عاجل
الإثنين 26 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

وول ستريت جورنال ترصد مؤشرات حول رغبة حزب الله وإسرائيل في خفض التصعيد بعد هجمات الأمس

جيش الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية
جيش الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية

رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين "مؤشرات" حول رغبة حزب الله اللبناني وإسرائيل في خفض التصعيد بعد الهجمات المتبادلة التي وقعت بينهما فجر الأمس رغم حقيقة أن المخاطر لا تزال قائمة.



 

وذكرت الصحيفة في سياق مقال تحليلي أنه بعد أن تبادل الجانبان إطلاق النار في وقت مبكر من صباح الأحد شنت خلالها 100 طائرة إسرائيلية ضربات ضد حزب الله أسفرت عن خسائر محدودة، رد بعدها الأخير بمئات الصواريخ على أهداف في شمال إسرائيل، أشارت قوى عسكرية إقليمية إلى رغبتها في تجنب دوامة يمكن أن تؤدي إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.

 

وكان حزب الله قد أطلق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل بينما ضربت حوالي 100 طائرة حربية إسرائيلية أهدافًا في لبنان في خطوة قالت إسرائيل إنها كانت تهدف إلى استباق هجوم حزب الله.. وكان التبادل حسبما رأت الصحيفة عرضًا كبيرًا للقوة ، ولكن بدا في نهايته أنه أسفر عن عدد قليل من الضحايا وأضرار محدودة في حين قال حزب الله أمس الأحد إن عمليته لهذا اليوم انتهت.

 

وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطابه بالأمس: "قلنا إن هذا كان ردًا أوليًا.. إذا قدرنا أن تأثير الرد الأولي لم يكن مرضيًا، فسنتصرف وفقًا لذلك.. في الوقت الحالي، نعتبر أن الرد انتهى، ويمكن للبلاد أن تتنفس الصعداء".

 

وأوضحت الصحيفة أن الشرق الأوسط كان متوترًا لأسابيع، في انتظار معرفة كيف سيرد حزب الله وإيران الراعية له على مقتل شخصيات بارزة من الحزب وحركة حماس الفلسطينية في بيروت وطهران.. و هنأت حماس والحوثيين في اليمن والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران حزب الله على العملية.. أما إيران التي تعهدت بالرد على مقتل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران فقد ظلت صامتة إلى حد كبير.

 

وقالت إسرائيل بعد الهجمات إن جيشها عاد إلى وضع دفاعي، رغم أنها استمرت في ضرب بعض الأهداف في جنوب لبنان كما فعلت خلال الأشهر العشرة الماضية.

 

وقالت "وول ستريت جورنال" في حال استمر الهدوء النسبي، فإن العدد المنخفض للضحايا المعلن عنه قد يمنح المقاتلين مساحة للعودة إلى نمط المناوشات على مستوى أقل وتجنب الحرب الأوسع التي حاولت الولايات المتحدة تجنبها منذ أشهر.. ونقلت عن داني سيترينوفيتش الذي شغل منصب رئيس شؤون إيران في الجيش الإسرائيلي والآن زميل بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إن حزب الله لا يريد حربًا أوسع وقد يرضى بنتيجة الأحد.

 

وأضاف سيترينوفيتش: "كانوا على استعداد للمخاطرة بالتصعيد لموازنة معادلة الردع، لكنني لا أعتقد أن الحرب كانت كافية.. في الوقت الحالي، يمكن للجميع أن يكونوا راضين".

 

من جانبه، قال مهند حاج علي، نائب مدير الأبحاث في مركز مالكولم كير كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت: إن الخسائر المحدودة على الجانب الإسرائيلي أوضحت أن حزب الله يريد احتواء الصراع.. ورأت الصحيفة الأمريكية أن النتيجة كانت بمثابة صدى للمواجهة التي وقعت في شهر أبريل الماضي عندما ردت إيران على ضربة إسرائيلية قتلت مجموعة من ضباطها العسكريين أثناء عقد اجتماع في دمشق.

 

وردت إيران وقتها بإطلاق وابل من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، وهو أول هجوم مباشر لها على إسرائيل وكان يحتوي على مزيج أكثر خطورة من الأسلحة التي أُستخدمت أمس الأحد لكنها لم تُحدث سوى القليل من الضرر.. وردت إسرائيل بضربة محدودة على إيران، وبعدها انتقل الجانبان إلى حديث آخر! في الوقت نفسه، يشعر المسؤولون في الولايات المتحدة وحول المنطقة بالقلق من أن استمرار تبادل إطلاق النار، في بعض الأحيان بمستويات مرتفعة، لا يمكن أن يظل تحت السيطرة نظرًا لمخاطر أخطاء الاستهداف والحسابات الخاطئة.

 

وفي سياق منفصل، أعلنت حماس مسؤوليتها عن صاروخ سقط في وسط إسرائيل، مساء أمس الأحد، في هجوم نادر من جانب الجماعة على المنطقة الأكثر كثافة سكانية في إسرائيل قال الجيش الإسرائيلي عنه إن الصاروخ سقط في أرض خالية ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات ، بينما أكدت الصحيفة أن إسرائيل بدأت تشعر بنفاد صبر متزايد إزاء العنف الذي يجري عبر الحدود وجعل مناطقها الشمالية غير صالحة للعيش.. وأظهر الهجوم الوقائي أمس الأحد رغبة في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

 

وبدأ حزب الله في إطلاق النار على إسرائيل في الثامن من أكتوبر الماضي، بعد يوم من قيادة حماس للهجمات التي نفذتها على جنوب إسرائيل وأسفرت عن مقتل 1200 شخص وأشعلت الحرب في قطاع غزة في حين ردت إسرائيل وتبادل الطرفان إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية خلال الأشهر العشرة الماضية.. أما أخر تصعيد حاد بدأ في يوليو الماضي، عندما أدى صاروخ أُطلق من لبنان إلى مقتل 12 شابًا في ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل وألقت إسرائيل وقتها باللوم على حزب الله وردت بقتل القائد الأعلى للحزب فؤاد شكر بضربة في بيروت وبعد ذلك بساعات، قُتل إسماعيل هنية في انفجار في دار ضيافة عسكرية ألقت إيران باللوم فيه على إسرائيل .. وتعهد حزب الله وإيران بالرد .. وبدوره، قال تشاك فرايليتش، نائب مستشار الأمن القومي السابق في إسرائيل في تصريح خاص للصحيفة: إن احتمال التصعيد الأوسع سيظل قائمًا إذا لم يتغير الوضع الراهن المتمثل في الهجمات المتبادلة اليومية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز