قيادات حزبية: تجمع «بريكس» قوة اقتصادية قادرة على مواجهة الأزمات وتكشف تطلعات مصر الاقتصادية
السيد علي ومحمد جمال
قالت قيادات حزبية إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة تجمع دول بريكس يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي، ويمثل قوة اقتصادية عالمية كبيرة.
انضمام مصر للبريكس يعزز التعاون
من جانبه قال الدكتور حسن هجرس، مساعد دول الرئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن مشاركة الرئيس السيسي في قمة تجمع دول بريكس، المنعقدة بمدينة قازان الروسية، وهي القمة التي تشهد - للمرة الأولى - مشاركة مصر كعضو في التجمع منذ انضمامها رسمياً له مطلع العام الجاري، يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي مع القوى الاقتصادية الناشئة، ويدعم تحقيق التنمية المستدامة.
ولفت هجرس، إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية القيادة السياسية لتعزيز مكانة مصر على الساحة العالمية، موضحًا أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة، هي دليل على ثقة المجتمع الدولي في مصر ودورها الحيوي كمحور رئيسي في المنطقة.
وأوضح أن مشاركة الرئيس مع قادة بريكس جاءت لتعكس قوة مصر ومواقفها الثابتة تجاه التحديات التي تواجه الدول النامية، لا سيما فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والمالية العالمية، حيث أن من الضروري تعزيز التعاون جنوب - جنوب كآلية فعالة لدعم الدول النامية، لافتًا إلى أن تساهم هذه الشراكة في تحسين الوضع الاقتصادي في مصر وأفريقيا، وتعزيز قدرتها على مواجهة الأزمات الدولية المتفاقمة.
وأشار إلى أن مصر تمثل حلقة الوصل بين أفريقيا ودول العالم، ما يجعلها في موقع مميز لتحقيق التنمية المستدامة في القارة.
وأشاد هجرس بالدور الريادي الذي تلعبه مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي، مؤكدًا أن الرئيس السيسي، من خلال مشاركته في قمة بريكس والقمم الدولية الكبرى الأخرى، يبرز دائمًا رؤية مصر الواضحة للتنمية المستدامة ودورها القيادي في مواجهة التحديات العالمية. كما ثمن جهود مصر الدائمة لتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، لاسيما في إطار تجمع بريكس، الذي يمثل قوة اقتصادية عالمية يمكن أن تسهم في دعم مسيرة التنمية والإصلاحات الاقتصادية التي تقودها مصر في ظل رؤية الجمهورية الجديدة.
فرصة لطرح رؤية مصر المستقبلية تجاه الأوضاع في المنطقة
فيما قال المهندس حمدي قوطة عضو الهيئة العليا في حزب الوفد،قال إن تجمع بريكس يمثل قوة اقتصادية عالمية كبيرة قادرة على مواجهة هيمنة الدول الأوروبية والدولار على الاقتصاد الكامل، ومن ثم كان الاهتمام المصري بالانضمام إلى هذا التجمع الذي يضم نحو 40 دولة حول العالم بإجمالي 30% من قوة اقتصاد العالم خطوة مهمة.
وأوضح قوطة، أن تجمع بريكس لديه القدرة على مواجهة الأزمات الدولية والحروب والصراعات، التي ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية، وعلى رأسها أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة القضية الفلسطينية والحرب على غزة والحرب في لبنان ووباء كورونا، والصراعات الممتدة في المنطقة، الأمر الذي دفع التكتل إلى البحث عن بديل يمكن من خلال تحقيق استقرار الدول والشعوب اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.
وأضاف عضو الهيئة العليا في حزب الوفد، إن حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة في قمم البريكس منذ انضمام مصر إليه، يعكس أهمية هذه الاجتماعات بالنسبة لمصالح الدول والشعوب الأعضاء، ومن ثم ضرورة تعزيز التعاون بما يضمن تطوير العمل متعدد الأطراف بهدف التصدي إلى كافة التحديات المختلفة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة سياسيا واقتصاديًا، والبحث عن آليات جديدة تحقق التوازن المأمول.
وأوضح قوطة، تجمع بريكس فرصة لطرح رؤية مصر المستقبلية تجاه الأوضاع في المنطقة، وكسب حشد وتأييد مجتمعي دولي ودعم لمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، وضرورة وقف إطلاق النار، والعمل على إقرار سلام شامل وعادل لضمان تحقيق أهداف تجمع بريكس الاقتصادية، من خلال صناعة بيئة آمنة ومستقرة خالية من الصراعات، تكون سوقًا خصبًا للتعاون الاقتصادي والتنموي المشترك بين دول التجمع.
مشاركة الرئيس السيسي تكتب مرحلة جديدة من التعاون الدولي
وفي ذات السياق أكد الدكتور محمد هارون، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“، إن توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى روسيا الاتحادية، للمشاركة لأول مرة في قمة تجمع دول ”بريكس“ كعضو في التجمع، خطوة تحمل في طياتها العديد من الأبعاد السياسية والاقتصادية، لافتًا إلى أن هذه المشاركة تأتي في توقيت دقيق للغاية، حيث يشهد العالم تغيرات كبيرة على مستوى النظام الدولي والتحالفات الاقتصادية.
وأضاف ”هارون“، إن انضمام مصر إلى تجمع ”بريكس“ يعكس مدى التحول في السياسة الخارجية المصرية خلال السنوات الأخيرة تحت قيادة الرئيس السيسي، حيث تسعى مصر إلى تنويع علاقاتها الاقتصادية والاستراتيجية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على القوى التقليدية، موضحًا أن تجمع ”بريكس“ الذي يضم دولًا كبرى مثل روسيا، الصين، الهند، والبرازيل، يمثل كتلة اقتصادية متنامية تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، وهو ما يعزز فرص مصر في تحقيق توازن استراتيجي في علاقاتها الدولية.
وأشار أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“ أن هذه القمة تمثل فرصة كبيرة لمصر لتعزيز دورها على الساحة الدولية، خاصة في ضوء التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم اليوم، فالتعاون مع دول ”بريكس“ يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد المصري من خلال توفير فرص تجارية واستثمارية متعددة، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات الفنية والتكنولوجية التي تمتلكها دول التجمع، مشيرًا إلى أن انضمام مصر إلى هذا التجمع سيعزز من موقعها الجغرافي والسياسي كجسر يربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا.
وأوضح الدكتور ”هارون“ أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة ”بريكس“ كعضو يعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية، فمصر لا تنظر فقط إلى هذه الخطوة باعتبارها توسعًا في التحالفات الاقتصادية، بل أيضًا كفرصة لتعزيز موقفها الدبلوماسي في القضايا الدولية والإقليمية، مؤكدًا أن دول ”بريكس“ تُعتبر كتلة ذات ثقل سياسي في الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية، وبالتالي فإن عضوية مصر في هذا التجمع تمنحها فرصة أكبر للتأثير في قرارات دولية هامة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والتنموية، كما أن التقارب مع دول ذات توجهات سياسية مستقلة نسبيًا عن الغرب، يمكن أن يوفر لمصر هامشًا أوسع من التحرك في إطار سياساتها الخارجية.
وشدد أمين العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“ على أن انضمام مصر إلى ”بريكس“ سيعزز من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة أن دول التجمع تمتلك اقتصادات كبيرة وسريعة النمو، مؤكدًأ أن العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول "بريكس" ستفتح آفاقًا جديدة في مجالات عدة مثل البنية التحتية، الطاقة، التكنولوجيا، والصناعة، لافتًا إلى أن هذا التعاون سيسهم في تقليل الاعتماد على العملات الغربية، مثل الدولار واليورو، في التعاملات التجارية الدولية، وهو ما يمثل ميزة كبيرة لمصر في ظل الضغوط الاقتصادية التي تواجهها، فإمكانية التعامل بعملات محلية بين مصر ودول "بريكس" ستساعد في تخفيف حدة أزمة العملات الأجنبية وتوفير سيولة مالية أكثر لدعم الاقتصاد المصري.
واختتم التعاون مع دول ”بريكس“ في مشاريع تنموية يمكن أن يسهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب المصري، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي تحسين مستوى المعيشة للمواطنين، ومشاركة الرئيس السيسي في قمة ”بريكس“ تمثل خطوة استراتيجية مهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وهذه الخطوة ليست مجرد مشاركة في تجمع دولي، بل هي بوابة لتعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية وتوفير فرص اقتصادية جديدة، فضلًا أن التحركات المصرية في هذا الاتجاه تعكس سياسة متزنة تسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على الاستقلالية السياسية.