عاجل
الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: صفاء طه.. شعاع أمل في نور الإعلام

في عالم يحوم بالضجيج والحركة المستمرة، هناك أرواح كاللولؤة ترسم طريقها في صمت لا يصدق، وتحمل في داخلها قوة غير متوقعة. هؤلاء هم أولئك الذين يعيشون مع اختلافات نادرة، وهم كائنات غالبًا ما تكون تحدياتهم اليومية غير مرئية للآخرين، ولكن مرونتهم 



هي منارة للشجاعة والإلهام والصبر والإقدام والإبداع.

تأمل بعزة وفخر إعلامية شابة تدعى "صفاء طه" روح جميلة وجدت نفسها متفردة  بتحركاتها   تستيقظ كل صباح لتواجه عالمًا لم يُصمم لها.. الأرصفة مرتفعة جدًا، والنظرات الماكرة، والأبواب ضيقة جدًا  كل صعوبة هي تذكير باختلافها. ومع ذلك، فهي تقترب كل يوم  بابتسامة ورشاقة وبثقة لاتتحول لتجد في  عمق اختلافها ليس النهاية، بل البداية دائما لغد مشرق وواعد.

لا تتحدث صفية كثيرًا عن اختلافها، أفعالها   المؤثرة تتحدث عنها ومن حاستها السادسة النابعة من قوتها الداخلية. كل إيماءة، كل حركة، كل ابتسامة، وكل كلمة ترسم برهانا لوجودها، تسعى بثبات وجهد ضد المظاهر    ضد القيود التي يحاول العالم فرضها عليها.

إنها لا تجد صوتها في الكلمات فقط، بل في متابعتها الهائلة لتحويل العقبة الى فرصة حالمة. أليست المعجزات تسكن في قلب الاختلاف؟ صفاء طه، والتحدي الرباعي لإعلامية تبتكر بشكل مختلف لكي تغنينا بضوء الأمل.

أليس هو إدراكها وتمسكها الشديد بهذا المراد، العامل الرئيسي في تحويل اختلافها إلى مصدر طاقة جبارة لا تتزعزع؟ هكذا قدمها منذ يومين الكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد، رئيس تحرير روز اليوسف، المنبر الراقي لكل نشاط ومسعى لحكمة مطلقة "لا ثروة إلا إنسان إنها دعوة وأبعد من الدعوة "، خيار الكبار في إنجازات رائعة في إعمار الحياة وإعطاء الحق للعيش في صون الاختلافات  وإبراز المواهب المختلفة التي تبعث الأمل في ضياء أرواح جميلة. ما هو درس صفاء طه للاختلاف؟ صفاء لا تمشي بشكل طبيعي ولا تتحرك بشكل  طبيعي، ولكن ماذا تعني كلمة طبيعي أو عادة  ما هو الطبيعي؟ ماذا يعني أن تكون طبيعيا؟  كيف نحدد معيار الحياة الطبيعية؟ بعد دراسة التمييز الطبيعي ،غير الطبيعي، واقتراح تحويل معين للنظرة، التي، خارج الاختلاف، تعتبر الآخر لذاتها وليس  لاختلافه في مدح الضعف ، طريقة تجربة الاختلاف. كيف يمكننا أن نتغذى من الاختلاف؟! ونحول هذا الاختلاف الجسدي إلى قوة عقلية؟ الضعف يعرض أي إنسان لمشقات كثيرة، والحياة عبارة عن كم من التحديات في مواجهة المعضلة، ولدينا حلان: الاستسلام أو الإقدام. فإن مواجهة العقبة تتيح لك التفوق على النفس واكتشاف قدرات خلاقة ومثمرة تغذي ضعفنا. وهذا مااكتسبته صفاء من قدراتها. بدلاً من أن تسمح لنفسها بالإخفاق بسبب اختلافها ، فإنها استخدمته للنمو والتطور  لتصبح لؤلوة يمكن أن تضيء العالم في منهج حياة ، حكمة صفاء أن الطموح كالاحلام، والله عز وجل، أهدى أهل الاختلاف الهمة والعزم، الاجتهاد والهيبة لينالوا مالم يستطيع بلوغه الاسوياء. هل تؤمن صفاء بإنجازها في الحياة؟  المتشائم يشكو من الريح والمتفائل يأمل أن يتغير. إنها تؤمن بما تقدمه لذلك تواجهه بكل حماس وصرامة وشغف.وكأنها تقول علينا ان  نتشابه  بعض الشيء لديمومة فهم بعضنا علينا الاختلاف قليلا حتى نحب انفسنا. ولماذا نخشى الاختلاف؟ اليس هو حاجة ماسة وراثيا لبقائنا، وثقافيا وإنسانيا لإنقاذنا من  رتابة الحياة ومللها.  والاختلاف مصدر لينبوع قوة رهيبة. 

في البداية، سرعان ما أدركت أن الاختلاف لا يعني التقليل من شأنها. تعلمت النجمة صفاء، بدون كلمة واحدة، أن القوة تكمن في قبول الذات والمثابرة في مواجهة الشدائد، الذين شهدوا مشوارها بمرونته. لقد أظهرت لهم أنه  من الممكن العثور على الفرح والأمل والمضي بالنجاح والتفوق حتى في أصعب الأوقات. إن اختلاف صفاء الإعلامية القدوة ليس مأساة، ولكنها جزء من قصتها البطولية في مسارها الحياتي المختلف،  على الرغم من كتابته بلغة مختلفة، إلا أنه مليء بالجمال والقوة. رحلتها هي درس في الإنسانية، ودعوة لرؤية ما وراء المظاهر والاعتراف بالقيمة الجوهرية  لكل شخص.     صفاء مختلفة، وأليس اختلافي أمرا عظيما لي ولأم الدنيا؟ في شجاعتها، تروي صفاء  قصة مؤثرة، قصة حياة ، شعاع امل تعيشه منذ ولادتها باقدام ويقين وتصميم. وتذكر الجميع بأن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في عقول أولئك الذين يرفضون رؤية ما هو أبعد من القيود الجسدية. صفاء الاعلامية  هي ترنيمة للحياة، واحتفال بالتنوع البشري وشهادة بليغة لتحدي الروح الإنسانية. هذا الوجه الجميل كما رأيته، إبداع ملائكة الرحمة والبركة. هؤلاء أبناء أم الدنيا، حراس في مجتمعنا المشوش والمضطرب اليوم، يجسدون لنا هؤلاء الحراس الآمنين طريقة  مثلى  والفكرة ليست التحدث عن الاخلاق انماكسر الابواب وجعل المجتمع ينسى  الكرسي المتحرك. فتاة كالوردة العطرة نجمة في القلب تعكس صفاء الروح ، وخجلها البريء ،    تعبر بمعجزات مشرقة كالشمس،  امامك  كالفرسان الاحرار  ، مختلفة واختلافها عظيم   لكم، ولأم الدنيا.  لهذه القدرات المتباينة والمتوافقة  يطمح الاعلامي  المتفوق في مساره الانساني ، ازالة العقبات امامها  وبمهارة وثبات، " اضاءة ما أطفأه  الاخرون في قلبها الرائع. بطريقة أبهرت العيون، وانحنت لها الروؤس.  لاداعي لذكر،  ما ابصرت عيناي،  من تعبير للحب والخير، للمختلفين على الارض، وفي داخلهم محيطات وملكات، غنية وقوية ." فاعاقتي،  لا يمكن أن تكون عقبة امام تطوري واندفاعي الفعال في المجتمع  هكذا يرددون سفراء الاحلام لمستقبل افضل للشعب المصري،  مجنمع بلا عوائق، اسعدوني لمحاربة الإحباط، والنهوض رافعين روؤسهم ، لنفخر بها.   أليسوا نوعا من العدسة المكبرة التي توضح ماهية الحياة الانسانية؟ انها العيش في الحب والاتحاد وليس الفردية والعزلة   علينا مساندة ذوي الهمم  لنخلق منهم  اسطورة وبفضل الامل واشراق  المستقبل داخل "حياة كريمة" شعارها "الفوز معا" .  وفي الجمهورية الجديدة  سنبقى معا الى أبعد الحدود.  فلتحيا أم الدنيا، مع صفاء طه الإعلامية  وأصدقائه ا من ذوي الهمم في الشجاعة والبسالة والروح الجميلة.

 

أستاذة الأدب الفرنسي واللغات والفن الدرامي، من جامعات السوربون في  باريس

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز