رئيس جامعة السويس: جارٍ الانتهاء من أعمال الإنشاءات لأربع كليات بأبورديس بجنوب سيناء
شهيرة ونيس
انطلقت صباح اليوم بمسرح جامعة السويس فعاليات الندوة التثقيفية الكبرى التي نظمت بمناسبة الاحتفالات بذكرى أعياد نصر أكتوبر المجيد، والعيد القومي لمحافظة السويس.
بحضور اللواء ا.ح/ طارق الشاذلي محافظ السويس، أ.د. أشرف حنيجل رئيس جامعة السويس، أ.د. عبدالله رمضان نائب المحافظ، وحاضر في الندوة اللواء أ.ح دكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجي الكبير، الأستاذة نشوى الحوفي الكاتبة الصحفية، بحضور السادة نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، السادة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة والعاملين بالجامعة والطلاب من مختلف الكليات.
وفي كلمته أشار رئيس جامعة السويس إن روح أكتوبر ألهمتنا وعلمتنا جميعا دروسًا عميقة في مختلف العلوم العسكرية والطبيعة والهندسية والإنسانية، تضافرت جميعها كي تشكل لوحة مضيئة في تاريخ البشرية لنتعلم منها قيم الوطنية والتضحية والفداء.
وأضاف "حنيجل" أنه إذا كان هناك درس تعلمناه، فلا بد من وجود أستاذ ملهم، يعلم ويفرض هذا الدرس، وهذا المعلم المُلهم الذي فرض هذه الملحمة هو إرادة الشعب المصري العظيم.
وتابع "رئيس جامعة السويس" إن شعب مصر الأبي الكريم، جعل إرادته هدفا وغاية، وتحمل مهمة تحقيق هذه الإرادة جيشه الوطني المخلص، الذي سطر بحروف من نور واحدة من أروع ملاحم الوطنية والتضحية والفداء، كي تتعلم منها الدنيا كلها.
وأشار إلى أن اللقاء الذي يتجدد كل عام في أكتوبر ليس لمجرد أن نتذكر أحداث أكتوبر مرة في العام، بل للتأكيد أن روح أكتوبر التي جسدت قيم الوطنية والتضحية والفداء ممتدة معنا طوال أيام العام، وأن هذه الروح ستظل في الوجدان، تدفعنا للعمل والاجتهاد لتحقيق مفردات الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
كما وجه "حنيجل" التحية لرجال القوات المسلحة الأبطال، القيادة العامة وقادة الجيوش والضباط والجنود الذين شيدوا تاريخًا من المجد نفخر بخ جميعا.
خلال كلمته أعلن أ.د. أشرف حنيجل أن للسويس في عيدها القومي الكثير من البشائر والإنجازات من الجامعة، أهمها قرب افتتاح المستشفى الجامعي لتكون إضافة جديدة وكبيرة في القطاع الصحي بالمحافظة، كما يجري العمل للانتهاء من إجراءات الموافقة على إنشاء الجامعة الأهلية في السويس والتي ستبدأ مع بداية العام الدراسي المٌقبل.
وأضاف أن جامعة السويس تمضي قدما في مشروع جامعة السويس التكنولوجية بمدينة السويس الجديدة على مساحة 100 فدان بتخصصات مدروسة بعد التنسيق مع الشركات المختلفة، واحتياجات سوق العمل.
وشدد "رئيس الجامعة" أن العبور العظيم في أكتوبر 1973 يعطينا الأمل في مواصلة العبور لتعمير أرض الفيروز، وبدعم من الدولة المصرية قطعت جامعة السويس خطوات واسعة نحو تعمير سيناء الحبيبة، حيث جرى الانتهاء من أعمال الإنشاءات لأربع كليات في جامعة السويس بأبورديس بجنوب سيناء، لتكون نواة لافتتاح جامعة هناك، تضم 17 كلية في مختلف التخصصات المؤهلة للمنافسة بقوة في سوق العمل.
وأكد "رئيس الجامعة" للطلاب أن دور مؤسسات التعليم لا يقتصر فقط على إتاحة العلم وفق المناهج واللوائح الدراسية، ولكن هناك دورا آخر مقدسا ملقى على كاهلنا، لا يقل أهمية عن توصيل العلم الأكاديمي والبحثي، وهذا الدور يعد مكملاً بل أساسيا في تشكيل شخصية الأبناء بالتنور بصحيح الفكر والتنوير بالحقائق القائمة بالفعل على أرض الواقع وإدراكها بشكل سليم، والتنوير من ظلام الشائعات والمعلومات المضللة.
وفي كلمته أكد اللواء أركان حرب طارق حامد الشاذلي محافظ السويس، إن انتصار حرب أكتوبر جسد مشاهد للتلاحم بين المصريين جميعا، وكانت أبرز تلك المشاهد ما جرى على أرض السويس الباسلة حيث وقف الجيش الثالث الميداني للدفاع عن السويس وكان رجال المقاومة الشعبية كتف بكتف معهم لصد العدوان الإسرائيلي.
وأكد "المحافظ" إن ملحمة الصمود خلال فترة حصار امتدت 100 يوم كانت بمثابة ملحمة، جعلت العدو يعرف جيدا من يحارب، وأن الأمر لا يتعلق بقوة تسليح أو عتاد وإنما بالعزيمة والإيمان والتضحية ليحمي الجيش ومعهم رجال المقاومة المدينة التي يعرفون مقدراتها جيدا واهميها الجغرافية والتاريخية.
وتابع "الشاذلي" أن المدينة التي شهدت الحرب والدمار تغير وجهها بعد 51 عامًا من الحرب، تغير وجهها وامتلأت جنباتها بالتطوير والإعمار بجهود أبنائها وسواعدهم، وأصبحت مقصدا للمستثمرين وتضم مناطق واقتصادية واعدة يدعمها 4 موانئ تجارية تمتد من رأس خليج السويس إلى السخنة، تمثل تنوع أنواع البضائع المتداولة وتترد عليها سفن من جهات مختلفة في أفريقيا وأوروبا وأسيا.
وأشار محافظ السويس إلى أن ذكرى النصر والعزة بقيت ومعها ذكرى حطام كل دبابة من دبابات العدو جزء من كل لطفل كان يلهو فوقها مع أصدقائه أصبح جدّاً الآن يحكي ذكرياته لأحفاده، لتستمر حكايات النصر ولتعيش سيرة الشهداء العطرة في قلوبنا وأذهاننا جميعاً.
وأكد سيادته أن واجبنا في تجاه الأجيال الجديدة توعيتهم بالعدو الحقيقي وحمايتهم من محاولات غسيل العقول الممنهج، وما يبث من سموم على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تشتيتهم عن بناء مستقبل أوطانهم والانتماء إليها.
وخلال المحاضرة التي ألقاها الخبير الاستراتيجي اللواء دكتور سمير فرج قال إن مصر الدولة الوحيدة التي حررت أرضها بالكامل بعدما احتلت إسرائيل في 1967 شبة جزيرة سيناء، ولم تحرر أي أرض اتحلت في ذلك اليوم غيرها.
وتابع "فرج" إن ما حدث في 9 يونيو كان أصعب يوم على المصريين حين أعلن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تنحيه، إلا أن الشعب المصري وقف وراءه ودعمه، وساند الدولة المصرية.
وأكد "اللواء سمير فرج" أن الجيش المصري وإن انهزم في سيناء ودمر العدو قواته في 5 يونيو، إلا أن مصر صمدت واستمرت لان الشعب المصري العظيم وقف وراء قواته المسلحة ودعم الدولة المصرية، وهذا ما يُدرس الآن في كلية الدفاع بجامعة بروكسل، فالحرب ليست دبابة أو مدفع فقط، وهم أدركوا الآن في حرب الجيل الرابع أنهم إن أرادوا إسقاط دولة فعليهم إسقاط الشعب، لان الشعوب هي التي يمكنها أن تسقط دولها وليست المعدات العسكرية، ويدرسوا مصر وما حدث في نكسة يونيو دراسة حالة تؤكد ذلك.
وأضاف أن ضرب وهزيمة الشعب يأتي بنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، والتأثير على العلاقة بينه وقواته المسلحة، والتفرقة بين صفوف الشعب وزرع الفينة بينهم، كذلك التفرقة بين الشعب والحكومة، ولنا تجربة في 5 يونيو حيث انهزم الجيش ولم يسقط وقاوم وحارب وحقق أفراده النصر في عدة عمليات خلال حرب الاستنزاف، والدولة لم تسقط أيضا وأعادت بناء القوات المسلحة حتى تحقق نصر أكتوبر.
وأكد أن القوات المسلحة كانت يقظة وكانت تتعامل بشكل سريع مع أي مخاطر عقب يونيو 67، وفي أكتوبر من ذات العام أرادت المدمرة إيلات أن تقترب من بورسعيد، ولكن هاجمتها الصواريخ المصرية وقامت بتدميرها، مما أدى إلى تغيير استراتيجية التسليح البحري في العالم.
وروى اللواء سمير فرج ما ذكره القائد الإسرائيلي، العقيد شوشان قائد المدمرة إيلات في الرحلة الأخيرة للمدمرة حيث خرجت إيلات من ميناء حيفا وعدد طاقمها 100 فرد، وكان على متنها طلاب الكلية البحرية، وحين اقتربوا من بورسعيد، أخبره عامل الرادار أنهم دخلوا المياه الإقليمية لمصر وأصبحوا قبالة شواطئ بورسعيد، رد عليه العقيد شوشان "ادخل انهم مهزومون" وبدأ يرى أضواء بورسعيد، واستدعى طاب البحرية ليريهم مدينة التي على مشارفهم، وفوجئ بعدها بتلقي صاروخين قسما المدمرة وغرقت أمام بورسعيد.
وتحدث عن محاولة إسرائيل اختراق ميناء الإسكندرية، حيث أرسلت ضفادع بشرية إلى الميناء، وكان المتبع قديما غلق محيط الميناء بالشباك مثبت عليها حساسات، وعلمت القوات البحرية المكلفة بتأمين الميناء بوجود الضفادع فألقت العبوات الانفجارية، وبعدها طفا على سطح الماء أربعة ضفادع بشرية، وتم القبض عليهم.
وعلمت القوات المصرية أنهم حضروا من حيفا في الغواصة "دافار"، والتي كانت تبعد 20 كيلو عن الميناء، وبعد حرب أكتوبر واتفاقية السلام طلبت إسرائيل البحث عن دافار، وكانت خارج الحدود، واستأذنتنا إسرائيل في أخذ جزء منها، والآن هي أمام متحف حيفا بإسرائيل.
وتطرق "اللواء سمير فرج" للحديث عن بعض المشاهد من حرب أكتوبر، والمعارك الجوية وقال إن طائرات العدو كانت أكثر عددا وتطورا من الطائرات المصرية، لذلك نفذت القوات المسلحة حائط الصواريخ، وكان مداه 15 كيلو، وحين علم العدو بذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية تعليمات إلى جميع الطيارين بمنع الاقتراب من القناة بعمق 15 كيلو، حينها أدرك قادة الحرب أن عبور القناة سينجح، وأن العدو سيعجز عن الهجوم.
وأكد أن معركة المنصورة تعتبر أطول معركة زمنية في التاريخ الحديث، شاركت بها 200 طائرة منها 120 للعدو و80 طائرة مصرية، واستمرت لمدة 53 دقيقة، وأسفرت عن إسقاط 17 طائرة إسرائيلية و5 طائرات مصرية، ثلاثة منها استطاع فيها الطيارين النجاة قبل سقوط الطائرة.
فيما تحدثت الاستاذة نشوى الحوفي معربًة عن سعادتها للتواجد في مدينة السويس التي شهد أحد أهم فصول الكفاح، حيث تناولت قضايا الإعلام وتأثيره على تشكيل الوعي العام، كما تحدثت عن دور الخبر ومصادره، موضحة كيف يمكن التلاعب بزمن نشر الأخبار لخدمة أجندات معينة، مما يُعد من وسائل التلاعب الإعلامي التي تستهدف تضليل الرأي العام. كما تناولت محاولات الدول الأجنبية لتكذيب وتقليل الجهود المصرية منذ انتصارات أكتوبر وحتى اليوم، مؤكدة أن هذه المساعي تهدف إلى تشويه صورة مصر وإضعاف إنجازاتها.
وأشارت "الحوفي" إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة جديدة لنشر الأكاذيب وإثارة البلبلة، بهدف زعزعة الأمن الداخلي من خلال الشائعات الممنهجة.
وحذرت من خطورة الانسياق وراء الأخبار المغلوطة، داعية الشباب إلى التحقق من مصادر المعلومات والاعتماد على المؤسسات الوطنية في استقاء الحقائق.
اختتمت الندوة بنقاش مفتوح بين نشوي الحوفي والطلبة، مؤكدة أهمية الوعي الإعلامي كحائط صد في مواجهة حملات التضليل التي تستهدف استقرار الوطن.
وفي ختام الحفل قام اللواء اركان حرب طارق الشاذلي محافظ السويس و أ.د. اشرف حنيجل رئيس جامعة السويس بتكريم أسر مجموعة من شهداء الواجب من رجال القوات المسلحة والشرطة.