عاجل
الأربعاء 1 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

"دويتشه فيله" تبرز رحلة أم غزاوية هربت من قصف الإحتلال إلى مصر

مواطنة فلسطينية من غزة
مواطنة فلسطينية من غزة

نشر موقع إذاعة "دويتشه فيله" الألماني تقريرا، اليوم الخميس، عن وضع الفلسطينيين في مصر بعد فرارهم من الحرب الإسرائيلية في غزة.



 

وتحدث الموقع، في نسخته بالإنجليزية، إلى مواطنة غزاوية تدعى "منى" التي أعربت عن حزنها واشتياقها لبحر غزة، حيث كانت تذهب لرؤية الأمواج والشمس لتنسى تحدياتها اليومية.

وذكر الموقع، أن حرب غزة غيرت كل شئ، ليصبح البحر شاهدا على الموت واليأس والحياة الصعبة، لافتا إلى فرار "منى" بأطفالها من قنابل الجيش الإسرائيلي عدة مرات وكان آخرها استخدامهم لخيمة بجانب البحر.

وقالت منى: "رأيت الموت أكثر من مرة."

بحسب الموقع، اختارت منى، 31 عاما، الهروب إلى مصر، حيث ابتعدت عن صوت أمواج البحر المطمئنة لتجد الضوضاء والحياة اليومية الصاخبة في القاهرة.

وأوضحت منى أنها اضطرت إلى ترك زوجها لأنه لم يكن لدي ما يكفي من المال لمغادرة غزة، إذ تمكنت من جمع 5000 دولار فقط من المتبرعين في الخارج لمساعدتها على الفرار.

أبرز الموقع سماح مصر لعدة آلاف من المرضى والجرحى بدخول أراضيها لتلقي العلاج في المستشفيات المحلية على مدار العام الماضي، فضلا عن تمكن فلسطينيون آخرون من الخروج من غزة بمساعدة السفارات الأجنبية.

  • عدم وجود دعم رسمي للاجئين الفلسطينيين

لم يتم تحديد العدد الفعلي للفلسطينيين من غزة الذين يعيشون الآن في مصر حتى الآن، وفق الموقع.

وكان السفير الفلسطيني في مصر، دياب اللوح قدر، في مايو الماضي، العدد بحوالي 100 ألف، إلا أن عمال الإغاثة المحليين يعتقدون أن العدد أعلى من ذلك.

أما أولئك الذين لم يتم إجلاؤهم طبياً فقد تُرِكوا ليتدبروا أمورهم بأنفسهم، ولدى أغلبهم تأشيرات سياحية منتهية الصلاحية، ما يعني أنهم يقيمون في البلاد بشكل غير قانوني ومستبعدون من التعليم العام والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات.

وأكد الموقع أن الفلسطينيين لا يتلقون أي دعم رسمي، لأن تفويض وكالة الأمم المتحدة للاجئين لا يشملهم.

  • مجموعات تطوع مصرية

نوه الموقع إلى مسؤولية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، عن الغزاويين؛ إلا أنها لا تملك تفويضا لمصر. ونتيجة لذلك، يعتمد اللاجئون على مجموعات تطوعية مصرية خاصة توزع الطعام، وتوزع الملابس والأحذية، وتبحث عن وظائف بسيطة وتجمع التبرعات.

وبحسب تحليل أجرته مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة مستقلة تعمل لمنع الحروب، فإن الحرب في غزة تفرض تحديات كبيرة على مصر.

وبين الموقع أن مصر رفضت السماح للفلسطينيين من غزة بالاستقرار فيها بشكل دائم، خوفا من عدم سماح إسرائيل للاجئين الفلسطينيين بالعودة مرة أخرى، وفقاً لمجموعة الأزمات الدولية.

  • نهج مختلف للمساعدات

وتحاول منى حاليا أن تكبح جماح فكرة ما إذا كانت ستتمكن من العودة إلى غزة يومًا ما، قائلة: "كانت الأسابيع القليلة الأولى هنا في القاهرة صعبة للغاية، ولكن بعد ذلك التقيت بلوسي."

أوضح الموقع أن لوسي، التي لا تريد أن تعطي اسمها الحقيقي، هي واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين غيروا حياة منى للأفضل. فهي من أصل ألماني، وعاشت في مصر لمدة تقرب من عقدين من الزمان.

تتذكر لوسي أول لقاء لها مع منى في القاهرة، قائلة: "لقد لاحظت مدى نحافتها وشحوبها، ومن الواضح أنها كانت حاملًا. لم تكن تتحدث إلا نادرًا، ومع ذلك فقد دعتني لتناول العشاء. كان لقاءً هادئًا، وكان من الواضح بالنسبة لي أنها بحاجة إلى الدعم".

ثنت الغزاوية على لوسى، قائلة: "لم ترافقني لوسي حتى وضعت مولودي فحسب، بل نظمت لنا الطعام، وساعدت أطفالي في كل شيء. وبفضلها، يمكن لأطفالي أن يكونوا أطفالاً هنا في القاهرة".

وبين الموقع أن منى وأطفالها الثلاثة يأملون في العيش ببلد أجنبي آمن.

وأوضحت المواطنة الألمانية: "المساعدة المتبادلة هي نهج مختلف للمساعدات. إنها موجهة نحو المجتمع، ومعادية للرأسمالية وخالية من المنظمات الغربية الكبرى التي غالبًا ما تخدم نفسها فقط".

في السابق، أثناء إقامتها في ألمانيا، عملت لوسي أيضًا مع اللاجئين، حيث اعتنت بالعائلات وساعدتهم في ملء طلبات اللجوء. ومع ذلك، فإن لقائها مع منى له معنى خاص.

أكدت "لوسي" أنها تشعر بالقوة والفخر اللذين يتمتع بهما الفلسطينيون من غزة، على الرغم من كل ما مروا به، مشيرة إلى قول منى بفخر دائما: "أنا فلسطينية، ابنة غزة."

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز