قنصل عام الصين بالإسكندرية: يدا بيد لبناء المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في العصر الجديد
نسرين عبد الرحيم
أكد يانغ يي قنصل عام الصين بالإسكندرية أن في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، تم لمّ شمل أسرة الصداقة الصينية الأفريقية الكبيرة مرة أخرى. موضوع القمة هو "العمل معا لتعزيز التحديث وبناء المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك برفيع المستوى".
يناقش قادة الصين وأفريقيا خطط التنمية والتعاون المستقبليين، ويتبادلون الخبرات بشكل متعمق في مجال حوكمة الدولة، مما له أهمية كبيرة في دفع الصداقة التقليدية بين الصين وأفريقيا، وتعميق الوحدة والتعاون، وتسريع التنمية المشتركة للصين وأفريقيا، وفتح فصل جديد من المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
وأضاف من خلال بيان صادر له انه في الوقت الحاضر، يزدهر "الجنوب العالمي" الذي تمثله الصين وأفريقيا، مما يؤثر بعمق على مسار تاريخ العالم. وتشهد البلدان الأفريقية صحوة جديدة، فالنماذج المفروضة من الخارج لم تجلب الاستقرار والرخاء، ويتعين على أفريقيا أن تستكشف مسارا تنمويا يناسب ظروفها الوطنية وأن تسيطر بقوة على مستقبلها ومصيرها، وفي هذه العملية التاريخية الجديدة، ستواصل الصين الوقوف بحزم مع أشقائها الأفارقة، ودعم أفريقيا في الحصول على الاستقلال الأيديولوجي والمفاهيمي الحقيقي، ومساعدة أفريقيا على تحسين قدرتها على التنمية بشكل مستقل، ودعم أفريقيا في تسريع عملية التحديث. حققت الصين وأفريقيا في هذه القمة النتائج الرئيسية التالية:
أولا، تحقيق التغطية الكاملة لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول الأفريقية التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين. إن أساس الصداقة بين الصين وأفريقيا هو العلاقات الثنائية القوية للصين مع كل دولة أفريقية. خلال القمة، عقد الرئيس شي جينبينغ اجتماعات ثنائية مع جميع رؤساء الدول المشاركة ورؤساء الحكومات المهمين لإجراء اتصالات متعمقة حول القضايا الاستراتيجية الرئيسية؛ كما التقى قادة الحزب الشيوعي الصيني بشكل مكثف مع القادة الإفارقة المشاركين؛ خلال القمة، أقامت الصين أو رفعت علاقات الشراكة الاستراتيجية مع 30 دولة. تقف الصين و53 شريكا استراتيجيا أفريقيا جنبا إلى جنب، ومن المؤكد أنهم سيلعبون دورا أكبر في تعزيز رفاهية الشعب الصيني والشعوب الأفريقية وحماية السلام والاستقرار العالميين.
ثانيا، ترقية العلاقة بين الصين وأفريقيا كلها إلى المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء. للصداقة بين الصين وأفريقيا تاريخ طويل وهي متجذرة بعمق في الذاكرة التاريخية المشتركة والتبادلات الثقافية، وأشار الرئيس شي جينبينغ إلى أنه بعد ما يقرب من 70 عاما من العمل الشاق، تمر العلاقات الصينية الأفريقية بأفضل فترة في التاريخ. وخلال هذه القمة اتفق الزعماء الصيني والأفارقة بالإجماع على الارتقاء بالعلاقات الصينية-الأفريقية إلى المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد. من نوع جديد من علاقات الشراكة، إلى علاقات الشراكة الاستراتيجية شاملة، وإلى الآن حيث تم تحديدها ك المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد، تم تحسين مستوى العلاقات بين الصين وأفريقيا بشكل مستمر، مع وضع أوضح ودلالات أكثر ثراء، مما يدل على الإرادة الراسخة للصين وأفريقيا للإبحار في نفس القارب والسير جنبا إلى جنب في قرن من التغييرات، وكتابة فصل جديد في القضية العظمى لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
ثالثا، توضيح المقترحات الستة الرئيسية للصين وأفريقيا لتعزيز التحديث بشكل مشترك. وفي القمة طرح الرئيس شي جينبينغ ستة مقترحات رئيسية للصين وأفريقيا لتعزيز التحديث بشكل مشترك، وهي تحقيق التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف والتحديث الذي يتسم بالانفتاح والنفع للجميع والتحديث الذي يضع الشعب فوق كل الاعتبارات والتحديث الذي يتسم بالتنوع والشمول والتحديث الصديق للبيئة والتحديث الذي يتسم بالسلام والأمن. وقد حظيت المقترحات الستة الرئيسية باعتراف واسع من جانب الزعماء الأفارقة الذين حضروا القمة وشكلت توافقا سياسيا بين الصين وأفريقيا، وكانت بمثابة علامة على تعمق فهمنا لقواعد التحديث، وتقوّي وعينا التاريخي للتحكم في مصيرنا، الأمر الذي سيؤثر بتأكيد تأثيرا كبيرا وعميقا على قيادة "الجنوب العالمي" لبسريع التحديث ودفع التحديث العالمي.
رابعا، وضع خطة للمرحلة المقبلة من التعاون بين الصين وأفريقيا. واعتمد الجانبان "إعلان بكين" و "خطة العمل". وأعلن الرئيس شي جينبينغ "أعمال الشراكة العشرة" لتعزيز التحديث بشكل مشترك في السنوات الثلاث المقبلة.
الأول هو عمل الشراكة الاستفادة المتبادلة بين الحضارات، بناء منصة صينية أفريقية لتبادل الخبرات حول الحوكمة، وإنشاء شبكة معارف التنمية للصين وأفريقيا، ودعوة 1000 شخصية حزبية في أفريقيا لزيارة الصين. الثاني هو عمل الشراكة للازدهار التجاري، إعلان توسيع انفتاح السوق بشكل أحادي، منح جميع الدول الأقل نموا التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين معاملة صفر التعريفة الجمروكية على 100% من المنتجات الخاصعة للضريبة المستوردة منها، ليجعل السوق الصينية الضخمة فرصة واعدة لأفريقيا. الثالث هو عمل الشراكة للتعاون في سلاسل الصناعة، بناء المنطقة الرائدة للتعاون الاقتصادي والتجاري المعمق بين الصين والدول الأفريقية، وإطلاق "برنامج تمكين الشركات المتوسطة والصغيرة الأفريقية"، وإنشاء المركز الصيني الأفريقي للتعاون في التكنولوجيا الرقمية. الرابع هو عمل الشراكة للترابط والتواصل، بناء شبكة الترابط والتواصل الصينية الأفريقية التي تتميز بالتفاعل برا وبحرا والتنمية المتناسقة لمساعدة أفريقيا على التنمية العابرة الأقاليم. الخامس هو عمل الشراكة للتعاون الإنمائي، تنفيذ 100 مشروع "صغير وجميل" في مجال معيشة الشعب، بما يجعل الشعوب الأفريقية تستفيد من ثمار التنمية بصورة أفضل. السادس هو عمل الشراكة في مجال الصحة، إنشاء مراكز طبية مشتركة، إرسال فرق طبية إلى أفريقيا وعدد أعضائها 2000 فرد، ودعم بناء المركز الأفريقي للوقاية والسيطرة على الأمراض. السابع هو عمل الشراكة للنهوض بالزراعة وخدمة الشعب، تقديم مساعدات غذائية عاجلة لأفريقيا، بناء منطقة نموذجية معيارية للزراعة، وخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل لأفريقيا. الثامن هو عمل الشراكة للتواصل الشعبي والثقافي، دفع برنامج "التعليم المهني – مستقبل أفريقيا"، وتقديم 60 ألف فرصة دراسية، وقرر الجانبان أن يكون عام 2026 "عام التواصل الشعبي والثقافي بين الصين وأفريقيا". التاسع هو عمل الشراكة للتنمية الخضراء، تنفيذ 30 مشروعا للطاقة النظيفة في أفريقيا، إنشاء 30 مختبرا مشتركا وإجراء التعاون في مجالات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية واستكشاف القمر والفضاء العميق. العاشر هو عمل الشراكة لتحقيق الأمن، بناء مناطق التعاون النموذجية لتنفيذ مبادرة الأمن العالمي، و تأهيل أكفاء من صفوف الجيش والشرطة.
وفي الختام اكد يانغ يي انه تمر العلاقات الصينية المصرية حاليًا بأفضل فترة في التاريخ، وتواصل الصين ومصر تحقيق إنجازات جديدة على طريق الاستكشاف المستقل للتحديث. وفي يوليو من هذا العام، انعقدت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني بنجاح، ووضع ترتيبات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاحات على نحو شامل ودفع التحديث الصيني النمط. وهذا من شأنه أن يزيد من تغيير الصين بشكل عميق، كما سيوفر فرصا جديدة ويضخ زخما جديدا للدول الأفريقية، والصين-أفريقيا، والصين-مصر لتحقيق أحلامها في التحديث. لنحشد القوة الضخمة لأبناء الشعب الصيني والشعوب الأفريقية البالغ عددهم أكثر من 2.8 مليار نسمة، ونسير يدا بجد على مسيرة التحديث ونقدم مساهمة في تحديث الجنوب العالمي من خلال تحقيق التحديث في الصين وأفريقيا ونرسم صورة جديدة في تاريخ تطور البشرية ونعمل سويا على دفع العالم نحو أفق مشرق من السلام والأمن والازدهار والتقديم