عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

ولادة الألعاب الأولمبية من رحم الأحدث السياسية الدموية

الألعاب الأولمبية ترتب بالأحدث السياسية
الألعاب الأولمبية ترتب بالأحدث السياسية

عاشت الألعاب الأولمبية عبر تاريخها الطويل أحداثًا سياسية بارزة؛ بل إنه أعيد إحياء الألعاب الأولمبية الحديثة لأهداف سياسية نبيلة. وكتب البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان، مؤسس الألعاب الحديثة ومصمم رموزها كالعلم والشعار، «تندلع الحروب لأن الدول تسيء فهم بعضها البعض. لن ننعم بالسلام حتى تنتهي التحيُّزات التي تفصل بين الأعراق المختلفة. لتحقيق هذه الغاية، هل هناك أفضل من جمع الشباب من جميع البلاد في استعراض للقوة والمرونة؟».



أراد دو كوبرتان أن يُعيد إحياء الألعاب الأولمبية من العاصمة باريس العام 1900، لكنّه تراجع أمام حماسة اليونانيين وسمح لأثينا بإضاءة الشعلة قبل ذلك التاريخ بأربعة أعوام، قبل استضافة فرنسا للألعاب 1900 ومن بعدها سانت لويس الأمريكية 1904.

 

1908: التلويح بالعلم

استغرقت الألعاب الأولمبية بعض الوقت لاستغلال قوة القومية وجعل الرياضيين يمثلون بلادهم. لم يبدأ اعتماد مراسم استعراض البعثات خلال حفل الافتتاح حتى الدورة الرابعة في لندن العام 1908. أما النشيد الوطني، فعُزف لأول مرة للمتوجين بالميداليات الذهبية العام 1924 في باريس التي أصبحت أول مدينة تستضيف الألعاب الحديثة مرتين.

 

برلين-1936: ألعاب هتلر

مُنِح حق تنظيم الألعاب الأولمبية العام 1936 لبرلين قبلها بخمسة أعوام، عندما كانت ألمانيا لا تزال دولة ديمقراطية. بعد عامين، تولى أدولف هتلر السلطة. سرعان ما سيدرك قيمة هذا الحدث من حيث البروباجندا.

في أوروبا كما في الولايات المتحدة، كان مناصرو حملات مقاطعة الأولمبياد في برلين قلة، وفي نهاية الأمر أرسلت جميع الدول المنضوية تحت شعار اللجنة الأولمبية وفودًا للمشاركة إلى عاصمة الرايخ. تحولت الألعاب إلى عرض لقوة النظام واستخدم النازيون انتصاراتهم لإظهار نظريتهم حول «العرق الأسمى».

 

هلسنكي 1952: قريتان أولمبيتان

في ذروة الحرب الباردة، شارك الاتحاد السوفياتي لأول مرة في الألعاب الأولمبية. ولتجنب التوترات المحتملة بين الوفود، قرر المنظمون الفنلنديون إنشاء قريتين أولمبيتين متباعدتين بنحو عشرة كيلومترات: إحداهما لرياضيي دول الشرق، والأخرى لبقية العالم. رحّب السوفيات بهذا الفصل ورأوا أنه يحد من خطر انشقاق رياضييهم.

 

1956: حمّام دم ومقاطعات

بعد أقل من ثلاثة أسابيع على سحق الدبابات السوفياتية للثورة المجرية، التقى البلدان في رياضة كرة الماء خلال أولمبياد ملبورن. قضى المجريون الذين فازوا بالذهبية في الأولمبياد السابق الوقت باستفزاز منافسيهم، وسرعان ما أدى ذلك إلى تبادل اللكمات والركلات. وقبل دقيقة على انتهاء الوقت وفي ظل تقدم المجر 4-0، خرج إرفن زادور الذي سجل هدفين من حوض السباحة وهو ينزف بعد تلقيه لكمة على وجهه. ومع خروج الجماهير من المدرجات، أنهى الحكم المواجهة.

 

1972: مذبحة في القرية الأولمبية

في الخامس من سبتمبر، تسلل فريق كوماندوز فلسطيني إلى القرية الأولمبية ليلًا واحتجز رياضيين إسرائيليين كرهائن. بسبب ضعف الاستعداد، تحولت عملية الإنقاذ من قبل الشرطة الألمانية إلى إخفاقٍ تام، إذ قتل أعضاء الكوماندوز جميع الرهائن الـ11، كما قُتل أحد رجال الشرطة الألمان وخمسة من الفلسطينيين الثمانية. وأثار قرار استكمال الألعاب جدلاً، لكنها استكملت بشكل طبيعي بعد حفل افتتاح كئيب.

 

1976-1984: زمن المقاطعة

ثلاثُ نسخٍ متتالية كانت شاهدة على حملات مقاطعة سياسية بارزة.

مونتريال 1976: انسحب 22 بلدًا أفريقيًّا اعتراضًا على مشاركة نيوزيلندا بعد خوض منتخب الرجبي مباريات في جنوب أفريقيا التي كانت تُعاني بسبب سياسات الفصل العنصري.

موسكو 1980: امتنع الأمريكيون إلى جانب 60 بلدًا عن المشاركة، احتجاجًا على احتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان في ديسمبر 1979.

لوس أنجليس 1984: رد الاتحاد السوفياتي و14 بلدًا من حلفائه الدين لأميركا بعدها بأربعة أعوام بالامتناع عن المشاركة.

 

1996: قنبلة بين الحشود

انفجرت قنبلة في أتلانتا في الحديقة الأولمبية المئوية وأدت إلى مقتل شخصين (بينهما مصور تعرض لأزمة قلبية) وإصابة 111 شخصًا. إريك رودولف الذي فجّر القنبلة ولم يُعتقل حتى العام 2003 قال إنه كان يحتج على الاشتراكية العالمية والولايات المتحدة. لاحقاً، قام بتفجير عيادة إجهاض وحانة للمثليات.

 

2008: محاولات إخماد الشعلة

أقيمت الألعاب الأولمبية في بكين وسط سيل من التساؤلات السياسية من وسائل الإعلام الغربية. أقيمت مظاهرات في الشوارع خارج الصين قبل الألعاب. وقام الناشطون الذين أدانوا في البداية سياسة النظام الصيني في إقليم التيبت، بإيقاف مسيرة الشعلة الأولمبية بشكل مستمر. فشلت محاولة إخماد النيران في لندن. وفي باريس، أدت حوادث عدة إلى قطع المسيرة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز