بوادر أزمة بين الكنيسة والبرلمان البريطاني بسبب قانون يسمح بمساعدة كبار السن على الانتحار

بوادر أزمة تلوح في الافق بين الكنيسة في بريطانيا والبرلمان بسبب قرب التصديق على قانون يسمح بمساعدة  المرضي وكبار السن في الانتحار أو التخلص من حياتهم نتيجة الشيخوخة وفي تصريح هام، دعا الأسقف الكاثوليكي جون شيرينغتون، أحد أبرز القادة الدينيين في المملكة المتحدة، الكاثوليك إلى اتخاذ موقف حازم ضد مشروع قانون جديد يسعى لتقنين "الموت بمساعدة الغير".

 

 

القانون المقرر مناقشته في البرلمان البريطاني يوم 16 أكتوبر 2024 أثار مخاوف كبيرة لدى الكنيسة الكاثوليكية، التي ترى في هذا التشريع تهديدًا لقيمة الحياة الإنسانية ولحقوق الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، مثل المرضى وكبار السن.

الأسقف شيرينغتون حذر من أن تقنين هذا القانون قد يؤدي إلى انتشار "ثقافة الموت"، حيث قد يشعر الأفراد الضعفاء بأنهم عبء على المجتمع، مما يدفعهم لإنهاء حياتهم تحت ضغط اجتماعي أو أخلاقي. ودعا شيرينغتون المؤمنين إلى التواصل مع نوابهم في البرلمان لحثهم على رفض مشروع القانون، مؤكدًا أن الكنيسة تسعى لتعزيز "ثقافة الرعاية" التي تحترم كرامة الإنسان وترافق الأفراد في مراحلهم الأخيرة من الحياة​

.

كما أشار الكاردينال فنسنت نيكولز إلى أن "الحق في الموت" قد يتحول مع الوقت إلى "واجب بالموت"، محذرًا من أن هذا النوع من التشريعات قد يغير شكل المجتمع ويؤدي إلى فقدان الثقة في العاملين في القطاع الصحي الذين قد يشاركون في إنهاء حياة المرضى بدلًا من توفير الرعاية والدعم لهم​ .

في ظل تزايد الضغوط على النظم الصحية وزيادة عدد كبار السن في المجتمع، تدعو الكنيسة إلى التركيز على الرعاية التلطيفية كبديل إنساني وأخلاقي لهذا القانون، مؤكدة أن الحل يكمن في تعزيز الدعم للأشخاص في لحظاتهم الأخيرة بدلًا من تشريع قد يؤدي إلى تدهور القيم الإنسانية​

.