رئيس جامعة الأزهر لأئمة أفريقيا وآسيا: الدعوة رسالة الأنبياء والرسل وأنتم ورثة الأنبياء
محمد جمال
أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الدعوة رسالة الأنبياء والرسل، والدعاة يحملون رسالة عظيمة تهدف لنشر قيم إنسانيَّة نبيلة.
وأكد رئيس الجامعة خلال كلمته لأئمة ودعاة من قارتي: أفريقيا وآسيا (السودان والنيجر ونيجيريا و ماليزيا) المشاركين في الدورة التدريبية التي تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية على مدار شهرين؛ أن علماء الأزهر الشريف ملئوا الأرض علمًا ووسطيةً واعتدالًا منذ تأسيس الأزهر الشريف وحتى اليوم، أي في نحو ما يربو على (1084) عامًا من العطاء في خدمة الإنسانية كلها.
ورحَّب بالدعاة في رحاب جامعة الأزهر مهد الوسطية والاعتدال قبلة العلم وكعبة العلماء، موجهًا الشكر والتقدير لفضيله الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لرعايته وعنايته بالدعاة والأئمة، لافتًا إلى أن هذه العناية تعد تأكيدًا على عالمية رسالة الأزهر الشريف، خاصة وأن الإمام الأكبر دائمًا ما يقول: «الأزهر الشريف مصري الجغرافيا لكنه عالمي الرسالة».
لافتًا إلى أن النشاط العلمي الكبير الذي تحرص عليه جامعة الأزهر اليوم تلو الآخر يعكس وعيًا كبيرًا بضرورة إعداد أجيالٍ ترفع راية الوسطية والاعتدال وتنبذ العنف والتطرف ليس في مصر فحسب؛ بل على مستوى العالم.
وأكد رئيس الجامعة على أنَّ الدعوة إلى الله -جل وعلا- مهمة كريمة ورسالة نبيلة، خاصة وأنها مهمة الأنبياء والرسل، مهمة الصفوة المختارة التي اصطفاها الله تعالى لحمل رسالته، وقد قال جل وعلا : ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ (الحج: 75) مشيرًا إلى أن الدعاة يحملون أنوار النبوة ويبلغون رسالات الله؛ ولذا ينبغي عليهم أن يستحضروا دائمًا الخوف من الله -جل جلاله- وخشيته، خاصة وأن ميراث النبوة هو العلم، والقرآن الكريم جعل نعمة الهُدى تعدل نعمة الحياة؛ لذلك عليك أيها الداعية أن تتذكر أنك تدعو الناس إلى نعمة تعدل نعمة الحياة.
وحثَّ رئيس الجامعةالدعاة على الإصرار على الدعوة وعدم اليأس مما يواجَهون به من الإعراض والتكبر والفرار، لافتًا إلى أن وضوح الهدف أمام الداعية واقتناعه وإيمانه به أحد أهم أسباب نجاحه.
وأوضح الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، أنَّ الدورة تأتي في ظل رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وتوجيهاته بأهمية النهوض بالمستوى العلمي والعملي للأئمة والدعاة الوافدين، وتأكيد دورهم المحوري في نشر مبادئ الدين الإسلامي، وأهمية تقديم الدعم لهم فيما يخص التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بصفة عامة، ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد بصفة خاصة؛ ليكونوا على دراية بمجريات العصر وتطوراته، والدفاع والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير.
وأشار إلى أن الدورة تشتمل على أربعة محاور تتضمن: «اللغة العربية وعلومها، والعقيدة وأصول الدين، ومحور الشريعة، ومحور الثقافة الإسلامية والإعلام»، كما أنَّ الدورة تهتم بعدد من القضايا المتنوعة، عقائدية وفقهية وفكرية وتربوية واقتصادية وطبية وسلوكية، تهدف في مجملها إلى تأهيل الدعاة للحديث عن القضايا المثارة بفكرٍ مستنيرٍ، وتنمية مهاراتهم وتدريبهم على التواصل الفعال، وتوظيف منصات الإعلام الجديد في المجال الدعوي؛ لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابي في الجماهير، ومواجهة ومحاربة التطرف والتشدد وسوء الفهم لبعض المفاهيم؛ ليكونوا خير سفراء للأزهر الشريف في بلادهم، لافتًا إلى أن الأكاديمية ستعنى خلال تلك الدورة بتخصيص عدد من المواد وورش العمل؛ لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والخاطئة؛ مثل مادة: «معالم المنهج الأزهري»، ومادة: «قضايا عقدية»، ومادة: «الفِرق»، ومادة: «تصحيح المفاهيم»، ومادة: «تيارات ومذاهب»، ومادة: «ضوابط الإفتاء» وغيرها من المواد؛ لتأهيل الدعاة لأن يكونوا قادرين على تحديد قضايا الفكر الإسلامي الجدلية والشائكة، وبحثها بحثًا علميًّا جادًّا لتحديد الموقف الصحيح منها، بما يسهم في الحد من أفكار التطرف والغلو والإرهاب، ويساعد في استقرار المجتمعات الإنسانية.
وحث الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، الأئمة على التحلي بقيمة الصبر، خاصة وأن هناك تحديات تعترض طريق الدعوة، ضاربًا المثل بالنبي -ﷺ- الذي كان يوصف بالصادق الأمين ومع ذلك أخرجه قومه من بلده مكة، ورغم ذلك يقول لعمه: «يا عمَّاهُ، واللهِ لَو وَضعوا الشَّمسَ في يميني والقمرَ في شمالِي علَى أن أتركَ هذا الأمرَ حتَّى يُظهرَه اللهُ أو أهلكَ فيه ما تركتُهُ»، لافتًا إلى أن الدعوة تحتاج أن يكون الداعية بصيرًا بأمور الناس، ومن هنا نجد النبي -ﷺ- يدعو لأهل غفار ويقول: «غفار غفر الله لكم».
كما رحب الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس الجامعة السابق منسق عام بيت العائلة المصرية، بالائمة والدعاة في رحاب جامعة الأزهر، مشيرًا إلى أن أجل ما يعبد به المولى -عز وجل- هو طلب العلم، والداعية عليه أن يتحلى بالإخلاص في الدعوة إلى الله -عز وجل- وأن يكون متواضعًا.
من جهتهم، أعرب ممثلون عن الأئمة المشاركين بالدورة عن خالص شكرهم وتقديرهم لفضيلة الإمام الأكبر، ولرئيس جامعة الأزهر، وللقائمين على أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، مؤكدين أنهم سيكونون خير سفراء لوسطية الأزهر الشريف واعتداله.