عاجل.. صلاح ينقذ ليفربول "المخيب للآمال" أمام أرسنال
شيماء حلمي
لن يعزف أحد على الكمان بصوت مرتفع، لكن أرسنال لعب هذه المباراة دون ويليام ساليبا، الذي كان موقوفًا، ومارتن أوديجارد، الذي أصيب. إنهما اثنان من أفضل لاعبيه. وربما أفضل لاعبين لديه.
كما لعبوا المباراة دون ريكاردو كالافيوري، كما لعبوا معظم المباراة دون جابرييل، عملاق دفاعهم، الذي أصيب في الشوط الثاني وكان خروجه بمثابة ضربة موجعة.
وأنهى الفريق المباراة بتشكيلة مكونة من الشاب مايلز لويس سكلي، الذي كان آخر ما اكتسبه من الشهرة هو حصوله على بطاقة صفراء ضد مانشستر سيتي قبل أن يشارك لأول مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وجاكوب كيويور، وبين وايت، وتوماس بارتي، وهو لاعب خط وسط.
لقد كان هذا بمثابة تذكير بأن أغلب الناس كانوا يتوقعون خسارتهم قبل بداية هذه المباراة، إذ خسروا أمام بورنموث الأسبوع الماضي، واعتادوا على طرد اللاعبين.
وقال المشجعون، إن آمالهم في الفوز باللقب قد تلاشت بسبب الإصابات والإيقافات جراء وقائع الطرد والإنذارات المتعددة على بعض اللاعبين.
وكان كثيرون يتوقعون انهيار الفريق أمام ليفربول الذي استقبل ثلاثة أهداف فقط في ثماني مباريات بالدوري هذا الموسم والذي حقق بداية رائعة تحت قيادة مدربه الجديد أرن سلوت.
لكن أرسنال لم ينهر بل سيطر على المباراة على حساب ليفربول.
وكان أداء بوكايو ساكا في الشوط الأول رائعًا للغاية. وكان أداء فريق ميكيل أرتيتا جيدًا بشكل عام في تلك الدقائق الـ45 الأولى، واستحق تمامًا التقدم 2-1 في الشوط الأول.
وحتى لو نجح ليفربول في تقليص الفارق، وحتى لو كانت لليفربول فتراته الخاصة من الهيمنة بعد الاستراحة، وحتى لو كانت النتيجة 2-2 عادلة، فإن هذه كانت مناسبة تمكن فيها فريق أرسنال من الوقوف على قدم
لقد صمدوا تحت الضغط عندما قيل إن الهزيمة أمام ليفربول ستجعلهم يبتعدون عن سباق اللقب، وأنه حتى في هذه المرحلة المبكرة من الموسم، سيكون من الصعب التعافي.
كان منتقدو أرسنال ينتظرون انهياره أمام ليفربول، لكن هذا الانهيار لم ينته بدأ أرسنال المباراة وأنهاها بالضغط من أجل تسجيل هدف للفوز بالمباراة.
لقد تقدموا في النتيجة مرتين واستقبلوا هدفين، وحتى لو تركتهم التعادل في المركز الثالث خلف ليفربول ومانشستر سيتي، فقد كان هذا النوع من الأداء يشير إلى أنهم لن يتراجعوا.
لقد كانوا أسوأ أعداء أنفسهم في الأسابيع الأخيرة بسبب حالات عدم الانضباط، ولكن هذه المرة استنزفوا كل شيء من أدائهم.
ربما كان الجمهور المحلي قد استقبل صافرة النهاية بصيحات استهجان، لكنها لم تكن صيحات استهجان للاعبيه. بل كانت صيحات استهزاء بالحكم، الذي ألقى عليه باللوم لأنه حرمهم من هدف الفوز في اللحظات الأخيرة. ولكن الأهم من ذلك كله، كانت صيحات استهجان لفوز كاد أن يضيع.
قبل المباراة، كان هناك الكثير من الحديث عن غيابات أرسنال. فقد تم طرح خسارة ساليبا وأوديجارد وكالافوري، بالإضافة إلى الشكوك حول مشاركة ساكا وجورين تيمبر، كأسباب تجعل ليفربول المرشح الأوفر حظًا للفوز.
ولكن تقدم الفريق سجل الأرسنال هدف التقدم وتعادل ليفربول ثم تقدم المدفعجية مرة أخرى، كافح الريدز، حتى أحرز محمد صلاح هدف التعادل في اللحظات الأخيرة ليمنح ليفربول التعادل 2-2 أمام أرسنال الذي عانى من الإصابات، ويبتعد بنقطة واحدة عن صدارة جدول الترتيب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كان ترينت ألكسندر أرنولد قد أرسل تمريرة طويلة على الجانب الأيمن، ما ترك أصحاب الأرض في وضع مرتبك، مع سرعة داروين نونيز من خلفه مما سمح له بالوقت الكافي لتمرير الكرة إلى صلاح مسجلا هدفه السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
وحافظ ليفربول على تقدمه بأربع نقاط على مضيفه رغم ما وصفه جيمي كاراجر بأداء "مخيب للآمال".
وقال: "عندما تفكر في المشاكل التي واجهها آرسنال بسبب الإصابات خلال المباراة، كنت أتوقع منهم أن يخلقوا المزيد من الفرص".
كانت المباراة قد بدأت بتقدم أرسنال بهدف في الدقيقة التاسعة عندما استغل بوكايو ساكا اندفاعا من آندي روبرتسون ليسدد كرة من بن وايت على خط المرمى. ورغم تعافي مدافع ليفربول، نجح ساكا في التخلص منه للمرة الثانية قبل أن يسدد كرة قوية في القائم القريب لكاويمين كيلر.
لكن ركلة ركنية عادت ليفربول للتعادل بعد تسع دقائق عندما انحنى فيرجيل فان ديك ليحول تمريرة لويس دياز إلى المرمى.
ولم يستسلم لاعبو الكرات الثابتة في الدوري الإنجليزي الممتاز، واستعادوا تفوقهم قبل لحظات من نهاية الشوط الأول بهدف ميرينو الأول للنادي، حيث حول الكرة برأسه في مرمى كيليهر عند القائم البعيد بعد ركلة حرة نفذها ديكلان رايس.
وتوقفت احتفالات اللاعب الإسباني لفترة وجيزة بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد، والتي استغرقت عدة دقائق للتأكد من أنه كان في وضع تسلل بفارق ضئيل للغاية.
وأجبر ليفربول ديفيد رايا على القيام بتصد واحد فقط في الشوط الثاني، على الرغم من خسارة أرسنال لجابرييل ثم جورين تيمبر بسبب الإصابة، حتى نجح الفريق أخيرا في تفعيل اللعب قبل 10 دقائق من نهاية المباراة ليتمكن من التفوق على أرسنال في منطقة الجزاء ويسجل هدف التعادل عن طريق صلاح في وقت متأخر.
وحرم هذا الهدف أرسنال من تقليص الفارق مع الريدز إلى نقطة واحدة، وأعاد الضيوف إلى الوراء بنقطة واحدة خلف المتصدر الجديد مانشستر سيتي.