شيماء شعبان تكتب: جيل يواجه مستقبل الأرض
تدريس التغير المناخي في المدارس أصبح ضرورة ملحة نظرا لأهمية الموضوع وتأثيره على مستقبل الأرض وسكانها، يعد خطوة حيوية لأنه من أكبر التحديات التي تواجه البشرية، تلك التحديات دفعت وزارة التربية والتعليم إلى الاهتمام بإدماج موضوعات التغير المناخي في مناهج الصفوف الأولى لضمان إعداد أجيال قادمة لديها مهارات وقادرة على التعامل ومواجهة التحديات البيئية المستقبلية.
إدراج هذه المواضيع في المناهج الدراسية يمكن أن يساهم في خلق جيل واع بالتحديات البيئية، وقادر على اتخاذ خطوات إيجابية نحو حماية الكوكب.
المناهج الدراسية ركزت بشكل كبير على تعليم الطلاب آثار التغير المناخي ومخاطره، وكذلك الحلول الممكنة للتخفيف من آثاره، ورفع وعي الطلاب والمعلمين بأهمية قضايا التغيرات المناخية، ودمج عامل التغير المناخي والبعد البيئي في جميع المشروعات والمناهج.
تضمنت المناهج أيضا مناقشة مفاهيم البيئة وقضايا المناخ الرئيسية مثل التغيرات المناخية والتنوع البيولوجي والاستدامة البيئية، وما تتضمنه من معلومات ومعارف فرعية والتي بدورها تعمل على إكساب الطلاب اتجاهات ايجابية نحو قضايا البيئة وحمايتها، واكتشاف طرق مبتكرة لتحقيق ذلك، والتي تتفق مع مراحلهم الدراسية، وقدراتهم ومهاراتهم وأعمارهم.
واعتمدت المناهج الدراسية على تشجيع الطلاب على المشاركة في أنشطة بيئية ورفع الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة وذلك بالتطبيق على أرض الواقع، لنشر التوعية بين الأقران والأسرة والمجتمع المحيط، فنجد في منهج اكتشف للصف الثالث الابتدائي فصلا كاملا عن أثار التغيرات البيئية، من حيث وصف تلك التغيرات والمقارنة بين البيئات الطبيعية وكذلك طرق تكيف الحيوانات في البيئات الطبيعية، وفي منهج الدراسات الاجتماعية هناك العديد من الدروس، التي تتناول أهم المشكلات البيئية التي تواجه الموارد الطبيعية في مصر، مثل تلوث الهواء والتربة والماء وأسباب حدوثها والنتائج المترتبة عليها والتي تعد التغيرات المناخية أحد نتائجها.
وهنا يأتي دور المعلم وأولياء أمور في تفعيل مثل هذه المناهج لتسليط الضوء حول هذه القضايا والاستفادة منها على أرض الواقع، وذلك عن طريق رفع الوعي البيئي لدى الطلاب وتشجيعهم على المشاركة في حماية البيئة، وتشجيعهم على ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على نظافتها، وترشيد استهلاك الطاقة وبخاصة الكهرباء بالإضافة إلى زراعة الكثير من الأشجار التي تسهم بشكل كبير في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري لأنها تعمل على سحب غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه داخلها وتقوم بإطلاق غاز الأكسجين مما يعمل على حفظ التوازن بين الغازات.
في الختام.. يُعَدُّ التغير المناخي أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، مما يستدعي تعاونًا دوليًا وجهودًا مشتركة لمواجهة هذه الظاهرة، إنّ تبني سياسات مستدامة، والانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة، والحد من الانبعاثات الكربونية، هي خطوات ضرورية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. علاوة على ذلك، يتطلب التغير المناخي وعيًا جماعيًا من الأفراد والمجتمعات للتكيف مع التحولات البيئية والمساهمة في حماية كوكب الأرض، الحفاظ على البيئة ليس خيارًا، بل هو ضرورة وجودية تضمن استمرارية الحياة على هذا الكوكب.