الشوكي.. وأشواكه بدون ضابط!

تعد من فاكهة الصيف الأكثر انتشارا بمجرد حلول الموسم، وذات طعم جميل وخفيفة على المعدة، وكانت أيضا خفيفة جدا على الجيب وتناسب الجميع.. إنها فاكهة التين الشوكي وأشواكه السعرية.. التي أصبحت تمثل مشكلة للمستهلك نتيجة سعرها المبالغ فيه. 

 

فهل يعقل أن يصل سعر طبق التين الشوكي يضم 10 ثمرات بمبلغ 50 جنيها، أي الثمرة الواحدة بـ5 جنيهات، وفي بعض المناطق وصل سعر الثمرة إلى 10 جنيهات،   وعندما ترغب فى شراء تين بالعدد الواحدة، ير فض البائع أن تختار الثمرة التي تريدها.

 

ويأتي ذلك الارتفاع على الرغم من أن سعر قفص التين الشوكي الجملة يبلغ 100 جنيه، الذي يضم 100 ثمرة، أي أن سعر  الثمرة الواحدة، جنيه واحد فقط، في الجملة طبقا لنائب رئيس شعبة الخضروات والفواكه بالغرفة التجارية "حاتم النجيب"، فهل يعقل أن السعر يضرب في 5 مرات للمستهلك؟ مع الأخذ في الاعتبار أن سعر القفص تضاعف العام الحالي مقارنة بالعام الماضي الذي كان يبلغ 50 جنيها فقط للقفص. 

 

ولأن هناك مكسبا غير عادي في بيع التين، يلاحظ انتشار بائعي التين الشوكي، بشكل كبير جدا، حيث المسافة ما بين بائع وآخر لا تتجاوز  7 أمتار في الشارع الواحد.

 

والتساؤل، لماذا يأتي المغالاة في الثمن، رغم وفرة الإنتاج وعدم وجود أي نقص مقارنة بالعام الماضي!، حيث تشهد القرية الأولى في إنتاج محصول التين الشوكي، وهي قرية  أسطال بمركز سمالوط التابعة لمحافظة المنيا، والتي تعد أشهر قرية في زراعة مساحات كبيرة من التين الشوكي، ونظرا لأمتدادها  فقد أسهم ذلك، في زيادة المساحة المزروعة من التين الشوكي.

 

وتقدر المساحه المنزرعة في مصر من التين الشوكي بأنها  تزيد على 60 ألف فدان منها حوالي  15 ألف فدان في محافظة المنيا فقط.

 

 ويؤكد المزارعون أنفسهم، أن زراعة التين الشوكي أسهل الزراعات، وتزرع في جميع انواع التربة سواء كانت طينية أو رملية، وإنتاجها وفير، وهو من الزراعات المعمرة في الأرض.

 

كما تعد زراعة التين الشوكي من الزراعات  قليلة التكاليف، وقليلة استخدام المياه، حيث تنجح في البيئة الصحراوية ذات الموارد المحدودة بالمياه وتتحمل أشجار التين الشوكي اختلافات الطقس، ويمكن زراعته كمصدات للرياح في المناطق الصحراويه لأنه يتحمل الجفاف ويقاوم التصحر.

 

أيضا لا ينحسر الربح المحقق من التين الشوكي في تسويقه كثمرة فقط، ولكن ينتج منه أغلى زيت طبي في العالم، يصل  سعر اللتر الواحد الناتج من طن من قمار التين، إلى حوالي 1200 دولار، وهو  أعلى الزيوت الطبيعية سعرا في الأسواق.

 

ويرجع ارتفاع سعر ذلك الزيت، إلى احتوائه على فيتامين "أ"،  وفيتامينات أخرى ضد الأكسدة، إلى جانب المساهمة فى تخفيف بعض الأمراض منها الكبد، وخفض فرص الإصابة بالسرطان، ومكافحة نمو وانتشار الخلايا السرطانية لدى الأشخاص المصابين بالمرض وغيرها.

 

كما يعد تناول التين الشوكي، مصدر علاج حيث طبقا  للدكتور المتخصص خالد العجمي، أستاذ الفاكهة الاستوائية والتين الشوكي بمعهد بحوث البساتين، يشير إلى أن فاكهة التين الشوكي لها فوائد صحية عديدة، وبها عناصر غذائية مهمة جدا، حيث إن تناولها يساهم في خفض نسبة الكوليسترول الضار، ويمنع حدوث الجلطات، كما أن البذور الموجودة به تساهم في تقوية جدار المعدة.

 

ألستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة إلى تدخل رقابي وضابط على تسعير تلك السلعة، التي لا تمثل فقط فاكهة الغلبان، ولكنها مصدر مهم لعلاج العديد من الأمراض بأسعار زهيدة!