عاجل.. تألق صلاح ومدرجات "أنفليد" وكسر الثلاثين تضع إدارة ليفربول في مأزق
شيماء حلمي
محمد صلاح، الذي يبلغ من العمر 32 عامًا وينتهي عقده في يونيو المقبل، يقدم خلال الفترة أرقامًا أفضل مع ليفربول مقارنة بأي وقت مضى وجاءت إحصائياته كما يلي: لعب 19 مباراة، وسجل 12 هدفًا، وصنع 10 تمريرات حاسمة.
يبلغ متوسط صلاح هدفًا أو تمريرة حاسمة كل 69 دقيقة، فحتى في موسمه الأول المبهر في أنفيلد في 2017-2018، عندما سجل 44 هدفًا، لم يبلغ متوسط صلاح سوى مشاركة كل 71 دقيقة، حينها سجل صلاح 10 أهداف وصنع 17 بعد 17 مباراة، ليصبح أول لاعب من الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا يفعل ذلك في جميع المسابقات، وأسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 عاما.
وكان أسرع لاعب قبل ذلك هو لويس سواريز في موسم 2013-2014 الذي استغرق 23 مباراة
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز وحده، بلغت قيمة أهدافه وتمريراته الحاسمة 17 نقطة لصالح ليفربول هذا الموسم، أكثر من أي لاعب آخر في الدوري.
ومن الواضح أن ليفربول سيكون في وضع أسوأ بكثير بدون محمد صلاح، وأن تأثيره على أداء ليفربول أفضل بكثير من أي لاعب آخر.
وهذا التألق والأهمية للنجم المصري هو ما يجعل مالكي نادي ليفربول يخدشون رؤوسهم ويحسبون حساباتهم بشأن العقد الجديد لصلاح، أو عدم تجديد عقده.
وفي تصريحاته لصحيفة "ديلي ميل سبورت" الإنجليزية، كشف صلاح أن ليفربول لم يقدم عرضًا حتى الآن، وكان على حد تعبيره "أكثر غموضًا" بشأن بقائه في ليفربول في الموسم المقبل
وقالت صحيفة البريطانية إن مالكي نادي ليفربول، مجموعة فينواي سبورتس، مترددون في منح عقود كبيرة للاعبين في الثلاثينيات من العمر، ولهذا السبب، فقد لوحوا وداعًا في الماضي لساديو ماني، وجيني فينالدوم، وروبرتو فيرمينو، وجويل ماتيب، وتياجو، وآدم لالانا، وجيمس ميلنر على سبيل المثال لا الحصر.
ويطرح مسؤولو ليفربول مؤخًرا سؤولًا، فحواه أن اللاعبين الذين في الثلاثينيات من عمرهم تجاوزوا ذروة عطائهم، فلماذا إذن نستنزف أموالنا ونضغط على هيكل الأجور من أجل نجم متقدم في السن ليس له قيمة عند إعادة بيعه وقد يتراجع مستواه بعد فترة وجيزة.
ولكن صلاح يشعر باختلاف، والأهم من ذلك، أن ليفربول يشعر بنفس الشعور، ولم يعد هذا ليفربول تحت قيادة يورجن كلوب، بل أصبح تحت قيادة آرن سلوت.
ولم يعد تشكيل ليفربول المتشدد الذي كان يضايق على الخصوم ويضغط عليهم بشراسة شديدة لدرجة أنه من المؤكد أنه سيستنزف طاقة ساقي لاعب يبلغ من العمر 32 عامًا في النهاية، بغض النظر عن مدى انتفاخ عضلات بطن صلاح في كل مرة يخلع فيها قميصه للاحتفال أمام مدرج كوب
ترى صحيفة ديلي ميل سبورت أن الفريق الأول لكرة القدم بنادي ليفربول، أصبح أكثر احتواءً، وأكثر انتقائية في اختيار وقت استخدام بذل المجهود من اللاعبين على المستطيل الأخضر خلال المباريات الطاقة، وبالفعل في هذا الموسم، أصبح صلاح يركض بشكل أقل، ويغطي مسافة أقل في الملعب، ويضغط بشكل أقل، ويستحوذ على الكرة بشكل أقل في الثلث الأخير من الملعب مقارنة بالمواسم الأربع السابقة تحت قيادة كلوب
قالت الصحيفة البريطانية إن الضغط على ساقيه والتأثير على جسده أقل قسوة بكثير تحت قيادة سلوت، فهو قادر على الحفاظ على طاقته، وربما يجعله يستمر في اللعب بأقصى قوته لفترة أطول.
أسلوب لعب سلوت، إلى جانب التغيير في التشكيل، يجعل صلاح في مواقع أكثر تأثيرًا على أرض الملعب، فهو يحصل على نسبة أعلى من لمساته في الجانب الأيمن من منطقة الجزاء، حيث يسجل معظم أهدافه ويصنعها، حيث يكون في أخطر حالاته.
ويحصل صلاح بالفعل على راتب أسبوعي يبلغ نحو 350 ألف جنيه استرليني، وهو ما يزيد بشكل كبير عن هذا المبلغ مع المكافآت التي يحصل عليها في مستواه الحالي.
ومن المرجح أن يرغب في الحصول على أكثر من ذلك في صفقة جديدة.
هل يستحق الأمر المخاطرة؟ تجيب صحيفة ديلي ميل سبورت قائلة إن السماح لصلاح بالرحيل، وهو يلعب بهذه الطريقة، سيكون مخاطرة كبيرة، سواء على أرض الملعب أو بسبب الغضب الذي قد يثيره ذلك في المدرجات، تهتف الجماهير "أعطوه نقوده"، وماذا يعني ذلك بالنسبة لفيرجيل فان ديك وترينت ألكسندر أرنولد اللذين انتهت عقودهما أيضًا؟
دعه يرحل، فكيف يمكن أن توفر لاعبًا محل لاعب مؤثر إلى هذا الحد؟ ليفربول وسلووت، حتى بدون نجمهما، سيجدان طريقة، لقد وجدا طريقة لاستبدال إيان راش، ووجدا طريقة لاستبدال سواريز، ووجدا طريقة لاستبدال أسطورة النادي ستيفن جيرارد، ثم فازا بالدوري الإنجليزي الممتاز بدونه.
يرحل الأبطال وتظهر نجوم جديدة في النهاية في الأماكن المظلمة التي يتركونها وراءهم.
السؤال هو، مع وجود صلاح في قمة تألقه الآن، هل يريدون حقًا أن يضطروا إلى تكرار نفس الأمر مرة أخرى؟