عاجل
الخميس 30 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الجامعة العربية تنظم يوم التراث الثقافي العربي

نظمت الأمانة العامة الجامعة الدول العربية قطاع الشؤون الاجتماعية - إدارة الثقافة وحوار الحضارات” بالتعاون والتنسيق مع القطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة والمندوبية الدائمة لدولة فلسطين، يوم التراث الثقافي العربي وذلك تنفيذا لقرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري رقم 8030 مارس “2016” بشأن الاحتفاء بيوم التراث الثقافي العربي يوم 27 فبراير من كل عام، الذي عقد هذا العام يوم 26 فبراير



 

2024 نظرا لأمور لوجستية بالأمانة العامة.

 

اختيار يوم التراث الثقافي العربي يوم 27 فبراير لأنه اليوم الذي دمر فيه تراث وآثار الموصل بالعراق عام 2015. إذا فان اختياره ليس للاحتفال بالتراث الثقافي العربي فقط ولكن للتذكرة والوعي بأن التراث العربي مستهدف للتدمير والسرقة سواء من خلال الإرهاب أو الاحتلال أو أي شكل من الاشكال الاجرام والوحشية كما يتوجب حمايته من العوامل البيئية ايضاً، والعمل على صونه وحمايته بشتى الطرق الممكنة.

 

تم اختيار موضوع يوم التراث هذا العام بعنوان حماية وإحياء التراث الثقافي لدولة فلسطين وذلك نظرا لما تمر به دولة فلسطين في هذه الفترة وخاصة قطاع غزة من عدوان مدمر وانتهاكات صارخة للقانون والقيم الإنسانية فإنه من الأجدى أن يكون موضوع الفاعلية هذا العام لحماية وإحياء تراث فلسطين

 

الذي نال منه الاحتلال الصهيوني من خلال التدمير والتشويه والمغالطة والقذف والتشتيت، سواء

 

أكدت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية في كلمتها على أهمية التراث الفلسطيني، بل وأي تراث، حيث أنه أساس المجد والسيادة لأي أمة وحضارة، فهو هويتها، وتاريخها، وتراثها، فقد أكدت معاليها في كلمتها على أهمية هذا الموروث الثقافي والاجتماعي لهذه الأرض، فمنذ مطلع عام 1917، مع بدء الاستعمار لفلسطين، جرت على هذه الأرض الكثير من الأحداث. ما بين تهويد، وتهجير، وطرد، وهدم، وقتل، وسرقة تراث، إن سرقة التراث أو تزويره هو بمثابة سرقة لتلك الأرض، فارض فلسطين لها تاريخ وحضارة شعبية فهي مهبط الأديان السماوية ولها معالمها ومواقعها التراثية العريقة، وطقوسها، وعاداتها، ومواسمها، وأزياؤها، ومأكولاتها، وفنها وغناؤها وأكدت معاليها على حرص الجامعة العربية على حماية التراث الفلسطيني وإن دور المجتمعون في القاعة صون وحماية هذا التراث كل في مجال اختصاصه.

 

بعد ذلك قام  السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين بإلقاء كلمته حيث القى الضوء على الجرائم التي تحدث في قطاع غزة حالياً وأكد في كلمته أنه من خلال هذه المناسبة تسعى لحماية التراث الثقافي في فلسطين، حيث أن قوة الاحتلال والفصل العنصري تستمر لليوم الـ 143 على التوالي، بارتكاب أبشع جريمة إبادة جماعية في العصر الحديث، بل تذهب إسرائيل في وحشيتها إلى ما هو أبعد من جريمة الإبادة الجماعية كما عرفها القانون الدولي، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، فإسرائيل، عدو الإنسانية، التي قتلت على مدار نحو 5 شهور 30 ألف شهيد وأصابت 70 ألف جريح، وهجرت قسرياً داخل قطاع غزة مليوني فلسطيني، أي %87% من مواطني قطاع غزة، ودمرت 360 ألف بيت في غزة أي نحو %65 من الوحدات السكنية في القطاع، وقد فعلت ذلك بوعي وتخطيط كاملين.

 

ثم ألقى الدكتور وزير المفوض حيدر الجبوري مدير إدارة شؤون فلسطين بقطاع فلسطين والأراضي المحتلة كلمة أشار فيها أن الثقافة لعبت دوراً بارزاً في حماية الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني بكل مكوناتها، فمن خلالها حافظ الشعب الفلسطيني على تقاليده وموروثه الثقافي، وممتلكاته الحضارية ومقدساته وقيمه وسلوكه، لقد خرم هذا الشعب طويلاً من مؤسساته الثقافية التي تعني بالتراث الثقافي والحضاري في دولة فلسطين، بسبب ما تقوم به سلطات الاحتلال من جرائم بحق الممتلكات الثقافية والتاريخية والدينية، مخترقة بذلك الحماية الخاصة المكرسة لهذه الأماكن بموجب الأحكام والاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية لاهاي الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة لعام 1954، الأمر الذي يضع علينا واجباً كبيراً نحو حماية هذه الممتلكات، وفضح ممارسات الاحتلال تجاهها وذكر سيادته أنه أصبح من واجب جميع المؤسسات

 

 

 

حماية التراث العالمي، مد يد العون المادي والفني لترميم المعالم التاريخية المهددة بالخطر، بفعل جدار الفصل العنصري والمستوطنات الإسرائيلية، التي تغذي عملية التشوية التي تتعرض لها الهوية الفلسطينية. فهناك آلاف المواقع والمعالم الأثرية عزلها الجدار، إضافة إلى عشرات المواقع التي دمرتها مسارات الاستيطان.

 

وبعد ذلك جاءت كلمة الدكتور أيمن محسن مدير عام المشروعات والبرامج الثقافية باليونيسكو التي القاها نيابة عن الدكتورة نوريا سائز - المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو لمصر والسودان، أشار فيها أن هذا اليوم الهام الذي يتم الاجتماع فيه تحت شعار حماية وإحياء التراث الثقافي لفلسطين"، حيث من المهم الاعتراف بالتحديات الهائلة التي تواجهنا لحماية الممتلكات الثقافية بشكل عام وبشكل خاص في حالة النزاع المسلح، كما هو الحال في فلسطين، حيث أن تقويض الهوية الثقافية الفلسطينية تقويض للهوية العربية كما استعرض في كلمته جهود منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في حماية وصون التراث الثقافي في المنطقة. وأنها لعبت دورا هاماً في تعزيز أهمية الحفاظ على التنوع الثقافي والتراث في جميع أنحاء العالم. وذكر انه من خلال مبادراتها المختلفة، عملت اليونسكو بنشاط لحماية وحفظ المواقع الثقافية والتقاليد والحرف اليدوية المتميزة التي تساهم في النسيج الثقافي الفريد لفلسطين. وتشمل تلك الجهود مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك برامج تعزيز القدرات الوطنية، والمساعدة الفنية، وتقديم المشورة لتعزيز حفظ وإدارة مواقع التراث الثقافي. وأضاف سيادته أن اليونسكو لعبت دورا فعالا في الاعتراف بأهمية التراث الثقافي الفلسطيني على الساحة الدولية. وقد أدرجت المنظمة عدة مواقع على قائمة التراث العالمي، مثل المدينة القديمة في القدس وأسوارها، وكنيسة المهد في بيت لحم، ومدرجات جنوبي القدس بتير القديمة). واكد سيادته بانه لا تعترف هذه التسميات بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذه المواقع فحسب، بل تساهم أيضًا في رفع مستوى

 

الوعي حول أهمية الحفاظ عليها.

 

ثم اكدت الدكتورة أميرة الفاضل مستشار المدير العام للعلاقات الخارجية لمنظمة العالم الإسلامي

 

للتربية والثقافية والعلوم (الاسيسكو) كلمة المنظمة نقلت تحيات المدير العام للمنظمة، ثم ذكرت أن المنظمة لا تؤول جهدا عن حماية تراث فلسطين الذي يستهدفه الاحتلال ولم يترك أخضر ولا يابس إلا يسعى لدماره ولا يكترث بالاتفاقيات ولا المواثيق الدولية وخاصة اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة لعام 1954 وأشارت الى حرق القدس الشريف على يد الاحتلال عام 1969 الذي كان حافزا لإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وبعدها انشاء منظمة الاسيسكو، كما أشارت أن المنظمة تهتم بتراث فلسطين وحمايته واتخاذ شتى الطرق من أجل الحفاظ عليه فقد أنشأت إدارة القدس ولجنة للخبراء في مجال التراث خاصة الرصد التراث المدمر والعمل على ترميمه وتوثيقه، مشيرة ان مهما دمر الحجر فانه يصعب تدمير الفكر والعقيدة والعادات والتقاليد التي هي راسخة في الوجدان يتوارثها الأجيال.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز