مصر أكثر جاذبية من الهند للشركات الأمريكية

مع قيام الشركات الأمريكية بإعادة تقييم سلاسل التوريد العالمية الخاصة بها، فإن جاذبية مصر كبديل للصين آخذة في النمو، وتساهم عدة عوامل في هذا التحول الاستراتيجي، مما يجعل مصر خيارًا أكثر جاذبية من الهند بالنسبة لبعض الشركات. 

تعد قناة السويس طريقًا تجاريًا عالميًا حيويًا، مما يسهل الوصول بشكل أسهل وأسرع إلى الأسواق الأوروبية، بالإضافة إلى ذلك، لدى مصر اتفاقيات تجارية مواتية مع الاتحاد الأوروبي والدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط، مما يوفر وصولاً أوسع إلى الأسواق للشركات الأمريكية.

إن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به مصر على مفترق الطرق بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، فضلاً عن بيئتها الجيوسياسية المستقرة، يوفر لها مزايا كبيرة. 

تكاليف العمالة في مصر تنافسية مع تلك الموجودة في الهند، لكن مصر تقدم مزايا إضافية عن التكلفة، حيث تقدم الحكومة المصرية حوافز للاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية والدعم، علاوة على ذلك، فإن تكلفة المرافق، مثل الكهرباء والمياه، أقل في مصر، مما يقلل من نفقات التشغيل الإجمالية.

وفي السنوات الأخيرة، استثمرت مصر بكثافة في تطوير البنية التحتية، حيث تعمل مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وتوسيع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتحسين شبكات النقل على خلق بيئة مواتية للتصنيع والخدمات اللوجستية، وتهدف هذه التطورات إلى دعم النمو الصناعي وجذب الاستثمارات الأجنبية.

لدى مصر قوى عاملة متنامية وشابة ومتعلمة، كما أطلقت الحكومة برامج لتعزيز التدريب المهني والتعليم الفني، ومواءمة مهارات القوى العاملة مع احتياجات الصناعة، يعد هذا التركيز على تنمية المهارات أمرًا بالغ الأهمية للشركات التي تبحث عن عمالة فعالة ومنتجة.

قامت مصر بإصلاحات اقتصادية كبيرة تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال، وتشمل هذه الإصلاحات تثبيت العملة، والحد من البيروقراطية، وتعزيز الإطار القانوني للشركات، وقد أدت هذه الإصلاحات إلى زيادة ثقة المستثمرين ووضع مصر كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر.

يوفر قرب مصر الجغرافي من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ميزة استراتيجية، وهذا يسمح للشركات الأمريكية بتقليل أوقات الشحن وتكاليفه، مما يعزز كفاءة سلسلة التوريد، كما أن المسافة المنخفضة إلى هذه الأسواق الرئيسية تسهل أيضًا استجابة السوق ومرونته بشكل أفضل.

ومن الممكن أن يساعد تنويع سلاسل التوريد لتشمل مصر الشركات الأمريكية على تخفيف المخاطر المرتبطة بالاعتماد المفرط على دولة واحدة مثل الصين، ومن خلال نشر قواعد التصنيع الخاصة بها عبر مناطق مختلفة، تستطيع الشركات ضمان قدر أكبر من المرونة في مواجهة التوترات الجيوسياسية، والنزاعات التجارية، وغير ذلك من الاضطرابات.

وفي حين تظل الهند لاعباً مهماً في مشهد التصنيع العالمي مؤخرا، فإن المزايا الفريدة التي تتمتع بها مصر تجعلها بديلاً مقنعاً للشركات الأمريكية. 

تقدم مصر مزيجًا من المزايا التي يمكن أن تساعد الشركات على تحسين سلاسل التوريد الخاصة بها والحفاظ على الميزة التنافسية في سوق عالمية ديناميكية.