يسبب التوتر المزمن.. كل ما تحتاج معرفته عن هرمون الكورتيزول
أروى رافت
ازدادت معدلات البحث عن هرمون الكورتيزول ودوره الحيوي في استجابة الجسم للتوتر، وذلك بسبب الوعي المتزايد حول تأثيرات التوتر المزمن على الصحة العامة. ويعتبر الكورتيزول هو أحد أهم الهرمونات التي تفرز من الغدد الكظرية ويؤدي وظائف متعددة، بما في ذلك تنظيم عمليات الأيض وضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
وتقدم «بوابة روزاليوسف» لقرائها كل ما يخص هرمون الكورتيزول .
ما هو الكورتيزول؟
هرمون الكورتيزول هو هرمون يفرز بواسطة الغدد الكظرية، التي تقع فوق الكليتين. تتكون هذه الغدد من جزأين رئيسيين القشرة الخارجية والنخاع الداخلي. القشرة الخارجية، أو قشرة الغدة الكظرية، هي المسؤولة عن إنتاج الكورتيزول. ويعرف الكورتيزول بكونه هرمون الإجهاد، حيث يتم إفرازه استجابة للعديد من العوامل البيئية والنفسية التي يتعرض لها الجسم.
وظيفة الكورتيزول في الجسم
الكورتيزول هو هرمون رئيسي في الجسم يساهم في تنظيم مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية. تشمل هذه الوظائف:
- عملية الأيض: يساعد الكورتيزول في تحويل البروتينات والدهون إلى طاقة. - تنظيم ضغط الدم: يلعب دورًا في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية. - التحكم في مستوى السكر في الدم: يعزز إنتاج الجلوكوز وتحريره في الدم. - النوم: يؤثر على دورة النوم والاستيقاظ. - النمو: يساهم في نمو الجسم وتطوره. - المناعة: يساعد في تنظيم الاستجابة المناعية. - المزاج: يؤثر على الحالة المزاجية. - صحة العظام: يساهم في الحفاظ على صحة العظام. - التطور الجنسي والتكاثر: يلعب دورًا في تنظيم الهرمونات الجنسية.
العلاقة بين الكورتيزول واستجابة "الكر والفر"
عندما يشعر الدماغ بوجود تهديد أو خطر، يُطلق سلسلة من التفاعلات الفسيولوجية تُعرف باستجابة "الكر والفر". ومن بين هذه التفاعلات هو إفراز الكورتيزول، الذي يؤدي إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم لتزويد العضلات بالطاقة اللازمة للهروب أو القتال. كما أن الكورتيزول يبطئ عملية الأيض للإنسولين لمنع تخزين الجلوكوز بهدف استخدامه عند الحاجة.
تأثير التوتر المزمن على مستويات الكورتيزول
عندما يتعرض الجسم للتوتر المستمر يدخل في حالة تأهب مستمر، مما يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من الكورتيزول بشكل متواصل وهذا الارتفاع المستمر في مستويات الكورتيزول يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستوى السكر في الدم، الاكتئاب، واضطرابات النوم. وتظهر الدراسات أن مستويات الكورتيزول يمكن أن تزيد بنحو 10 أضعاف خلال فترات التوتر الشديد.
كيفية معرفة مستويات الكورتيزول
يمكن قياس مستويات الكورتيزول عن طريق فحص الدم أو اللعاب أو البول. فمن المهم ملاحظة أن مستويات الكورتيزول تتغير على مدار اليوم، حيث تكون أعلى في الصباح وأدنى عند منتصف الليل. لذا، قد تكون هناك حاجة إلى عدة قياسات للحصول على نتيجة دقيقة.
أمراض مرتبطة بخلل إنتاج الكورتيزول
هناك بعض الأمراض التي تصيب الغدة الكظرية وتؤدي إلى إنتاج كميات غير طبيعية من الكورتيزول:
- متلازمة كوشينغ: حالة تنتج فيها الغدد الكظرية كميات زائدة من الكورتيزول، وتسبب أعراضًا مثل ضعف العضلات، تراكم الدهون بين الكتفين، ارتفاع ضغط الدم، والإرهاق. - مرض أديسون: حالة لا تنتج فيها الغدد الكظرية ما يكفي من الكورتيزول، وتسبب أعراضًا مثل فقدان الوزن غير المقصود، انخفاض ضغط الدم، انخفاض نسبة السكر في الدم، وآلام العضلات.
كيفية إدارة التوتر وتحسين الصحة العقلية والجسدية
لإدارة التوتر وتحسين مستويات الكورتيزول، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام و تناول نظام غذائي متوازن و الحصول على قسط كاف من النوم وممارسة التأمل والاسترخاء والبحث عن الدعم النفسي عند الحاجة.