دينا توفيق تكتب: قلبها قلب طفلة!

اقترب يوم ميلادك يا "حواء".. إنها فرصة رائعة من أجل قلب صفحات الأيام الحزينة وبداية مليئة بالحماسة والأمل وحب الحياة.. إنها سنة جديدة من عمرك تعانقيها.. وخطوة أخرى للأمام، يمكنك الآن يا عزيزتى تهنئة نفسك على اجتياز كل الصعاب التي مررت بها.. فلتقومي بطي كل ما هو خلفك من آلام وفشل كي تنظري لما هو آت بعين مشرقة متفائلة.. ليس هناك أجمل من أن نستقبل عيد مولدنا ونحن نقف إلى جانب أحبتنا.. إنها نعمة عظيمة تستوجب الشكر، فالأعوام الجميلة تكتمل ببقاء الأحبة معنا.. سوف تحتفلين بضحكاتك التي تخترق دموعك.. وسترفعين عينيك إلى السماء، داعية أن تكون الأيام المقبلة هدنة وسلام دائم بينك وبين الزمن.. لقد مرت سنة تعرفتين فيها يا "حواء" على حقيقة بعض البشر النقية وسقطت الأقنعة عن البعض الآخر.. فأدركت أنه ينبغي التمسك بكل من هو مخلص ونقي وترك باقي البشر.

لا شك أن الحياة في حد ذاتها هدية جميلة ولا يمكننا إلا أن نشعر بالامتنان لكل الأشياء التي حصلنا عليها وعشناها في حياتنا.   لقد عشت يا "حواء" الكثير من الأحداث واختبرت الكثير من الألم لكنك اليوم أصبحت أقوى.. تحطمت أشياء كثيرة بداخلك لكن إصرارك جعلك تستعيدين ذاتك وتقومين ببناء حطامك.. وأصبحت قادرة على إطفاء شموع الماضي وإضاءة شموع لعامك الجديد كي يكون أكثر نورا. 

ربما تجدين يا عزيزتي عند النظر في المرآة، امرأة قوية لكن عند الغوص في أعماقك، تكمن تلك الطفلة البريئة التي ما زالت الأشياء الصغيرة تسعدها والكلمات البسيطة ترضيها... فأنت تحملين قلب طفلة لا تكبر أبدا.. حلمها ما زال أبيض اللون لا تقبل أن يصبح أسود.. وبالرغم من تظاهرك بالقوة وكل ما يحيط بك، ستظلين طفلة بريئة تحب اللعب وعاشقة تبحث عن الحب.

ومما يلفت النظر هو أن "حواء" تبدو أنيقة وطبيعية في آن واحد.. قد تضع طبقة خفيفة وناعمة "الماكياج" يبدو بخفة الهواء.. حتى تظهر بإشراقتها الحقيقية.. فهي امرأة هادئة وفي نفس الوقت مشاكسة.. لا تشعر بالوقت مهما مر ولا تكبر مهما كبرت.. إنها باختصار طفلة وستبقى هكذا مهما مضى العمر.