"الجارديان": تلاشي الآمال في وقف إطلاق النار في غزة عقب اغتيال هنية
أ ش أ
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الخميس أن الآمال الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة قد تلاشت على الأقل الآن نظرا إلى تصاعد حدة الأزمة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، مُشيرة إلى أنه بالرغم من عدم إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن مقتل هنية رسميا إلا أن المرشد الأعلى الإيراني على خامئني قد تعهد بالانتقام.
وأوضحت "الجارديان" -في تقرير بثته عبر موقعها الرسمي- أن اغتيال هنية أتى بعد ساعات من إعلان إسرائيل مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شُكر في غارة جوية في الضاحية الجنوبية ببيروت، وقبل ذلك كان هناك استهداف لميناء الحُديدة باليمن بعد يوم واحد من تعهد إسرائيل بالانتقام من الهجوم بمسيرة على تل أبيب من جانب جماعة الحوثيين، مُشيرة إلى أن كل هذه الأحداث الأخيرة تعيق آفاق السلام في الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أنه حال اعتقدت إسرائيل أنها تعيد ترسيخ سياسة الردع، فمن المؤكد أن هذه السياسة سيخلف عنها المزيد من القتلى الذين سيكونون بالتأكيد في قطاع غزة بالمقام الأول، بالرغم أنه من غير المرجح أن يقتصر وجودهم هناك.
كما سلطت الضوء على قول قطر (إحدى الدول الوسيطة في مفاوضات وقف إطلاق النار)التي سرعان ما أشارت إلى أنه من غير المرجح أن تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار تقدمًا في حين أن المفاوض قد لقى مصرعه، موضحة أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة لا يضمنان وقف تصعيد الصراع لكنهما من المؤكد لن يحدثا بدون اتفاق.
وأكدت "الجارديان" في تقريرها أن إيران لن تستطيع تجاهل الرد على الهجوم الذي وقع بعد فترة وجيزة من حضور هنية حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزيشكيان، "فبدلًًا من أن تستعرض قوتها بين هذا الجمع الهائل من حلفائها، تعرضت طهران إلى الإهانة نتيجة فشل استخباراتي واضح في وقت من التشديد الأمني".
وأشارت إلى أنه خلال أزمات أخرى حدثت على مدار الأشهر الـ10 الماضية، مثلما حدث في أبريل الماضي حينما أطلقت إيران أول هجوم عسكري مباشر لها ضد إسرائيل عقب اغتيال واحد من قادتها البارزين في دمشق، تم تجنب حرب إقليمية شاملة.
وشددت الصحيفة على أن جميع الأطراف يحسبون ردود فعلهم، لكن ذلك لا يجب أن يمنح احدا شعورا زائفا بالإطمئنان، بل على العكس، فإن كل حادثة تزيد من مخاطر احتدام الصراع. وأضافت أن كل خطوة قد تكون محسوبة، لكن يتم تنسيقها لتبدو أكثر قوة من الحادثة التي سبقتها، فعلى سبيل المثال، نفذت الولايات المتحدة أمس ضربة في العراق ردا على الهجمات الأخيرة على قواعدها من جانب قوات الحشد الشعبي الشيعي.
كما نقلت الصحيفة قول المحللة الإسرائيلية داليا شيندلين التي أشارت فيه إلى أن إسرائيل تشهد انهيارا داخليا، وأنها اضطرت مؤخرًا إلى نشر جنودها لحماية مراكز الاحتجاز نظرا لعدم ثقتها في قدرة الشرطة على التصدي لليمين المتطرف بفضل شركاء إسرائيل نتنياهو المتطرفين داخل الائتلاف الحكومي، حيث كان وزراء وأعضاء من الكنيسيت من بين الحشد التي اقتحمت مركز اعتقال احتجاجا على إلقاء القبض على 9 جنود للاشتباه في تعذيبهم معتقل فلسطيني.