ندوة حول "سمات البطل فى أدب الطفل" بالمجلس الأعلى للثقافة
كاميليا عتريس
تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أسامة طلعت؛ نظمت لجنة فنون الطفل ندوة بعنوان: (سمات البطل فى أدب وفنون الطفل)، وأدارتها مقررتها الدكتورة رشيدة الشافعى، وتحدث فى الندوة كل من: الكاتب أحمد قرنى؛ وعضو لجنة فنون الطفل، والدكتورة شهيرة خليل؛ رئيسة تحرير مجلة سمير ومديرة مركز التراث الصحفى بدار الهلال والعضوة فى لجنة فنون الطفل، والكاتب عبده الزراع؛ عضو لجنة فنون الطفل، وذلك مساء أمس الخميس الموافق 14 من شهر نوفمبر الجارى، بقاعة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة.
وتحدثت الدكتورة شهيرة خليل مؤكدةً انعكاس سمات البطل فى أدب الطفل على تشكيل وعى الأطفال، مستشهدة بتجربة مجلة "سمير" التي قدمت نماذج إيجابية للأطفال على مر السنين، وأشارت إلى أن أبطال مجلة "ميكى" وغيرها من الإنتاجات الغربية فى مجال أدب الطفل والرسوم المتحركة وما شابه، قد نجح فى ترك بصمة عميقة فى أذهان أجيال متلاحقة بصورة لافتة، إلا أنها حذرت من أن بعض هذه النماذج -فى الآونة الأخيرة بشكلٍ خاص- قد تحمل قيمًا لا تتوافق مع مجتمعاتنا الشرقية؛ فبينما نستمتع بحكايات هذه الشخصيات الخارقة التي يحبها الأطفال كافة، يجب أن نكون حذرين من الرسائل الضمنية التي قد تحملها، والتي غالبًا ما تتسلل وتُمرر إلى عقول الأطفال بشكل غير مباشر، بل وصارخ فى بعض الأحيان، لذا فمن الضرورى أن ننتبه إلى المحتوى الذي يتعرض له أطفالنا، وأن نختار لهم ما يتناسب مع تراثنا وقيمنا الشرقية فى المقام الأول.
ثم تحدث الكاتب أحمد قرنى مثيرًا قضية تطور صورة البطل فى أدب الطفل المعاصر؛ حيث أشار إلى مسألة تأثر الكتاب بالأحداث العالمية المؤلمة؛ فبعد أن كان البطل يتمتع بصفات مثالية، نراه اليوم يعكس معاناة واقعية، كما نجد فى رواية: "من أخذ العربة" للكاتبة ماريا دعدوش، ورواية: "سر الزيت" للأديب الفلسطينى وليد دقة الذي اعتقل بواسطة قوات الكيان الصهيونى منذ سنوات طوال، لذا فهذه الرواية تنتمى لما يُطلق عليه أدب السجون الفلسطينى، ونجد أن بطلها هو الطفل (جود) الذي يستعين بأصدقائه الحيوانات، وبشجرة الزيتون هذا الرمز الفلسطينى الشهير، لكى يتخفى حتى يتمكن البطل فى نهاية المطاف من زيارة أبيه السجين وسط حراسة العدو المشددة.
وتابع حديثه منتقلًا إلى بصمة الثورة الرقمية والتقنية على أدب الطفل، مستشهدًا برواية الكاتب الكبير الراحل يعقوب الشارونى: "سفن الأشياء الممنوعة"، التي تدور حول صراع التكنولوجيا مع الإنسانية، كما استشهد برواية الكاتب عمر طاهر: "حكاية طائر الفلامنجو" التي صورت معاناة الإنسان المعاصر فى قالب أدبى جذاب.
وأوضح أن هذه التحولات فى أدب الطفل تعكس تطورًا ملحوظًا فى طرح القضايا المعاصرة بطريقة تناسب الأطفال، مما يعكس دور الأدب فى تشكيل وعى الطفل وتنمية تفكيره النقدى.
ختامًا تحدث الكاتب عبده الزراع مؤكدًا أن فن المسرح يمثل رحلة معرفية شيقة تُغذى العقل وتنمى الروح؛ فمن خلال تجربة الوقوف على خشبة المسرح، يتعلم الأطفال الثقة بالنفس والتعبير عن أنفسهم بحرية، كما يتدربون على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة فى لمح البصر، مما يجعلهم يمتلكون الثقة والقدرة على مواجهة تحديات الحياة المستقبلية، وقد أكدت تجارب العديد من القادة العالميين على أهمية المسرح فى صقل شخصياتهم، ولا يقتصر دور المسرح على الترفيه، بل يتعداه إلى تنمية الخيال والإبداع اللا محدود، وتقوية الذاكرة، وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعى.
وتناول فى مختتم حديثه رؤيته حول أهمية صياغة ما يحمله العصر الحديث من تقنيات متطورة فى الأعمال الفنية المنتمية إلى أدب الطفل بشكل خاص، مشيرًا إلى أحد مؤلفاته وهو عمل مسرحى حمل عنوان؛ (كوكب سيكا)، وتدور أحداثه حول فى واحدة من قرى الصعيد؛ حيث كان يحرس مجموعة من الغفر مكوك فضائى، وتجرى الأمور إلى يدخل هؤلاء الحراس بالخطا داخله فينطلق بهم ويأخذهم إلى كوكب سيكا الذي كان ينتظر قدوم علماء لاستكشافه؛ فيجد المشاهد هؤلاء الحراس بزيهم التقليدى يعتمرون العمامات والجلابيب وفوق منها بزات الفضاء فى مشهد طريف جدًا، وتتعد المواقف الكوميدية الأخرى وصولًا إلى إتمامهم هذه المهمة الفضائية على أكمل وجه، وهو فى حقيقة الأمر ما يؤكد للطفل المتلقى أن دروب النجاح تكمن فى التحلى بالعديد من القيم المهمة، مثل التعاون والمثابرة والمواجهة وعدم الاستسلام.