خاضت صراعات مع أسرتها للزواج منه وقتلها .. عم ممرضة الشرقية يروي تفاصيل مُروعة
الشرقية _ مي الإزمازي
لم تكن تدري "أسماء باشا" الفتاة ذات العشرين ربيعا عندما أصابت سهام الحب نحو زميلها قلبها، وحاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تكلل هذا الحب بالزواج ظنا منها أنها ستعيش حياة وردية يملؤها الحب والسعادة، أنها ستندم في كل يوم وتتمنى لو يعود بها الزمان مرة أخري، أنها تكتب نهايتها على يد ذاك الحبيب بزواجها منه، في جريمة يندي لها جبين الإنسانية من هول بشاعتها.
قبل نحو عشرة سنوات تعرفت "أسماء" على زميلها "أحمد" وهما في السنة الأخيرة بكلية التمريض بجامعة الزقازيق، ومع مرور الوقت حدث انجذاب بينهما فتحول مسار التعارف والزمالة بينهما إلى علاقة عاطفية، حتى اتفقا أن يكللا حبهما بالزواج، تقدم الشاب لخطبتها لكن أسرتها رفضت إتمام تلك الزيجة، لسببين أولهما أنه ما زال طالب والثاني لأنه يعيش في بلد بعيدة وهي محافظة المنوفية.
اشتعال فتيل الحب بينهما وتعلق "أسماء" المبالغ فيه جعلها تدخل في صراعات مع أسرتها وضغوطات من هذا وذاك حتى استطاعت اقناعهم بالموافقة على الزواج، لكن كانت موافقة مشروطة وهي توفير الشاب مسكن للزوجية بمسقط رأسها بمركز مشتول السوق في محافظة الشرقية حتى تكون قريبة من أسرتها التي ليس لديها سوى هي وشقيقها الأصغر.
تمت الزيجة وبدأ الاثنين رحلة كفاحهما، حتي تعينا سويا بتكليف لمدة سنة في مستشفى مشتول السوق، مضت الأشهر الأولي من زواجهما على مايرام حتي دبت بينهما الخلافات التي بدأت بالتعدي بالضرب، وخشية أن تُلام من أهلها على اختيارها وإصرارها الزواج منه، أخفت عليهم ما تتعرض له وتحملت مرارة الأيام معه حتي فاض الكيل، فقررت أن تخبر أسرتها بما تتعرض له من تعنيف على يد من اختاره قلبها، تدخل بعض أفراد الأسرتين لحل تلك الخلافات خاصة بعد علمهم أنها تحمل داخل أحشائها طفلهما الأول "أسر" ثم تصالحا وعادا لبعضهما.
بعد مرور عام على زواجهما حصلا على عمل بأحد المستشفيات بعين شمس فقررا الانتقال إلى مدينة العبور واستئجار مسكن بالقرب من محل عملهما، وعاشا معا الحياة بحلوها ومرها حتي رزقهما المولي عز وجل بالذرية الثانية طفلة أسمياها "روانزل" وتزايدت المشكلات بينهما
ولم تسلم الزوجة من قسوته وعصبيته الزائدة وحب تملكه لها حتى وصلت إلى التعدي بالضرب بمقر عملهما على مرأي ومسمع من زملائهما والعاملين بالمستشفى، وهنا قررت للمرة الثانية الانفصال عنه وبعد مفاوضات عدة وجلسات بين طرفي الزوجين قدم وأسرته لها إعتذارًا وعاد مرة أخرى من أجل طفليهما.
قضت أسماء سنوات من الإهانة والضرب والتعذيب من زوجها، تخبر أسرتها بما يحدث لها مرة وتخفي عليهم مرات، حتي تمكنت من الحصول على عقد عمل بالمملكة العربية السعودية واصطحبت طفليها ووالدتها لتمكث معها لتتولي رعايتهم خلال فترة تواجدها بالعمل، وسرعان ما حصلت الزوجة على عقد عمل آخر لزوجها فأرسلت له للعمل معها بذات المستشفى متخيلة أن حياتهما ربما ستتغير للأفضل بالسفر للخارج، لكنها إزدادت سوءًا حتي أنها وصلت إلى تحرير الزوجة أكثر من محضر ضده، وقبل عام ونصف رُزقا مرة ثالثة بطفلهما الأصغر "آمن".
قبل أشهر قليلة من الواقعة، عاد الزوجان وأطفالهما الثلاثة ووالدة الزوجة في إجازه إلى مصر وأثناء تواجدهما وقع بينهما خلاف، وعاش كل منهما بعيدًا عن الآخر لفترة ولم يتصالحا حتى قررت الزوجة العودة إلي السعودية بمفردها ظنًا منها أنها سافرت قبله، لكن عندما وصلت إلي مسكنهما فوجئت بوجوده وكان قد سبقها بساعات، وبسؤاله لها عن أبنائهما جاوبته أنها تركتهم رفقة والدتها في محافظة الشرقية، فاحتد بينهما الشجار وشرع في قتلها خنقًا لكن العناية الإلهية أنقذتها بتدخل الهرة الموجودة بالمنزل بعدما هاجمته وحاولت اقصاءه عنها واصابته بجروح ثم لاذا بالفرار تاركا إياها فاقدة للوعي، بحسب رواية عم الزوجة لـ بوابة "روزاليوسف".
إحدي زميلات الزوجة بالعمل والتي لديها علم بمشكلات الزوجين حاولت الاتصال بها مرارًا وتكرارًا لكن دون رد، الأمر الذي بث القلق في قلبها، فتوجهت مسرعة إلى مسكنها من أجل الاطمئنان عليها، حاولت فتح باب المنزل وعندما دخلت فوجئت بها مسجاه على الأرض فاقدة للوعي، على الفور استدعت سيارة اسعاف لنقلها إلي المستشفى وعندما استعادة وعيها روت ما تعرضت له على يد زوجها، وقامت بعمل تقرير طبي والذي ثبت من خلاله آثار الخنق وإصابتها بانفجار في شرايين العين ونزيف داخلي، وقامت بتحرير محضر ضده، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه واقتياده للتحقيق معه.
والدة الزوجة اصطحبت الأطفال وسافرت لابنتها، وبعد أيام قليلة من الواقعة، جري إخلاء سبيل الزوج الذي توجه فور خروجه لزوجته وساومها بالتنازل عن المحضر مقابل ترك الأبناء لتتولي رعايتهم قبل أن يوقع هذه المرة على أوراق الطلاق الذي حدث قبل الفاجعة بشهر.
في غضون الساعة الرابعة فجر يوم الأربعاء الماضي، استيقظ سكان المنزل الذي تقيم به "أسماء" على صوت طرق باب شقتها بطريقة مزعجة شعر بها الجميع، وعندما فتحت الباب وجدته يبادر دون مقدمات بالضرب وكأنه وحش كاسر انقض عليها وظل يضرب فيها حاولت والدتها إبعاده عنها لكنها لم تستطع، وخرجت أمام الباب وعلت صرخاتها مستغيثة بالجيران لكنه تحرك مسرعا وأمسك بها ودفعها للداخل وأغلق الباب، ثم أخرج من طيات ملابسه سلاح أبيض "مشرط طبي" وباغتها بعدة طعنات بأنحاء متفرقة بالجسد حتى صعدت روحها لبارئها، ولم يكتف بذلك، أنهي حياة حماته السيدة الستينية هي الأخرى، ومكث بجوار الجثتين حتى حضرت الشرطة واقتادته للتحقيق معه.