وادي الوشواش.. جنة عدن في جنوب سيناء وكنز طبيعي ينبض بالحياة
سارة هليل
من أعماق التاريخ، حيث ارتطمت الأمطار بالصخور لتشكل لوحة فنية فريدة، يطل علينا وادي الوشواش شاهدًا على عراقة الأرض.
هذا الوادي، الذي نسجت حوله الأساطير وألفت القصائد، ليس مجرد تجمع مياه، بل هو قصة كُتبت بحروف من الماء والصخر، وحفرت في ذاكرة الزمان.
هيا نغوص في أعماق هذا الوادي، إذا سبق لك وتخيلت أن تجد جنة خفية وسط الصحراء، وحلمت بالسباحة في أحضان الطبيعة البكر، فإن وادي الوشواش هو وجهتك القادمة.
لذلك دعونا ننطلق معًا في رحلة استكشافية إلى هذا المعبد الطبيعي، حيث تلتقي المياه الصافية بالصخور الجرانيتية، وتنفتح أمامنا آفاقًا جديدة من الجمال والروعة.
أين يقع وادي الوشواش؟
يقع وادي الوشواش في قلب محمية أبو جالوم بجنوب سيناء، ويمثل واحة خضراء وسط الصحراء الشاسعة، ويتكون هذا الوادي الساحر من مجموعة من الأحواض المائية العذبة التي تتغذى من ينابيع طبيعية، وتحيط بها جبال الجرانيت الشاهقة.
أسطورة تشكلت من الماء والصخر
تروي بعض الأساطير أن وادي الوشواش قد تشكل بفعل سيول جارفة اجتاحت المنطقة في قديم الزمان، حفرت في الصخور مجاري مائية، وشكلت هذه الأحواض الطبيعية التي نراها اليوم، ويُقال إن صوت هذه السيول الشديد هو الذي أطلق على الوادي اسم "الوشواش".
مغامرة في صحراء سيناء
رحلتُك إلى وادي الوشواش هي مغامرة حقيقية، تبدأ الرحلة عادةً بمسير قصير عبر تضاريس صحراوية خلابة، حتى تصل إلى مدخل الوادي.
ومن هنا، تبدأ رحلة استكشاف الأحواض المائية، والتي تختلف في العمق والحجم، ويمكن للزوار السباحة في مياهها العذبة الصافية، أو الاسترخاء على ضفافها، والاستمتاع بمنظر الطبيعة الخلابة من حولهم.
وادي الوشواش كنز بيولوجي
بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، يعتبر وادي الوشواش موطنًا لتنوع بيولوجي غني.
ففي مياه أحواضه، يعيش العديد من أنواع الأسماك والبرمائيات، وعلى ضفافه تنمو نباتات نادرة، كما تعتبر المنطقة ملاذًا آمنًا للعديد من الطيور المهاجرة.
تهديدات تواجه الوادي
على الرغم من كل هذه المزايا، يواجه وادي الوشواش بعض التهديدات، لأن بعض السائحين قد يكونون السبب في تلوث المياه وتدهور البيئة الطبيعية، كما أن التغيرات المناخية قد تؤثر على منسوب المياه في الأحواض.
للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي، يجب علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا، ويجب على الزوار الالتزام بالقواعد واللوائح الخاصة بالمحمية، والحرص على عدم إتلاف البيئة، كما يجب على الجهات المعنية توفير البنية التحتية اللازمة لإدارة السياحة بشكل مستدام، وحماية الوادي من التلوث والتدهور.