استراتيجية المدرب الوطني

  

يومًا بعد الآخر ومباراة بعد الأخرى يثبت حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر أنه كان جديراً بالفرصة التي منحتها له جماهير الكرة المصرية، وذلك يوم السادس من فبراير من العام الجاري، حينما أعلن اتحاد كرة القدم المصري برئاسة جمال علام بشكل رسمي عن خلافة حسام للبرتغالي روي فيتوريا المدير الفني السابق لمنتخبنا في نبأ استقبلته وسائل الإعلام المختلفة بترحاب كبير وسط بعض المخاوف في أن يخفق في مهمته لأسباب تتعلق بعصبيته المعروف بها هو وتوأمه إبراهيم مدير المنتخب الحالي، إضافة إلى أن تدريب المنتخب يختلف عن تدريب الأندية التي قام العميد بتولي قيادتها وآخرها كان نادي مودرن فيوتشر.

 ولأن منتخب مصر يضم بين صفوفه نجوماً عالميين على رأسهم الأسطورة محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي حاول البعض أن يتصيد وقتها في الماء العكر وسكب النار فوق البنزين بينهما مستغلا هجوم حسام على نجم ليفربول في أحد البرامج الشهيرة وقت إصابته الشهيرة خلال مباراة غانا في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة في كوت ديفوار ومغادرته لاستكمال العلاج في إنجلترا أثناء البطولة بسبب ضعف الإمكانات الطبية في البلد المستضيفة للبطولة. ووقتها قال حسام إنه لو كان مديراً فنياً للفراعنة لرفض ترك صلاح لمعسكر المنتخب للعلاج في الخارج.

ومع تولي العميد للمهمة بشكل رسمي انتظرت الجماهير اللقاء الأول بين حسام وصلاح في أول تجمع لمنتخبنا الذي جاء راقياً من الثنائي في مشهد عكس حرصهما على إعلاء المصلحة الوطنية وعدم الانسياق وراء بعض الآراء المغرضة، ويشارك صلاح ويتألق ويسجل ويصنع الأهداف كعادته مع منتخبنا إلى أن وصل للهدف رقم 57 في مسيرته مع منتخب مصر وبات على بعد 11 هدفاً من تحطيم الرقم المسجل باسم مدربه حسام حسن وله 68 هدفاً في تاريخ مشاركاته مع الفراعنة.

 

حسام حسن تغيرت شخصيته للأفضل بعد أن تحقق حلمه القديم بتدريب منتخب مصر أحد أهم وأعرق منتخبات القارة، وباتت تربطه علاقات قوية بجميع اللاعبين ويكفي أنه نجح في احتواء الأزمة مع النجم العالمي محمد صلاح بحكمة شديدة وتصريحاته تؤكد أنه يتعامل مع كل نجوم المنتخب دون تفريق أو تمييز ويعتبرهم مثل أبنائه.

نجح العميد في التأهل إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية لاعباً ومدرباً بتحقيق رقم قياسي جديد يضاف إلى أرقامه وهو الصعود إلى كان 2025 بالعلامة الكاملة بعد الفوز في أول 4 مواجهات في التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس الأمم المقبلة، وهو ما يعكس حجم الإنجاز الذي صنعه مع منتخب الساجدين الذي كان يعاني قبل توليه المهمة وودع البطولة الأفريقية الماضية من دور الستة عشر بأداء مخيب للآمال.

ولعل تجربة المدرب الوطني الحالية تعيد إلى الأذهان التجارب المصرية الناجحة مثل تجربة الجنرال محمود الجوهري أول من يحقق لقب البطولة الأفريقية لاعبا ومدربا عام 1998، وتجربة المعلم حسن شحاتة صاحب الثلاثية التاريخية مع منتخب مصر، وخاض حسام حسن مع منتخبنا 8 مواجهات فاز في 6 وتعادل في مباراة وخسر مباراة واحدة أمام منتخب كرواتيا ليثبت صحة وجهة نظر فخامة الرئيس السيسي الذي طالب بالاعتماد على المدربين الوطنيين في الرياضة المصرية ومنحهم الفرصة كاملة لإثبات أنفسهم، إعمالا بمبدأ تطبيق استراتيجيات رياضية جديدة لمواكبة التطورات العالمية على أرض مصرية.. كما أن منتخبنا مع حسام يتصدر مجموعته بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 وقدم عروضا طيبة تؤكد الرغبة والقدرة على التأهل للمونديال المقرر إقامته في أمريكا وكندا والمكسيك. 

شخصياً أثق في قدرات حسام حسن وتوأمه إبراهيم في الوصول مع منتخبنا لأبعد نقطة مثلما فعل المغربي وليد الركراكي المدير الفني للمنتخب المغربي الذي أوصل منتخب بلاده إلى الدور نصف نهائي لكأس العالم قطر 2022.

كما أنني علي قناعة تامة بأن جيل محمد صلاح قادر  على استعادة أمجادنا على المستوى القاري، والفوز بلقب بطولة الأمم الأفريقية المقبلة في المغرب، خاصة أن الجميع على قلب رجل واحد.