عاجل
الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: "المعلم".. الشخصية المحورية في الإصلاح التربوي والمجتمعي

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

 



أهدي مقالتي هذه لكل معلم عظيم يتبع المقولة الحكيمة: "إذا كنت تخطط لعام فازرع الأرز،  إذا كنت تخطط لعقد من الزمن فازرع الاشجار،  اذا كنت تخطط للحياة ، قم بتثقيف المجتمع....".

أعزائي القراء الكرماء.... نعلم أبناءنا ونعلم أنفسنا ونستمر بالتعليم لتطوير قدراتنا ونترك كل خبز لخبازه لينجز واجبه.  "فالجهل مصيبة" يهدم بيت العز والكرامة. رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي في روعته الخالدة: "قم للمعلم وفه التبجيلا..... كاد المعلم  أن يكون رسولا". أليس طفل واحد، معلم واحد وكتاب واحد، وقلم واحد يمكنهم تغيير وجه  العالم؟ فالتحكم في مجهودنا وإشعال الشرارة  في الدماغ، ويوم واحد من معلم لامع أفضل من ألف يوم من الدراسة الجادة، لأن الطالب قد ينسى ماقلته له، لكنه لن ينسى ما شعر به. إنه حب التعلم، لذلك لم أتوقف يوما عن التعلم  وأنا في عملية التدريس، رسالتي الإنسانية "من يعلم فليعمل، اولئك الذين يفهمون يعلمون...."  لم أستطع تعليم أي طالب أي شيء، بإمكاني  فقط أن أجعله" يفكر"، فاشرح التعقيد لأصل للبساطة لأبعد عنه الفشل والإحباط، واحثه على التقدم مهما كان بطيئا. كنت شمعة واحترقت في صحتي وعقلي لإضاءة طريق طلابي وأشكر  الله عز وجل إني فلحت. فبات التعليم لدي   ليس إعدادا للحياة فحسب، إنما التعليم هو الحياة نفسها.... يولد الثقة، التي تولد الأمل، وأليس الأمل ولادة للسلام بالعلم الذي يبني الأمم؟ العلم، أليس هو أهم عضو في أسرة المجتمع؟ معلمون من أجل مدرسة " فعالة" لتصبح عادلة إن "فعالية المدرسة هي اليوم اكثر من الامس في قلب أعظم القضايا الجماعية والفردية". إن المعلمين هم أهم أعضاء مجتمعنا. إنهم مثال يمنحون الأطفال المعنى، ويعدونهم للنجاح كمواطنين عالميين، ويلهمونهم للقيام بعمل جيد والفوز في الحياة. أطفال اليوم هم عمداءالغد، والمعلمون هم النقطة الحاسمة التي تجعل الطفل مستعدًا لمستقبله. لماذا يعتبر المعلمون مهمين؟ سأركز على الأسباب أدناه. أسباب أهمية المعلمين، يحمل الأطفال ما تعلموه في سن مبكرة طوال حياتهم. سوف يستفيدون ما تعلموه للتأثير على المجتمع. يدرك الجميع أن شباب اليوم هم قادة الغد. وينعم المعلمون بفرصة تعليمهم  في سنواتهم الأكثر فعالة، سواء من خلال مرحلة  ما قبل المدرسة، أو التعليم بعد المدرسة، أو الرياضة، أو الفصول التقليدية. يتحلى المعلمون بالقدرة على تدريب قادة الغد بأفضل طريقة ممكنة للمجتمع لبناء أجيال مستقبلية إيجابية وملهمة، وبالتالي "تصميم المجتمع"، محليًا وعالميًا. في الواقع، أولئك الذين يؤثرون على  أطفال المجتمع لديهم السلطة على تغيير الحياة. ليس فقط من أجل هؤلاء الأطفال أنفسهم،  ولكن من أجل حياة الجميع. فكيف  يتجلى التغيير في حياة الطالب؟ المعلمون العظماء لديهم القدرة على تغيير الحياة للأفضل. المعلمين،  اليسوا بمثابة نظام دعم غير موجود في أي مكان آخر في حياة الطلاب؟ انهم  نموذجًا يحتذى به ومصدرًا للإلهام للمضي قدمًا والحلم بشكل أكبر. إنهم يحملون الطلاب مسؤولية نجاحهم وإخفاقهم،  ولا يترك المعلمون الجيدون طلابهم الموهوبين  يرحلون دون  تحقيق إمكاناتهم الكاملةودفعهم الى تعظيم قدراتهم الابداعية. اليس التعليم من اصعب المهمات الانسانية؟ التدريس مهمة صعبة ، ولكنها وظيفة يمكن أن يكون لك فيها التأثير الأكبر على حياة الشخص. إذا كنت تفكر في أن تصبح مدرسًا ، فإليك المزيد من الأسباب التي تجعلك تستثمر في مهنة التدريس. كن قدوة، المعلمون هم القدوة النهائية للطلاب. العبرة أن الطلاب يتواصلون مع العديد من أنواع المعلمين المختلفة خلال رحلتهم التعليمية تعني أنه سيكون لديهم العديد من النماذج التي يمكن تقليدها، والتي يمكن أن تكون عالما إيجابيا بالنسبة لهم. إن العلاقة بين المعلم والطالب لا تقدر بثمن بالنسبة لبعض الطلاب الذين لن يستفيدوا بطريقة أخرى من هذا الارتباط الإيجابي. يظل المعلمون إيجابيين تجاه طلابهم، حتى عندما تبدو الأمور سلبية. المعلم الجيد يتعاطف دائمًا  مع طلابه ويتفهم حياتهم الشخصية ويبرز أهدافهم وإنجازاتهم الأكاديمية. موعظة المعلم قدوة للطلاب:  أن يبذلوا جهدًا أكبر وأن يهدفوا النجوم. صلابة التعليم، المعرفة والتعليم هما أساس كل ما يمكن إنجازه في الحياة. يوفر المعلمون للطلاب الفرصة لمستقبل أفضل. يستهل المعلمون بتبسيط الأمور المعقدة وجعل المفاهيم المجردة في متناول الطلاب. أيضًا بعرض الأطفال لأفكار وموضوعات ربما لم يكونوا على اتصال بها بطريقة أخرى. يمكنهم استكشاف الاهتمامات ودفع طلابهم للإنجاز بعمل أفضل. التوجيه الفعال، يستطيع المعلمون رؤية نقاط القوة والضعف لدى كل طالب ويمكنهم تقديم المساعدة والمشورة لتطويرها  إلى أبعد من ذلك. و الكشف عن أفضل مهارات الطالب واتقانه  لمهارات حياتية مفيدة، كالتواصل والتعاطف والعرض والتنظيم واتباع التعليمات وغيرها. كما انه مصدر للإلهام والتحفيز. يلهم المعلمون الطلاب على الأداء المثمر، ويحفزونهم على  العمل الجاد والحفاظ على أهدافهم الأكاديمية على المسار الصحيح. الاخلاص،  أحد أهم جوانب التدريس هو التفاني. لا يستمع المعلمون فقط، بل يقومون أيضًا بتوجيه ونصح طلابهم. إنهم قادرون على مساعدتهم في تحديد الأهداف الأكاديمية وملتزمون بضمان تحقيق طلابهم لها. يتحلى المعلمون بالصبر مع طلابهم ويتفهمون عندما لا يتم فهم المفهوم. . إنهم لا يقومون بالتدريس من أجل التقدير أو الراتب، ولكن لأن لديهم شغفًا بالشباب والتعليم. بشكل عام، يؤمن المعلمون بقوة التعليم وأهمية تزويد الأطفال بنماذج جيدة. إنهم يعلمون بسبب هذا الاعتقاد، وهم مكرسون لهذه القضية. وأخيرًا، يتجلى تضحية المعلمين في اقدام عملهم على مدار الساعة. فالمعلمون لا يتوقفون عن العمل عندما يقرع جرس المدرسة. يقومون بتصحيح الأوراق وإعداد الدروس ولقاء  أولياء الأمور بعد المدرسة وفي عطلات نهاية الأسبوع. يصل معظم المعلمين قبل بدء الفصول الدراسية للتحضير لهذا اليوم وتقديم مساعدة إضافية للطلاب المتعثرين. دور المعلم في التنمية المستدامة، يلعب المعلمون دورًا كبيرًا في التنميةالمستدامة للبلاد على الصعيد الاقتصادي واعني الصناعي  والاجتماعي والثقافي  التعليم هو جانب أساسي من تنمية أي بلد. إذا تعلم شباب المجتمع، يولد المستقبل. يوفر المعلمون التعليم الذي يعمل على تحسين نوعية الحياة، وبالتالي المساهمة بشكل كبير في الأفراد والمجتمع ككل. يزيد المعلمون من إنتاجية وإبداع الطلاب وبالتالي العاملين في المستقبل. عندما يتم دفع الطلاب ليكونوا مبدعين ومنتجين، فمن المرجح أن يرتقون لرواد أعمال ويحققوا التقدم العلمي والتكنولوجي، مما يؤدي في النهاية إلى التنمية والنهضة الاقتصادية للبلاد. يقال كما تتعلم سوف تعلم وبالتعليم ستتعلم واتطلع ان الصفات الانسانية عليها ان تكون  عديدة حتى نستحق " لقب المعلم " . فأن   تكون معلما ليس خيارا مهنيا انما هو خيار  حياة. لندع المعلمين يقدمون لأنفسهم تدريبًا جامعيًا، ويتابعون باستمرار جهودهم في التحسين والثقافة؛ أن المزيد والمزيد منهم يبتكرون مهنة حقًا؛ و يمنحوا أنفسهم، من خلال تنظيمهم المهني، مدونة أخلاقية عالية الإلهام والسيطرة الفعالة على عملهم وسلوكهم؛  يظهرون الكثير   من الكفاءة والاستقامة الفكرية، والمزيد من المبادرة والشعور بالبحث والمشاركة في النشاط  التعليمي والتربوي.  هيبتهم، غير قابلة للجدل وسيكون شعبهم محاطًا بالاحترام والاجلال الواجب لوظيفتهم المقدسة. وفي هذا يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" لما احببت البقاء في مجتمع الدنيا لولا مجالسة اقوام من البشر ينتقون اطايب وفصاحة الكلام كما ينتقى أطايب التمر.." وأخيرا، أعترف أن تسعة اعشار التعليم هو التشجيع في قلب نظام التعليم. اليس علينا تذكر المعلمين الرائعين بالامتنان الجميل ،  هؤلاء من لمسوا مشاعرنا الانسانية ورفعوا روحنا ودعموا شخصيتنا؟. فإذا كان علينا أن  نشيد تمثالا لاحدهم ، " فالمعلم هو بطل من ابطال المجتمع".  قل لي وأنا أنسى، علمني وأنا أتذكر، وشاركني وسأتعلم. فالتجارب تشكل الانسان وتترك  علامة لا تمحى. والم يتم توجيه التجارب  وكل الاكتشافات والإنجازات الاولى بفضل المعلم؟ مثل النحت بالنسبة لكتلة من الرخام ، كذلك  التعليم بالنسبة للروح البشرية..

أستاذة متخصصة في الادب الفرنسي واللغات والفن الدرامي، من جامعات السوربون في  باريس.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز