العدس والفول النابت.. وجبة الأغنياء والفقراء
الدعاء لمصر على أعتاب السيدة نفيسة فى ليلة مولدها
أشرف أبوالريش
وقف هذا الرجل الطاعن فى السن أسمر البشرة وتجاعيد الزمن رسمت على وجهه ملامح السنوات الطويلة وهو ينتقل بين أضرحة آل البيت الكرام.. وقف يتمتم بالدعاء فى خشوع غريب على أعتاب السيدة نفيسة فى ليلة مولدها الكبير بالأمس قائلًا : صدق الحبيب جدك عندما جاء فى الرؤية إلى زوجك يقول له: «يا إسحاق، لا تعارضْ أهلَ مصرَ فى نفيسة، فإن الرحمةَ تنزلُ عليهم ببركتِها».
كانت هذه الكلمات هى الأمر النبوى الشريف لإسحاق المؤتمن ابن جعفر الصادق زوج السيدة نفيسة - بنت الحسن الأنور- كريمة الدارين وحبيبة المصريين رضى الله تعالى عنها عندما توفيت السيدة نفيسة عزم إسحاق المؤتمن على نقلها إلى مدينة جدها رسول الله لكى تدفن إلى جانب الجد الأعظم عليه الصلاة والسلام.
الرجل الطيب القادم من صعيد مصر أنشد قائلًا: «يا رئيسة ترجى لكل ملم وهمامة ترد بئس القوى يا حسيبة إنا عليك حسبنا ودخلنا فى كهفك المحمى وبظل الجناب منك اتقينا من كل حاسد وبغى قد أتيناك زائرين مقامًا وضريحًا عليه نور سيدنا النبى». بهذه الكلمات التي تخرق القلب وتلهب الوجدان وقف أحد الدراويش أمام ضريح السيدة نفيسة رضى الله عنها التي احتفل المصريون بمولدها أمس يناجى صاحبة المقام بصوت عال محركـًا مشاعر الكثيرين من أحباب نفيسة العلوم.. فسكنت القلوب وانهمرت الدموع ورفعت الأيدى للسماء بالدعاء أن ينصر الله مصر.. هؤلاء هم أحباب آل البيت يعشقون هذه الأرض الطيبة التي يرقد فيها الأولياء والصالحون.
ومن أهم المظاهر التي شهدها مولد السيدة نفيسة هذا العام انتشار حلقات الذكر وتقديم الأطعمة الساخنة كالعدس والفول النابت بالإضافة إلى تقديم وجبة الفتة التي يحرص بعض رجال الأعمال من أحباب السيدة نفيسة تقديمها إلى زوار المولد سنويًا.
السيدة نفيسة العلم، هى ابنة الإمام حسن الأنور، المشهور بحسن الأكبر، ابن زيد الأبلج بن الإمام الحسن السبط بن الإمام على بن أبى طالب، وحفيدة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، بضعة سيدنا محمد ﷺ.
فى مواجهة المقام تكية العارف بالله تعالى الشيخ محمد متولى الشعراوى التي أطعم فيها رضى الله عنه فقراء المسلمين.