سياسيون وحزبيون: زيارة الرئيس السيسي لـ"تركيا" تاريخية وتفتح أبوابا جديدة لتعاون أكبر قوتين إقليميتين
محمود محرم
أكد سياسيون وحزبيون أن زيارة الرئيس السيسي لتركيا تاريخية وبداية لمرحلة جديدة نحو تحقيق توازن إقليمي فعال وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي والدولي.
أشاد النائب محمد عزت القاضي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتركيا، واصفا إياها بالتاريخية والبداية الحقيقية لمرحلة جديدة بين البلدين مصر وتركيا.
وأوضح القاضي هذه الزيارة فرصة لبحث إمكانية استخدام العملات المحلية فى التجارة الثنائية فى الفترة المقبلة، لخفض الطلب على الدولار فى البلدين، موضحا أن مصر تعد أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الأفريقية، فتركيا تعد أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال العام 2023 بقيمة 2 مليار و 943 مليون دولار.
وأكد النائب محمد عزت القاضي، أن التشابهات بين مصر وتركيا كثيرة، مضيفا :"يواجه الاقتصادين المصري والتركي نفس التحديات، ويكاد يكون الحل الوحيد لتحسين الوضع الاقتصادي، بزيادة الإنتاج المحلي، وتنويع مصادر الدخل الأجنبي، وفتح أسواق تصديرية جديدة لذا فهي بمثابة فرصة ذهبية للبلدين يمكن استغلالها لتعزيز وتعميق الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي بين مصر وتركيا للعبور من هذه الأزمة المالية بالبناء على الروابط الاقتصادية الفريدة بين البلدين والتي لم تعصف بها أو تزعزعها أي خلافات أو اختلافات في المواقف السياسية.
وقد أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته البالغة بزيارته الأولى للجمهورية التركية، ولقاءه مع الرئيس "رجب طيب أردوغان"، حيث تجمع بين دولتين العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس "مصطفى كمال أتاتورك".
أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى إلى تركيا للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان زيارة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، معتبرة إياها محطة هامة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث أنها تأتي بعد زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، تعد خطوة محورية نحو تأسيس مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين القاهرة وأنقرة.
وأوضحت أن الزيارة تعكس التزام القيادة المصرية بترسيخ علاقات استراتيجية قوية مع تركيا، بما يساهم في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، مشيرة إلى أن الزيارة ستفتح أبواباً جديدة للتعاون الإقليمي، حيث ستشهد مباحثات معمقة بين الرئيسين حول كيفية الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
ولفتت مديح أن اللقاء سيتناول بشكل رئيسي جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أهمية التنسيق بين الدولتين لخفض التصعيد في الشرق الأوسط وإنهاء المأساة الإنسانية في القطاع، مضيفة أن التعاون بين مصر وتركيا في هذه القضايا يعكس دور البلدين الفعال في البحث عن حلول سلمية للصراعات الإقليمية ويعزز استقرار المنطقة.
وأشارت إلى أهمية توقيع مذكرات التفاهم بين الحكومتين، والتي ستغطي مجموعة من المجالات الحيوية، مما يسهم في تعزيز التعاون المتبادل وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتطوير، مشيدة بالجهود المبذولة من كلا الطرفين لتحقيق الأهداف المشتركة، معتبرة أن هذه الزيارة ستسهم بشكل كبير في تعزيز الاستقرار الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة، مؤكدة أن مصر وتركيا، من خلال هذا التعاون، تبرزان كقوتين إقليميتين هامتين قادرتين على التأثير إيجاباً في القضايا الإقليمية والدولية، وتسعيان بجدية نحو تحقيق السلام والأمن في المنطقة.
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا منذ توليه الحكم تعد خطوة تاريخية وتحولا نوعيا في مسار العلاقات بين مصر وتركيا وتحمل هذه الزيارة في طياتها دلالات مهمة وإشارات قوية على التغير الكبير الذي تشهده العلاقات بين البلدين، حيث باتت تستند إلى المصالح المشتركة والرغبة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة التي تتطلب تنسيقا وثيقا بين مصر وتركيا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هذه الزيارة تعبر عن مرونة السياسة الخارجية المصرية وقدرتها على تجاوز الخلافات من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة حيث تسعى مصر دائما لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتحقيق التعاون البناء مع الدول المحورية، ومن هنا تأتي أهمية تطوير العلاقات مع تركيا وهذا التعاون يدعم التوازن في العلاقات الدولية والإقليمية لمصر، مما يسهم في تعزيز دورها القيادي في المنطقة.
وتابع أستاذ العلوم السياسية : تأتي أهمية الزيارة أيضا من البعد الاقتصادي، حيث ترتبط العلاقات بين مصر وتركيا بشكل مباشر بالاستراتيجية الاقتصادية لكلا البلدين ومن المتوقع أن تفتح هذه الزيارة آفاقا جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، حيث يمكن أن تشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات متنوعة ومثل هذه الاتفاقيات ستعزز التبادل التجاري بين البلدين وتفتح مجالات جديدة للاستثمار، بما ينعكس إيجابيا على الاقتصادين المصري والتركي.
وأكد الدكتور فرحات أن زيارة الرئيس السيسي لتركيا تأتي في سياق التحسن الواضح في العلاقات الثنائية على المستوى الرئاسي، والذي بدأ فعليا مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر في فبراير 2024 وساعدت هذه الزيارة التاريخية في إزالة العديد من العقبات التي كانت تعرقل تحسين العلاقات بين البلدين على مدار العقد الماضي، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي خطوة مهمة نحو فتح صفحة جديدة في العلاقات الاستراتيجية بين قوتين إقليميتين عظميين.
وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر هذه الزيارة ليست مجرد فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، بل تتيح أيضا مجالا لتبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك ومن بين هذه القضايا، الأوضاع في الشرق الأوسط، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وقضايا الطاقة، وأزمة اللاجئين فالتنسيق بين مصر وتركيا في هذه الملفات سيعزز من استقرار المنطقة ويسهم في إيجاد حلول للمشكلات المعقدة التي تواجهها.
وشدد الدكتور فرحات على أن هذه الزيارة التاريخية تحمل الكثير من الأمل في بناء علاقات متينة ومستدامة بين مصر وتركيا، ترتكز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل و هذه العلاقات، إذا ما تم تطويرها بالشكل الصحيح، يمكن أن تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين والمنطقة بأكملها.
ثمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، والتي تعد الزيارة الأولى للرئيس السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، موضحا أن هذه الزيارة أكبر دليل ومؤشر قوي على حرص البلدين على مواصلة التقدم في العلاقات المصرية التركية.
وقال "أبو العطا"، إن زيارة الرئيس السيسي لتركيا تاريخية ولها أهمية خاصة، لا سيما وأنها تأتي بعد إعادة العلاقات مع تركيا بعد فترة من الركود، ما يشير إلى أن لهذه الزيارة أهمية سياسية تاريخية كبيرة، فمصر بالنسبة لتركيا وتركيا بالنسبة لمصر صداقة لا يمكن التنازل عنها.
وأضاف رئيس حزب "المصريين"، أن هذه الزيارة تؤسس لمرحلة واعدة بشأن العلاقات بين البلدين، وستشهد أول اجتماع لمجلس التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين، الذي يحدد الإطار الذي ستتحرك فيه العلاقات الثنائية خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن زيارة الرئيس السيسي تؤسس لشكل جديد من العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، وهي ضرورة في ظل ما تتعرض له المنطقة من أزمات وتوترات تتطلب وجود قنوات تواصل بين القوى الإقليمية الفاعلة التي يمكنها تغيير المشهد الحالي.
وأوضح أن هذه الزيارة نجحت في إظهار موقف مصري- تركي موحد تجاه ما يحدث داخل قطاع غزة، وهي القضية الأولي في العالم في الوقت الحالي، حيث أكد الجانبان على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة والنفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة وصولا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأكد أن الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية، لا سيما في ظل تطورات الأوضاع بالحرب الجارية في غزة، وهى تؤكد وتبرز أهمية إعادة هيكلة العلاقات المصرية التركية وإعادة بناء نظام إقليمي أمني تكون تركيا ودول الجوار طرفا فيه، مشيرا إلى أنها تؤسس لمنظومة جديدة للعلاقات الإقليمية تقود فيها مصر وتركيا شكل العلاقات في المنطقة في الوقت المقبل.
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا شهد قفزة نوعية كبيرة خلال العامين الماضيين، بعدما شهدت العلاقات توترات سابقا، موضحا أن لقاء الرئيس السيسي وأرودغان سيعزز من الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث تعد مصر تعتبر أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الأفريقية، فتركيا تعد أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال العام 2023 بقيمة 2 مليار و943 مليون دولار.
وأشار إلى أن مصر نجحت بكل جدارة واستحقاق في تغيير الصورة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية بفضل الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها، مؤكدا أن هذه الإنجازات تعكس مدى قدرة القيادة المصرية على التأثير في المشهد الدولي، ودورها المحوري في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وتعزيز موقفها كقوة إقليمية ذات تأثير كبير.
واختتم بأن الأدوار التي تلعبها مصر تعكس رؤية القيادة السياسية الثاقبة وقدرتها على إدارة التفاعلات السياسية في المنطقة بحكمة وعقلانية، موضحا أن هذه الأدوار تعزز من مكانة مصر كقوة إقليمية تحظى بثقة المجتمع الدولي، ما يساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي.