آخرها حرب إسرائيل وحزب الله.. فرص ينتهزها داعش للعودة إلى المشهد
منيرة الجمل
نشر موقع "وور أون ذا روكس" الأمريكي، تقريرًا للمحلل الاستراتيجي "جيريمي هودج"عن فرص سمحت بعودة تنظيم داعش الإرهابي.
بدأ هودج، وهو زميل أول في مؤسسة نيو أمريكا وزميل باحث في مبادرة الأمن المستقبلي بجامعة ولاية أريزونا، تقريره بقتل داعش عدد كبير من الأشخاص في أجزاء من سوريا تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد، في مارس الماضي، موضحا أن تلك العملية كانت جزءا من اتجاه مستمر منذ أكتوبر 2023، عندما وصل التنظيم لمستويات غير مسبوقة منذ خسارته السيطرة.
بحسب هودج، ترجع عودة داعش إلى حد كبير إلى الانسحاب الأخير لآلاف القوات الروسية والإيرانية من أجزاء من سوريا تسيطر عليها قوات نظام الأسد، الأمر الذي أعطى التنظيم حركة أكبر للعمل أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2017.
وحذر المحلل من ازدياد قوة التنظيم بسبب احتمالية اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث من المرجح أن تعيد إيران نشر آلاف أخرى من قواتها بالوكالة من سوريا والعراق وأماكن أخرى لتعزيز مواقع حزب الله حال وقعت الحرب.
ورأي هودج أنه من الضروري أن تعي أمريكا تلك التطورات وتزيد من عدد غاراتها وعملياتها ضد داعش، والتي انخفضت بنسبة 16٪ مقارنة بعام 2023. وكان هذا يرجع إلى حد كبير إلى انخفاض نشاط القوات الأمريكية بعد 7 أكتوبر 2023، عندما نفذت الجماعات المدعومة من إيران أكثر من 170 هجوماً ضد أفراد أمريكيين.
نصح المحلل الولايات المتحدة باستئناف دورات التدريب لحراس السجون في قوات سوريا الديمقراطية، والتي تم تعليقها إلى أجل غير مسمى في عام 2024. وتعتبر مسألة السجون قضية ملحة بشكل خاص، إذ تحتجز قوات سوريا الديمقراطية حاليا أكثر من 50 ألف عضو مخضرم في داعش وأقاربهم في 27 مركز احتجاز في شمال شرق سوريا، وقد كانت العديد منها بالفعل هدفا لمحاولات هروب من السجن من قبل خلايا التنظيم الإرهابي.
مخاطر عديدة
كان نشاط تنظيم داعش كافياً لإثارة بيان تحذيري نادر من القيادة المركزية الأمريكية، والتي ادعت مؤخرًا أنه "«من يناير إلى يونيو 2024، أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن 153 هجومًا في العراق وسوريا،وبهذا المعدل، فإن داعش في طريقه إلى مضاعفة العدد الإجمالي للهجمات التي أعلنها في عام 2023».
نوه هودج إلى أن تقييم القيادة المركزية لنمو تنظيم داعش يمثل تقليلاً خطيراً من شأنه، لأنه لا يأخذ في الاعتبار سوى الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها. وكما تم توثيقه على نطاق واسع، فقد قلل التنظيم عمداً منذ عام 2020 من عدد هجماته في سوريا ــ حيث أعلن في المتوسط عن 25% من إجمالي الهجمات ــ كجزء من استراتيجية لإعادة تأسيس نفسه دون جذب انتباه خصومه.
وتشير البيانات الأكثر دقة من مجموعة من الخبراء إلى أن العدد الإجمالي لهجمات داعش في سوريا وحدها في النصف الأول من عام 2024 بلغ 551 هجوماً، مع وقوع الغالبية العظمى منها في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.
بحسب المحلل، كافح نظام الأسد لاحتواء عودة ظهور التنظيم حيث أدت الحروب في أوكرانيا وغزة إلى تأثيرات لاحقة أجبرت كل من روسيا وإيران على سحب آلاف الأفراد من أجزاء رئيسية من سوريا حيث يعمل التنظيم.
كما انسحبت الآلاف من القوات الروسية والإيرانية من سوريا في يونيو 2023، بعد تمرد مجموعة فاغنر في يونيو 2023 في مدينة روستوف الروسية. وأدت حملة القصف الإسرائيلية الموسعة للأهداف الإيرانية في سوريا في أوائل عام 2024، إلى انسحاب آلاف القوات الروسية ثم الإيرانية من البلاد.
في كلتا الحالتين، تمكن التنظيم، في غضون أسابيع، من الاستفادة من الفراغ وتنفيذ مستويات قياسية من العنف. والآن، تهدد تداعيات حرب غزة بإثارة حرب جديدة في لبنان بين إسرائيل وحزب الله والتي من المرجح أن تنتج موجة ثالثة من الانسحابات، وخاصة من العراقيين والأفغان وغيرهم من رجال الميليشيات المدعومة من إيران الذين تعهدوا بالانتشار في لبنان في حالة حدوث حرب.
أشار المحلل الأمريكي إلى أن تشكيل هذه الميليشيات الأجنبية، منذ عام 2012، هو العمود الفقري لوحدات المشاة المدعومة من إيران في صحراء سوريا الوسطى - المنطقة الرئيسية لعمليات التنظيم- وغيرها من المواقع الحساسة على الخطوط الأمامية في حلب ودمشق وجنوب سوريا.
وإذا انسحبت هذه الميليشيات، فسيكون ذلك كارثيًا للمنطقة ويمنح داعش حرية حركة أكبر لشن الهجمات وأيضا الوصول إلى مناطق شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وشركاؤها، قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد، والتي شهدت أيضًا في عام 2024 زيادة بنسبة 320 في المائة في هجمات التنظيم مقارنة بعام 2023.
استشهد المحلل بنتيجة أحدث تقرير ربع سنوي صادر عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بأن هجمات تنظيم داعش ضد قوات سوريا الديمقراطية بحلول مارس 2024 كانت ضعف أي شهر آخر منذ يناير 2022.
وبحسب التقارير المحلية، فإن عدد الهجمات في أبريل 2024 كان أعلى من ذلك. وفي مايو ويونيو 2024، نفذ داعش ثلاث هجمات انتحارية لأول مرة منذ سنوات.
أبرز هودج محاولة نظام الأسد التصدي لذلك التهديد، في الخامس من يونيو 2024، بإطلاق أكبر حملة ضد تنظيم داعش منذ عام 2021، ومع ذلك، وعلى عكس الحملات السابقة التي قادها في الغالب ضباط روس ومرتزقة فاغنر، تقود هذه الحملة ثلاث وحدات من الجيش السوري لها علاقات وثيقة بالدائرة الداخلية للأسد. وهذه الوحدات مسؤولة في العادي عن استعادة الأراضي من المتمردين المعتدلين في جنوب وشمال غرب سوريا والاحتفاظ بها.
وبإبعاد هذه الوحدات من خطوط المواجهة الأخرى، ترك نظام الأسد نفسه مكشوفا، وفي جنوب سوريا انفجرت أعمال العنف منذ انسحابها، وعلى الرغم من هذا كله، قتل تنظيم داعش ما يقدر بنحو 69 مقاتلا مواليا للأسد وجرح العشرات في الشهر الأول من الحملة، ولا يزال مصير العديد من الذين وقعوا فريسة لكمائن التنظيم في الصحراء غير معروف،وحتى الآن، لا تزال فعالية الحملة الإجمالية غير واضحة.
الفرص المستغلة
قال المحلل إن تنظيم داعش شن حملة شرسة لضمان بقائه، منذ خسارة آخر معاقله الإقليمية في سوريا في مارس 2019، إذ مر بعدة دورات من النمو والانهيار في السنوات الخمس الماضية، وفي كل حالة، كان توسع التنظيم مدفوعًا بنوبات من الاقتتال الداخلي بين خصومه، ما أدى إلى انسحاب القوات الأجنبية من أجزاء رئيسية من سوريا، وخلق فجوات استغلها لتنفيذ الهجمات وابتزاز التجار والمجتمعات المحلية.
وعدد هودج هذه الفجوات، بأدءا بالهجوم التركي في أكتوبر 2019 على قوات سوريا الديمقراطية، حيث انسحب مئات من العسكريين الأمريكيين من ضواحي المدن الرئيسية في المنطقة، تاركين القوات الروسية وقوات نظام الأسد لتحل محلهم ــ على الرغم من أن هذه المدن لا تزال خاضعة لإدارة مشتركة من جانب قوات سوريا الديمقراطية وروسيا والقوات الموالية للأسد.
وتقع العديد من هذه المدن ــ مثل عين عيسى والرقة والطبقة وغيرهم ــ على طول الطرق السريعة 712 و6 و4 التي تربط مدينة أكشاكالي التركية بالصحراء الوسطى في سوريا، وهي مساحة شاسعة تبلغ مساحتها 80 ألف كيلومتر مربع، وتتميز بأنها قليلة السكان، وتخضع اسميا لسيطرة نظام الأسد.
تضم الصحراء الوسطى سلسلة من الجبال الوعرة التي لا يمكن اختراقها، كذلك بها أغلب احتياطيات سوريا من الغاز والفوسفات إلى جانب البنية الأساسية لمعالجتها. تفصل هذه المنطقة الشريط الغربي المكتظ بالسكان في سوريا عن المناطق الواقعة شمال شرق نهر الفرات والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. بعد خسارة التنظيم لخلافته المزعومة، أصبحت المنطقة قاعدة خلفية ومركز تدريب لخلاياه التي يمكن أن تلجأ إلى الجبال وتشن كمائن عنيفة في الليل على قوافل الجنود المارة الذين يرافقون شحنات الطاقة عبر سوريا.
بعد أكتوبر 2019، ازداد عدد مقاتلي التنظيم في الصحراء الوسطى، حيث كانت القوات الروسية وقوات نظام الأسد التي تسيطر على الطرق السريعة 712 و6 و4 لديها موارد أقل بكثير لدوريات المنطقة مقارنة بالقوات الأمريكية. بعد ذلك، حول داعش الطرق السريعة إلى ممرات تهريب نشطة للمقاتلين الأجانب والمحليين الذين يدخلون الصحراء الوسطى من شمال شرق سوريا، بحسب المحلل.
بحلول أبريل 2020، بدأت أعداد هجمات داعش في الصحراء الوسطى ترتفع، وهو الاتجاه الذي استمر، ثم تضاعف في أغسطس وظل ثابتًا طوال بقية عام 2020. وعلى الرغم من هذا النمو، فإن مزيجًا مثاليًا من العوامل المتقاربة منع روسيا ونظام الأسد من اتخاذ الخطوات اللازمة لكبح جماح توسع التنظيم.
ذكر المحلل أن أول تلك العوامل هو التأثير الاقتصادي لجائحة كوفيد-19 الذي أضعف قدرة نظام الأسد المنخفضة بالفعل على مراقبة مساحات واسعة من البلاد.
وفي فبراير ومارس 2020، أدت المعارك الكبيرة بين النظام وجماعات المعارضة المسلحة في شمال غرب وجنوب سوريا إلى تحويل تركيز النظام وقدرته على إعادة توجيه القوات إلى أماكن أخرى.
وعلى الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، أدى القتال في النصف الأول من عام 2020 بين الفصائل المدعومة من روسيا وتركيا في ليبيا إلى جذب انتباه موسكو بعيدًا عن سوريا. وبدلاً من نشر المقاتلين في الصحراء الوسطى، جندت موسكو بدلاً من ذلك آلاف المرتزقة السوريين في أوائل عام 2020 الذين تم نقلهم جواً إلى ليبيا للقتال إلى جانب حليف روسيا ووكيلها، الجنرال خليفة حفتر.
وأخيرا، ساعدت التطورات المحلية في الصحراء الوسطى نفسها داعش، إذ نشأ في يونيو 2020، تنافس شديد بين أقوى قائدين لنظام الأسد في محافظة دير الزور، حيث اشتبكت وحداتهما بدورها مع بعضها البعض ورفضت التعاون في تنفيذ الدوريات. وبالإضافة إلى منح التنظيم حرية أكبر في الحركة، يُزعم أن القائدين تعاونا مع المجموعة ضد بعضهما البعض، وزوداها بمعلومات استخباراتية عن تحركات الطرف الآخر، مما سهل ارتكاب العديد من المذابح الكبيرة.
ودفعت إحدى هذه المذابح التي راح ضحيتها 39 جنديا في ليلة رأس السنة 2020 روسيا وإيران ونظام الأسد في النهاية إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة، والتي قتلت من يناير إلى مارس 2021 الكثير من أعضاء القيادة النشطة لداعش وصفوف القتال في الصحراء الوسطى.
أشار هودج إلى انتشار قوات فاغنر في سوريا لأول مرة بأعداد كبيرة في الصحراء الوسطى في يوليو 2017، عندما تلقت شركة واجهة لبريجوزين عقدًا لمدة خمس سنوات من شركة النفط السورية المملوكة للدولة. ووفقًا لهذا الاتفاق، ستحصل فاغنر على 25٪ من جميع الأرباح من احتياطيات النفط والغاز والفوسفات التي استولت عليها من داعش، الذي كان يسيطر على المنطقة في ذلك الوقت.
في ذلك الوقت، كان نظام الأسد يعتمد على روسيا وإيران لهزيمة داعش والمعارضة التي كانت لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من سوريا، وبالتالي منح تنازلات واسعة النطاق لشركات من البلدين، ومع ذلك، أثارت هذه الصفقات غضبًا واسع النطاق بين النخبة السورية، التي استاءت من استبعادها من القطاعات الأكثر ربحية المدرة للدخل في البلاد.
ومع اقتراب القتال ضد المعارضة المعتدلة من نهايته في عام 2020، بدأ الأسد ودائرته الداخلية في البحث تدريجيا عن طرق لتخليص أنفسهم من السيطرة الروسية والإيرانية. وقد تحقق هذا الهدف جزئيا من خلال قرار جامعة الدول العربية في مايو 2023 بإعادة الأسد، والذي تأمل دمشق أن يكون بمثابة حجر الأساس نحو التقارب مع الدول الغربية.
وبالتالي، قدم انسحاب فاغنر إلى جانب إغلاق موسكو لإمبراطورية بريجوزين الاقتصادية في صيف عام 2023 فرصة نادرة لنظام الأسد، فقد سعى بسرعة إلى التخلص من أحد ركائز السيطرة الروسية وإعادة التفاوض على صفقة يوليو 2017 التي انتهت صلاحيتها الآن بشروط أفضل.
وصف المحلل الاستراتيجي النتائج على الأرض بالواضحة، إذ شن داعش هجومًا متعدد الجوانب ضد القوات الموالية للأسد المتبقية في الصحراء الوسطى، واستولى على حقل دوبيات الكبير للغاز بالقرب من الحدود مع العراق في 18 أكتوبر 2023، بعد أسابيع من انسحاب فاغنر. وتطلبت استعادة حقل الغاز بعد ذلك أكثر من شهر من القتال العنيف من قبل الميليشيات الشيعية الأفغانية المدعومة من إيران بدعم من القوة الجوية الروسية الكبيرة.
خلال المعركة، أظهر التنظيم براعة تكتيكية ضد أعدائه الأكثر عدداً، فقد نشر خلايا خلف خطوط العدو لمحاصرة القرى الصغيرة ونصب الكمائن وقتل العشرات من المقاتلين الموالين للأسد على طرفي الصحراء لتخفيف الضغط على دوبيات. وبحلول نهاية القتال، قُتل ما يقرب من 70 مقاتلاً أفغانيًا وسوريًا وجُرح العشرات.
ورأى المحلل، أنه منذ تلك اللحظة، تزايدت هجمات التنظيم. وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، نمت هجمات المجموعة في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد بنسبة 213 في المائة مقارنة بعام 2023، الذي شهد بدوره زيادة بنسبة 68 في المائة مقارنة بعام 2022. وخلال عام 2024، وقع ما يقرب من نصف جميع ضحايا نظام الأسد نتيجة لهجمات داعش.
وتعززت قوة التنظيم مرة أخرى عندما بدأ قادة الحرس الثوري الإسلامي في إخلاء مواقع في جميع أنحاء سوريا في أوائل عام 2024 مع توسع إسرائيل والولايات المتحدة في حملة الاغتيالات الجوية ضد المجموعة ووكلائها.
وعلى الرغم من أن أكبر عدد من عمليات الانسحاب حدث في جنوب سوريا، فقد أخلت إيران أيضًا ثلاث قواعد في الصحراء الوسطى في جنوب محافظة الرقة بالقرب من الطرق السريعة 712 و6 و4 مع تقليص وجودها في مناطق أخرى.
كما دفع الارتفاع الكبير في الهجمات إيران إلى التحقيق واعتقال عدد كبير من قواتها بالوكالة المشتبه في تقديمهم معلومات إلى إسرائيل أو داعش، ما أدى إلى تسريح جزئي للمقاتلين. ومؤخرا، أنشأ قائد الحرس الثوري الإسلامي في شرق سوريا إلى جانب وحدة حزب الله 313 - التي تجند السوريين في حزب الله - فرقة عمل جديدة مكلفة بإجراء فحوصات خلفية كاملة لأكثر من 1500 مقاتل مخضرم من جميع الميليشيات المدعومة من إيران في محافظة دير الزور الشرقية.
وبعد الانتهاء من هذه الفحوصات، تعتزم فرقة العمل إجراء جولة ثانية من فحص عدد متساوٍ من المجندين الجدد. وحتى الآن، ألقى الفيلق القبض على أكثر من 80 من مقاتليه بالوكالة في عام 2024 للاشتباه في تعاونهم مع إسرائيل أو داعش.
دعم قوات سوريا الديمقراطية
أكد المحلل أن قوات سوريا الديمقراطية لا تملك سوى خيارات قليلة مبتكرة للتعامل مع التهديد المتزايد. ففي أعقاب ارتفاع وتيرة عنف داعش في أبريل 2024، أصدرت توجيهات إقامة جديدة تتطلب من اللاجئين العرب من المناطق الواقعة خارج شمال شرق سوريا الحصول على بطاقات المغتربين التي تم إنشاؤها حديثًا أو الطرد. وعلى الفور تقريبًا، وردت أنباء عن ترحيل أكثر من 40 عائلة تعيش في محافظة الحسكة إلى أراضي نظام الأسد، في حين يتأهل عشرات الآلاف لمصير مماثل. واقترح ناشطون محليون أن الاعتقالات استهدفت مجتمعات تزعم قوات سوريا الديمقراطية أن لها صلات بتنظيم داعش، رغم أنه لا يمكن تأكيد ذلك.
ورغم أن نشاط التنظيم في الحسكة تراجع بعد ذلك، إلا أن نشاطه لا يزال مرتفعاً في دير الزور، حيث بدأ المقاتلون في تنفيذ العديد من عمليات السطو والاستيلاء على ناقلات النفط كجزء من حملة لابتزاز رجال الأعمال المحليين.
حث هودج القوات الأمريكية في سوريا على الاستعداد لفترة من عدم الاستقرار المتزايد في الأمدين المتوسط والطويل، وخاصة في حال اندلاع صراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
يرى المحلل أن هذا الاستعداد يكون من خلال شن أمريكا عمليات وغارات ضد التنظيم بعد فترة من الهدوء، واستئناف دورات التدريب لحراس السجون في قوات سوريا الديمقراطية، فضلا عن تعزيز وجود قواتها في شمال شرق سوريا حتى وإن كان المناخ السياسي الحالي في واشنطن لا يسمح بذلك.