رسالة دكتوراه تكشف دور البرامج الترفيهية في السياحية

حصلت الباحثة مي عطية الرفاعي على درجة الدكتوراه في الإعلام، عن رسالة بالغة الأهمية، ناقشت دور البرامج السياحية في تحقيق التنشيط والتنمية السياحية، بمعهد البحوث والدراسات الآسيوية.

 

وفي مقدمة بحثها لنيل درجة الدكتوراه قالت الرفاعي: يتربَّع الفن السابع- وهو السينما- لعقود على عرش التسويق السياحي، فقبل ظهور التلفاز نقلت شاشات السينما في أنحاء العالم صورا ومشاهد رائعة لمعالم سياحية عالمية مثل برج إيفل والأهرامات وبرج بيزا، وتم تداولها في أنحاء العالم قبل ظهور الإعلانات، حيث لعبت تلك المعالم السياحية التاريخية دورا هاما في الترويج لدولها.

 

وأضافت الرفاعي: يعتبر مصطلح "سياحة الأفلام"، الذي يُطلق عليه أحيانا اسم فيلم سينمائي أو مستحث بفيلم، فأصبحت السياحة المستحثة بالأفلام بعد فيلم Eat, Pray, Love"" قضية ناشئة جديدة في مجال السياحة والبحث العلمي على مدار السنوات العشر الماضية، أما الفيلم الذي أدى إلى أكبر ظاهرة في صناعة السياحة السينمائية في العالم كانت سلسلة "هاري بوتر" Harry Potter و"سيد الخواتم Lord of the Rings النيوزيلندية من بين أفضل الممارسات في هذا الاتجاه والتي زادت بشكل كبير من الزائرين لنيوزيلندا وإنجلترا على التوالي.

 

وبصفة عامة يهتم الإعلام السياحي ويركز على تقديم المنتج السياحي تقديما موضوعيا ومشوقا في نفس الوقت ومخاطبة عقلية الجماهير ومشاعرها مخاطبة موضوعية هدفها التأثير وإحداث الرغبة في النفس والسياحة، كما يهدف إلى غرس القيم المحابية للتنمية السياحية داخليا وخارجيا. فمن الضروري استخدام الموروث الثقافي كقوة ناعمة يمكن لها التأثير على اتخاذ قرار الشراء السياحي.

 

وأكدت الرفاعي أن رسالتها تهدف إلى التأكيد على دور الإعلام الرئيسي كأداة للتسويق السياحي والترويج للوجهات السياحية وجذب السياح، فالإعلام السياحي يهدف إلى توعية الأفراد وتثقيفهم وزيادة وعيهم السياحي بصورة عامة من أجل جذب عدد أكبر من السياح على المستوى الداخلي والخارجي.

 

وأشارت الرفاعي إلى أن الإعلام السياحي هو مخاطبة الجمهور باستخدام عوامل الجذب والتشويق في تسويق المنتج السياحي بطريق غير مُباشر مع التطور المتسارع للإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبح التسويق بالمحتوى أبعد ما يكون عن الطرق التقليدية المستخدمة في النشر، فعن طريق المقاطع الصوتية والفيديوهات وشبكات التواصل الاجتماعي وبعض الكتابات والمنشورات الأخرى، يمكن الوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة أكثر فاعلية وبتكلفة أقل.

فالفكرة تكمن في عدم إشعار الجمهور المستهدف بالإعلان قدر المستطاع، ويعد التسويق الخفي من أحدث طرق التسويق .

 

ويحدث التسويق الخفي أيضاً عن طريق ظهور صورة المنتج في فيلم أو مسلسل تلفزيوني أو برنامج ترفيهي، وبعض الدول سوقت وجهاتها السياحية عبر الأعمال الدرامية، وانتهجت الهند وإندونيسيا عبر السينما وتركيا عبر الدراما التليفزيونية هذا النهج من التسويق وفي جزيرة بالي بإندونيسيا صور رامز جلال موسم (2019) من البرنامج رامز في الشلال، مما جعل الجمهور العربي يبحث عن معالم إندونيسيا، وفوجئ عدد كبير من الجمهور العربي بالجمال الساحر لجزيرة بالي، فبدأت شركات السياحة طرح رحلات لإندونيسيا وأصبحت وجهة سياحية رائجة للمقبلين على الزواج، وأصبح الشلال الذي تم تصوير البرنامج به مقصد سياحي أساسي، وتوافد الفنانين على بالي ونشر صورهم بها.

 

وهدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على أثر البرامج الترفيهية في تنشيط السياحة العربية الوافدة إلي إندونيسيا، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، واستخدمت الباحثة استمارة الاستبيان التي تم توزيعها على عينة عشوائية مكونة من (250) مفردة من السائحين العرب الذين قاموا بزيارة مدينة بالي في إندونيسيا، حيث قامت الباحثة بمخاطبة شركات السياحة للحصول على بيانات السائحين الذين قاموا بزيارة مدينة بالي في إندونيسيا، وتم إرسال الاستبيان لهم إلكترونيا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم بشأن أبعاد المتغيرات موضع الدراسة، وتوصلت الدراسة إلى أن البرامج الترفيهية يمكن أن تقوم بالتسويق السياحي غير المباشر، وتؤدى إلى التنشيط السياحي لمواقع التصوير.

 

 

وفي دراسة جزائرية تحت اسم " الرسالة البصرية بين اللذة والقيمة (البرامج الترفيهية نموذج) " والتي اتخذت خمس مواسم لبرنامج رامز جلال من (2013: 2017) عينة للدراسة مستخدمة أداة تحليل المضمون لخمسة عشر حلقة بواقع ثلاث حلقات من كل موسم وتوصلت الدراسة لأن جميع مواقع التصوير حدث لها رواج سياحي كبير سواء في مصر أوالمغرب أوالخليج العربي.

 

وحصلت مي الرفاعي على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى مع توصية بطباعتها وتداولها بين الجامعات المصرية والإندونيسية عن رسالتها التي حملت عنوان: “دور البرامج الترفيهية في تنشيط السياحة في إندونسيا”.

 

ضمت لجنة المناقشة الدكاترة: د. جمال الشاعر الإعلامي القدير، و د. نادية حسين عميد كلية السياحة والفنادق السابق، و د. أماني لويس أستاذ الدراسات الإسلامية، المدرس بالجامعة الإندونيسية، د. محمد علي عمارة أستاذ الإعلام السياحي.