العلمي، وأن أي حضارة عبر التاريخ تركت آثاراً ومعالم حضارية ينبغي أن تعلم أن تلك الحضارة إنما قامت في المقام الأول على أساس العلم، وحضارتنا المصرية القديمة وكذلك الحضارة الإسلامية في قمة ازدهارها لهو من أكبر الدلائل على صدق ما نقول، ولذلك بلغ العلم مبلغاً عظيماً في كلتا الحضارتين على سبيل المثال. ومن هنا أيها المسلمون، فإن البحث العلمي هو أسهل طريق لمعرفة الله سبحانه وتعالى، فقد ذكر الله تعالى في سورة فاطر بعضاً من فروع العلم وأعقبه بالحديث عن العلماء، قال تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) سورة فاطر.
وقال أيضاً ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) سورة فصلت (53).
تابع / خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم أيها المسلمون، لقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدعونا إلى التفكر والتدبر في الكون قال تعالى ((قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ)) سورة يونس (101).
وقال ((أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) سورة العنكبوت (20).
ولم لا يكون ذلك؟ وقضية الخلق وإحياء الموتى قد شغلت بال كل البشر بما فيهم حتى خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام، قال تعالى ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) سورة البقرة (260) .
أيها المسلمون، لقد رفع الإسلام من شأن العلم باعتباره أساساً مهماً وفاعلا لفهم العلاقة السليمة بين الله والكون والإنسان.
والقرآن الكريم لا يكاد يدع موطناً في الكون دون أن يطوف بالإنسان خلاله، ويستثير فيه النظرة المتأملة المتقصية، ويلفت أصحاب العقول الراجحة، وذوي القلوب المؤمنة، إلى المنهج الصحيح في التعامل مع الكون واستقراء لغته وإشاراته، باعتباره كتاب معرفة للإنسان المؤمن الموصول بالله وبما تبدعه يد الله، وقراءة الآيات المنبثة في جنبات الكون وظواهره تتم بالاستخدام الأمثل لملكات الإدراك والعلم التي وهبها الله للإنسان لتلمس الحقائق الكونية بالاختبار والرصد والتجريب والقياس والاستدلال، مستعيناً في ذلك بحواسه، والعقل من الحواس، أو ما يعززها ويعمقها من أجهزة وأدوات، تبدأ منها وتعود إليها.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم
وقد أشار القرآن إلى حواس الإنسان وملكاته المعرفية في أماكن متفرقة، فذكر (الذوق) في قواه تعالى: (فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما) [الأعراف: 22. وأشار على اللمس في قوله تعالى: (ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) الأنعام: 7. وأشار إلى حاسة الشم في قوله تعالى: (ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) يوسف: 94. وذكر السمع والبصر والفؤاد ( أي: القلب) في مثل قوله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) النحل: 78. وقوله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الحج: 46. وقوله: (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) الروم: 59.
وقوله: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد: 24.
وقد فطن علماء المسلمين الأوائل إلى حقيقة الدعوة القرآنية إلى القراءة والعلم وإمعان النظر والفكر في ملكوت السماوات والأرض سعياً إلى الهداية واليقين. فكان لهم دور بارز في نشر الثقافة والعلوم في شتى ربوع الأرض، وبرعوا في شتى فنون العلوم، ولم يكن دورهم فقط مقتصراً على دراسة الدين فقط، بل درسوا الدين والدنيا جنبا إلى جنب ولذلك نحسبهم من الفالحين والناجحين في الدنيا والآخرة. تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، فالبحث العلمي القائم على أسس وقواعد علميه صحيحة هو أهم سبيل لتقدم أي أمة من الأمم، ولله در القائل: العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والكرم وديننا الإسلامي دين يؤمن بقيمة العلم والعلماء ويقدرهم وينزلهم منزلة عظيمة، ولذلك ينبغي علينا الأخذ بكل وسائل العلم والمعرفة حتى ننهض بوطننا مصر، ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية أكثر من أن تحصى في هذا الجانب، قال تعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) سورة المجادلة (11) وأخرج أبو داوود وغيره بسند صحيح وبعضهم قال حسن لغيره من حديث أبى الدرداء رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله ﷺ ((من سلك طريقًا يطلُبُ فيه عِلمًا؛ سلك اللهُ به طريقًا من طرُقِ الجنَّةِ، والملائكةُ تضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السَّماواتِ ومن في الأرضِ، والِحيتانُ في الماءِ، وفضلُ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وأَوْرثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم
أيها المسلمون، فينبغي على أمتنا أن تعود إلى سالف مجدها وتاريخها في طلب العلم النافع الذي يفيدها ويفيد الإنسانية جمعاء حيث كنا سادة الأمم لما كنا نتعلم ونعلم غيرنا، والعلماء في هذه الأمة هم سادة الناس فالناس موتى وأهل العلم أحياء، وما أصدق قول الإمام علي رضي الله عنه حين قال:
“الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم والأم حواء فإن يكن لهم في أصلهم شرف يفاخرون به فالطين والماء ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء نسأل الله تعالى يحفظ بلدنا ويرفع رايتها بين الأمم كتبه : الشيخ خالد القط