من لبنان للسودان.. البيئة خصبة لعودة داعش والقاعدة
منيرة الجمل
بعدما التقطت الدول العربية أنفاسها بالتخلص من التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" في سوريا والعراق، يتوقع بعض الخبراء أن تنشط العناصر المتطرفة مرة أخرى في منطقة الشرق الأوسط وحتى السودان مستغلة حرب إسرائيل وتوتر الأوضاع في البحر الأحمر، كذلك النزاع الداخلي في الخرطوم.
عودة داعش في سوريا
يتوقع المحلل الاستراتيجي "جيريمي هودج"، زميل أول في مؤسسة نيو أمريكا وزميل باحث في مبادرة الأمن المستقبلي بجامعة ولاية أريزونا، عودة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، بسبب الانسحاب الأخير لآلاف القوات الروسية والإيرانية من أجزاء من سوريا تسيطر عليها قوات نظام الرئيس السوري الأسد، الأمر الذي أعطى التنظيم حركة أكبر للعمل أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2017.
وأبرز المحلل قتل داعش عدد كبير من الأشخاص في أجزاء من سوريا تسيطر عليها قوات بشار الأسد، في مارس الماضي، موضحا أن تلك العملية كانت جزءا من اتجاه مستمر منذ أكتوبر 2023، عندما وصل التنظيم لمستويات غير مسبوقة منذ خسارته السيطرة.
وحذر المحلل من ازدياد قوة التنظيم بسبب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث من المرجح أن تعيد إيران نشر آلاف أخرى من قواتها بالوكالة من سوريا والعراق وأماكن أخرى لتعزيز مواقع حزب الله.
خلية البداوي في لبنان
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في نسختها بالعربية، تقريرا عن استفادة "داعش" من انشغال لبنان بحرب الجنوب، لافتة إلى كشف تحقيقات مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني، في يونيو الماضي، عن خطورة ما كانت تخطط له خلية البداوي، لو نجحت في استكمال ما كانت تسعى إليه، من استهداف للأبرياء وزعزعة للأمن، غير المستقر.
وهي ليست المرة الأولى التي تكشف الأجهزة الأمنية اللبنانية عن عمليات نوعية أدت إلى إحباط عمليات وضبط لأسلحة وذخائر حربية، وكشف عن تدريبات عسكرية ومخططات لضرب مراكز عسكرية، وإدارة شبكات لترويج العملة الأجنبية المزيفة والمخدرات، وذلك بهدف تمويل أعمال تلك المنظمات ومهامها الموكلة إليها.
أشار الإعلامي فادي أبو دية إلى أنه "كان واضحاً أن لبنان مستهدف بعد سوريا نتيجة لعوامل عدة، أبرزها إغراق حزب الله في حروب استنزافية طويلة وتسعير الفتنة عربياً.
وتابع أن "مع بدء المد التكفيري وصولاً إلى دمشق حصل تسرب كبير إلى الداخل اللبناني نتيجة عوامل عدة، وجود أرضية جاهزة ومعبأة في الشمال بخاصة، بعد ظهور حركات تكفيرية في الداخل، وكذلك محاولة الانتقام من نظام الرئيس بشار الأسد.
- عودة القاعدة في اليمن
يرجح الخبير اليمني في شؤون تنظيم القاعدة، سعيد عبيد الجمحي، عودة التنظيم الإرهابي لليمن، مع انشغال خصوم التنظيم الدوليين مثل الولايات المتحدة الأمريكية بجبهات خارجية كبرى، فضلا عن انشغال دول الإقليم بالصراع الذي تشهده المنطقة.
أوضح أن استمرار الصراع بين الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، وميليشيا الحوثي للعام العاشر على التوالي، يسوق الحوثيون اليمن إلى نزاع أوسع، مع تصاعد تهديداتهم ضد الملاحة الدولية، ووصول هجماتهم العسكرية إلى دولة الاحتلال.
أكد الجمحي، أن المستجدات الإقليمية والدولية، تعزز علاقة المصالح المتبادلة بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، وتكاد تكون وحدت موقفهما، لافتا إلى أن القاعدة هو المستفيد الأكبر من تحالفه مع الحوثيين بعد حالة الركود التي أصابته السنوات القليلة الماضية.
- تجنيد النازحين السودانيين
حذر الكاتب السوداني "عبدالمنعم همت" من استغلال الجماعات الإرهابية للفراغ السياسي والأمني في السودان، موضحا أن انشغال القوات الحكومية بالنزاعات الداخلية ومحاولاتها الحفاظ على الأمن في المناطق الرئيسية، يسهل على الجماعات الإرهابية بسط نفوذها والسيطرة على مناطق نائية أو حدودية.
وبين الكاتب، المقيم في الإمارات، أن انتشار السلاح وتهريبه عبر الحدود نتيجة لتفكك الأجهزة الأمنية السودانية يمثل تحديًا كبيرًا، لأنه يسمح للجماعات المسلحة بالحصول على الأسلحة بسهولة، سواء داخل السودان أو في الدول المجاورة مثل تشاد وليبيا وجنوب السودان.
وأشار الكاتب إلى أن مخيمات النازحين السودانيين التي تعاني من نقص الموارد والخدمات تعتبر مطمعا للجماعات الإرهابية لتجنيد المزيد من الشباب الذين يعيشون في ظروف من الفقر واليأس.
وتخوف همت من تحالف كتائب الحركة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية الأخرى، موضحا أن الحركة الإسلامية السودانية كانت مرتبطة بعدة جماعات متطرفة، مثل القاعدة عندما أقام "أسامه بن لادن في السودان بين عامي 1991 و1996.
كما أبرز هدف التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش" إلى استغلال الفوضى والصراعات الداخلية في دول مثل السودان لتوسيع نفوذهما.