"واشنطن بوست" تنشر تقريرا عن حياة "كلب الهرم" وتكشف سر ذكائه

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا، اليوم الأربعاء، عن كلب الهرم "أبولو" الذي سحر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم بصوره فوق هرم خفرع.

ذكرت الصحيفة أنه عندما انتشر مقطع فيديو لكلب الهرم على قمة أحد أهرامات الجيزة الأسبوع الماضي، شعر عشرات الملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالسعادة والحيرة في نفس الوقت، متسائلين كيف وصل الكلب إلى هناك، ولماذا؟

وتابعت الصحيفة، أن أحد مؤسسي مؤسسة إنقاذ الحيوانات الأمريكية بالقاهرة ويدعى "إبراهيم البنداري" تعرف على الحيوان على الفور، فهو "أبولو"، أحد الكلاب الثمانية التي تعيش في قطيع على سفوح هرم خفرع.

وفي السياق ذاته، أوضحت الصحيفة أن كلب الهرم "أبولو" وإخوته وأمهم، التي يطلق عليها السكان المحليون اسم" لايكا" - على اسم الكلبة التي أُرسلت إلى الفضاء في الخمسينيات - من بين العشرات من الكلاب الضالة في مجمع الأهرامات وملايين الكلاب في مصر. وتتولى منظمات رعاية الحيوان الاعتناء بهم وتقول إنها تواجه تحديات كبيرة في تلبية احتياجات هائلة.

ونوهت الصحيفة إلى أن أغلب الكلاب الضالة تعيش حول الأهرامات على الأرض أو بالقرب منها، إلا أن "لايكا" توجهت نحو قمة الهرم.

 أوضح "البنداري" أن" لايكا" ربما كانت مكانًا محميًا للولادة، وأنها ذكية للغاية، وفضلت هى وأطفالها منذ ذلك الحين أن تكون سفوح الهرم موطنًا لهم.

وعبر "البنداري" عن صدمته من الكلاب وهم يصطادون الطيور فوق هرم خفرع، ثاني أطول الأهرامات الثلاثة الرئيسية في الجيزة، بالإضافة إلى تسللهم إلى الغربان وقفزهم في الهواء للإمساك بها، على ارتفاع مئات الأقدام من الأرض، وعلى الأحجار الخشنة.

وكان كلب الهرم، الذي قال البنداري إنه يبلغ من العمر حوالي 3 سنوات، ينبح على الطيور في مقطع فيديو تم تصويره بواسطة طائرة شراعية يوم 14 أكتوبر.

وفق الصحيفة، تعتني منظمة الإنقاذ بالكلاب الضالة والحيوانات الأخرى التي تعيش في محيط الأهرامات الشهير الذي يعود تاريخه إلى 4500 عام وأماكن أخرى، ولكن ما تتمكن المجموعة من فعله هو "قطرة في دلو"، كما قالت المؤسسة المشاركة فيكي براون.

توفر المنظمة للكلاب الغذاء والماء والرعاية الطبية وتسهل تبنيها في الولايات المتحدة.

كما تقوم بصيد الكلاب الضالة وتطعيمها وتعقيمها قبل إطلاق سراحها.

وحسب ما قاله "البنداري"، فإن كلب الهرم أبولو يركض مباشرة إلى قمة الهرم عندما يحاولون الإمساك به وحتى الآن نجح في الإفلات.

وأوضح "البنداري"، البالغ من العمر 31 عامًا، أنه كان ملتحقا بالجيش المصري وترك الخدمة منذ حوالي سبع سنوات، بعد إصابته أثناء تطهير الجيش شمال سيناء من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأردف أنه كان يعمل في شركة أمريكية لكنه "لم يشعر بمعنى لحياته" حتى بدأ في رعاية الكلاب الضالة، مشددا: "شعرت وكأنني أحدث فرقًا في حياتهم، وهم أيضا يحدثون فرقًا في حياتي.

مع كل حالة أستلمها من البداية إلى النهاية، أشعر بسعادة كبيرة داخل قلبي".

وقال إنه بمرور الوقت التقى بمواطن أمريكي من ولاية تينيسي يدعى ببراون، 50 عامًا، والذي كان في مصر يعمل في مشروع لرعاية الحيوان، ولديه 25 كلبًا يعيشون في الفناء الخلفي لمنزله.

وأسسا سويا المنظمة في عام 2020، بها ملجأ وعيادة بيطرية في القاهرة وهي مسجلة أيضًا في الولايات المتحدة.

لفتت الصحيفة إلى تفاوت التقديرات بشأن عدد الكلاب الضالة في مصر، ولكن من المعتقد عمومًا أن عددها بالملايين. ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، هناك مئات الآلاف من حالات عض البشر كل عام، ما يزيد خطر الإصابة بداء الكلب.

من جانبها، قالت رئيسة الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان "منى خليل" في مقابلة إن منظمات رعاية الحيوان تعاني من نقص التمويل، وتعتمد على التبرعات الخاصة وأموال مؤسسيها، مضيفة أن برامج تعقيم الكلاب الضالة يجب أن تكون أكثر انتشارًا.

لكنها والبندري وبراون قالوا بشكل منفصل إنهم شعروا بسعادة غامرة عندما شاهدوا مقطع فيديو أبولو على قمة الهرم الذي تم تداوله في جميع أنحاء العالم، آملين أن يؤدي ذلك إلى زيادة الاهتمام بالكلاب الضالة في القاهرة، وأن يساعد في إقناع السكان بالعناية بها.

واختتمت الصحيفة التقرير بتأكيد "براون" على تمتع "أبولو" بصحة جيدة وسعادة، عندما نزل يوم الاثنين الماضي، من الهرم لتناول الطعام الذي وضعته له المنظمة، غافلاً عن الشهرة التي حققها الأيام الماضية.