"الموسيقى والعقل" كتاب يبحث فى علاقة وتأثيرات الموسيقى على الإنسان
رانيا هلال
صدر حديثا عن دار العربي للنشر والتوزيع كتاب "الموسيقى والعقل" للكاتب ميشيل روشون وترجمته أماني مصطفى وهو كتاب يتناول علاقة العقل البشري بالموسيقى ومدى تأثير الأفراد بمختلف أعمارهم بالموسيقى وكيف ينعكس ذلك على بقية حياتهم وعلاقاتهم.
أخبرتنى احدى عازفات التشيللو ذات مرة، أنها ظلت تعزف في حفلات مختلفة أثناء فترة حملها، وحتى أنجبت.
لقد كانت تجربة فريدة بالنسبة لها أن تستند الآلة مباشرة على بطنها الحامل، وأشارت إلى أن الطفل الرضيع كان يتفاعل بقوة مع الموسيقى اعتمادا على ايقاع اللحن وبالتالى الاسلوب، وكانت موسيقى "باخ" هى التي أثارت أولى حركات طفلها الذي لم يولد بعد.
كما أثرت الموسيقى على الجنين في بطن والدته، استطاغت أيضا أن تغير تاريخ الانسانية وتشكله، فالموسيقى هى اللغة الأولى للبشرية.
ويؤكد الكاتب ما قاله الفيلسوف الألماني نيتشه: "إن الحياة دون موسيقى تكون بكل بساطة عبارة عن خدعة وشقاء ومنفى".
فالكتاب هنا يغوص في أعماق عالم الموسيقى الذي لولاه لتغيرت حياتنا.
ومن نسيج الكتاب "يقودنا كل شيء إلى الاعتقاد بأن تعليم الأطفال الموسيقى يحسن من قدراتهم السمعية وتنسيقهم الحركي وإدراكهم للإيقاع، لكن الدراسات الحديثة تذهب إلى أبعد من ذلك، وتلاحظ أن الموسيقى تذهب بالمهارات لمناطق بعيدة، مثل الذكاء اللفظي وحتى تحسين الأداء الدراسي والأكاديمي، لكن السؤال الذي نراه على شفاه كل الآباء هو معرفة متى يبدؤون تعليم أطفالهم الموسيقى؟
يشير العلماء إلى هذه الفترة ويسمونها "الفترة الحساسة" وهى تعني الوقت الذي ينمو فيه الدماغ عندما يمارس التجارب وما لها من تأثير قوي على مرونة الدوائر العصبية، وبالنسبة للسمع بشكل عام تكون لدونة القشرة السمعية قصوى لمدة ثلاث أو أربع سنوات من الولادة، ومن هنا تأتي أهمية تحفيز المولود سمعياً واللدونة المثلى لتعلم اللغة هى ما بين سنة وخمس سنوات ولتعلم لغة ثانية، على سبيل المثال تمتد الفترة من الولادة إلى سن 12 أو 13 عاما".
ميشيل روشون هو كاتب صحفي ومفكر وملحن كندي، ولد 1959 بمقاطعة كيبيك، درس علم وظائف الأعضاء فى عدد من الجامعات وفى عام 1984 أصبح من أهم العاملين بمجال الصحافة والاعلام ولاقت مقالاته العلمية الكثير من الاهتمام والاحتفاء.
كما حصل على العديد من الجوائز والترشيحات ورشح لأكثر من ثلاثين جائزة وقد رشح كتاب الموسيقى والعقل لجائزتي "هيوبرت ريفز" وجائزة "Opus " التي يتم منحهما سنويا لأفضل الكتب التي كتبت على مدار العام.