عاجل| فعلتها أمريكا وإسرائيل.. وصراع "بايدن" و"نتنياهو" على إسقاط الأسد
عادل عبدالمحسن
بعد 54 عامًا من حكم عائلة الأسد، تم الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، الذي فر إلى روسيا، لكن من ساعد الميليشيات المسلحة في سوريا في الوصول إلى دمشق وإسقاط النظام؟ للإجابة على هذا السؤال يعتمد على من تسأل، حيث يؤكد كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤوليتهما عن ذلك.
يؤكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه وضع الأساس، حيث عمل بلا هوادة لإضعاف داعمي الأسد الرئيسيين – بما في ذلك روسيا وإيران وحزب الله.
ووفقا للرئيس الأمريكي، لم يكن من قبيل الصدفة أن أيا من أنصار الأسد لم يكن قادرا أو راغبا في إنقاذه في هذه اللحظة الحرجة.
وفي المقابل، يقدم نتنياهو وحاشيته قصة مختلفة تمامًا مشددون على أن السبب الوحيد لإسقاط الأسد هو قيام إسرائيل بقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، وهو ما وصفه نتنياهو بأنه "نقطة تحول في انهيار المحور.
وسارع مسؤولون إسرائيليون كبار إلى الإشارة إلى أن نتنياهو أمر بالهجوم خلافا لموقف إدارة بايدن، التي تخشى أن يؤدي مثل هذا الإجراء إلى حرب أوسع نطاقا.
كما لم يتردد نتنياهو في لوم بايدن، قائلاً إن المفتاح هو قراره بتجاهل الضغوط من أجل "وقف الحرب قبل أن نحقق جميع أهدافنا.
وكانت الرسالة واضحة: لو أنه استجاب لتحذيرات بايدن لتجنب حرب واسعة النطاق، لكان الأسد على الأرجح لا يزال في قصره.
وتناولت صحيفة نيويورك تايمز القضية، وأشارت سوزان مالوني، الباحثة من معهد بروكينجز والتي تتابع إيران والمنطقة عن كثب، إلى أن بايدن قد يكون على حق عندما يؤكد أنه خلق ضغوطا، أدت للإطاحة بحكومة الأسد.
وقالت: "أعتقد أن السياسة الأمريكية ساهمت في سقوط الأسد، لكن ربما يكون من الظلم أن تحصل إدارة بايدن على الفضل، وإذا كانت هناك مساهمة أمريكية، فهي لم تبدأ في عهد بايدن، ففي عام 2011، أعلن الرئيس السابق باراك أوباما أن الأسد يجب أن "يتنحى جانبا"، وبعد عامين خلال زيارته لإسرائيل، وقف إلى جانب نتنياهو وأعلن أن الأسد فقد كل شرعيته، ولكن لم تكن هناك خطة حقيقية للإطاحة به، وعندما حدث ذلك كان انهيار النظام سريعا ولكلا الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل مصلحة سياسية في أن ينسبا إلى أنفسهما الفضل في سقوط النظام السوري.
وسيترك بايدن منصبه قريبًا وهو يرسم الإرث الذي سيتركه وراءه، فيما يواجه نتنياهو محاكمة ضده وأسئلة صعبة حول إخفاقات حكومته.
وفي سياق متصل، هاجمت إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي أهدافا سورية إضافية، بما في ذلك مواقع للأسلحة في القواعد العسكرية السورية، وفي البيت الأبيض، امتنع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي عن دعم أو انتقاد الضربات الإسرائيلية.
وأشار إلى "أن لدينا تعاونا استخباراتيا قويا مع إسرائيل"، لكنه لم يذكر تفاصيل عن مشاركتها في العمليات الحالية. وماذا عن سوريا والولايات المتحدة في المستقبل؟
من جانبه، اقترح الرئيس المنتخب دونالد ترامب نهجا مختلفا تماما، قبل أيام من هروب الأسد، نشر ترامب على شبكته الاجتماعية نداء إلى الولايات المتحدة: "سوريا في حالة من الفوضى، وهي كذلك"، والنظام السوري ليس صديقنا، يجب على الولايات المتحدة أن تبتعد عن هذا الأمر.
ولم يقدم ترامب المخلص لفلسفة "أمريكا أولا" حلا واضحًا للمشاكل التي خلقها الانهيار السوري، بما في ذلك الخوف من استخدام الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية من قبل عناصر معادية.
ويعتقد البعض أن الوقت قد حان لواشنطن لقيادة المعركة من أجل مستقبل سوريا، ولكن في الوقت الحالي، تظل مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلعب دورًا نشطًا في استقرار الوضع في سوريا مفتوحة.