بدون تخفيف أحمال:
"البسايسة".. أول قرية بالشرقية تنتج الكهرباء بالطاقة الشمسية (فيديو)
الشرقية _ مي الإزمازي
في بداية سبعينيات القرن الماضي كانت قرية البسايسة التابعة لمركز الزقازيق في محافظة الشرقية، على موعد لإقامة واحد من أهم المشروعات التنموية المستدامة، وهي توليد الطاقة الكهربائية التي عانى قاطنوها قبل ذلك الوقت من عدم وصولها، حتى حضر الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية في زيارة للقرية عارضًا عليهم فكرة عمل مشروع لتوليد الكهرباء من خلال إنشاء محطة طاقة شمسية صديقة للبيئة تعود بالنفع على الجميع.
ورغم عدم قدرة البعض على استيعاب تلك الفكرة في بداية الأمر إلا أنها نالت استحسانهم لشعورهم أنها ستعود بالنفع عليهم، تكاتفوا جميعًا في تنفيذها بالجهود الذاتية وبدأوا أولى التجارب بتشغيل جهاز راديو على خلية أحضرها معه أستاذ الفيزياء من السويد، ثم تشغيلها على التلفاز الذي أدخل البهجة والسعادة على قلوب الأهالي وأعطاهم بارقة أمل ودفعة للاستمرار، هنا أمن أهل "البسايسة" بتطبيق الفكرة وتطويرها وأهمية استخدام الطبيعة والاستفادة منها في خلق مشروعات تنموية تعود بالنفع على الجميع، بحسب رواية طنطاوي السيد طنطاوي مسؤول الطاقة الجديدة والمتجددة بجمعية تنمية المجتمع بالبسايسة لـ"بوابة روزاليوسف".
نجاح التجربة الأولى حفز أهالي القرية على التعاون مع أستاذ الفيزياء لإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية أعلى سطح جمعية التنمية بقريتهم لتصبح أول قرية تكتفي ذاتيًا بالطاقة، حيث بدأ في عام 2017 بمساعدة الأهالي بتطوير الفكرة التي بلغت قيمه تكلفتها آنذاك 220 ألف جنيه، بتوصيل الكهرباء لعدد من المنازل مقابل اشتراك شهري يتم تحديده حسب القدرة الكهربائية التي يحتاجها كل منزل.
محطة الطاقة الشمسية بـ"البسايسة" عبارة عن 2 مجمع للخلايا الشمسية يحتوي كل مجمع على 10 خلايا من السيلكون تمتص بدورها أشعة الشمس والضوء لتوليد الكهرباء، حيث تعملان بقوة كهربائية تنتج 10 كيلو وات في الساعة، تستخدم في مد الجمعية المكونة من 3 طوابق والمسجد وعدد من المنازل بالكهرباء، وذلك مقابل اشتراك قيمته 50 جنيه شهريًا يزيد مع زيادة القدرة الكهربائية لكل منزل حسب احتياجه.
لم يكتف "عرفة" بهذا الإنجاز فقط، لكنه صنع سخان مياه يعمل على تسخين المياه وتخزينها دافئة على مدار 24 ساعة بالطاقة الشمسية والضوئية، وعبارة عن خزان مياه مبطن من الداخل بـ"الاستانلس" ومن الخارج بالصاج وخلية شمسية من الزجاج الحراري مطلية باللون الأسود التي تساعد في امتصاص أشعة الشمس، وللتطوير من السخان، أعد سخانًا آخر حراريًا، سعته التخزينية 150 لترًا، مكون من مواسير بايب وبداخلها مواسير مياه يتميز عن الأول بكفاءة عالية في امتصاص أشعة الشمس التي تعمل على تسخين المياه، حيث بلغت تكلفته في 2017 نحو 7 آلاف جنيه.
"محمد علي محمد منصور" أحد أهالي قرية البسايسة، وأحد مستخدمي الكهرباء بالطاقة الشمسية داخل منزله، التقط طرف الحديث قائلاً: "اشتركت في مشروع توصيل الكهرباء من الطاقة الشمسية لمنزلي منذ 10 سنوات وحتى الآن"، متابعًا: "المشروع يعمل على توفير مئات الجنيهات التي يتكبدها المواطنون في دفع فواتير الطاقة غير المتجددة فضلاً على وجود الكهرباء طوال الوقت داخل منزله دون انقطاع".
واستكمل: "أحصل على 500 وات من الكهرباء تبلغ تكلفتها 50 جنيه شهريًا، وتستخدم لتشغيل "مروحة وتلفاز ولمبة" وقال: "في حال احتياج المستهلك لتشغيل أجهزة ذات أحمال عالية يستطيع الحصول على زيادة القدرة الكهربائية وبالتالي زيادة قيمة الاشتراك الشهري".
أستاذ الفيزياء استغل الموارد الطبيعية في تحويل القرية من فقيرة لقرية منتجة وصديقه للبيئة من خلال عمل وحدة لتدوير المخلفات الزراعية وروث الحيوانات وإنتاج الأعلاف والأسمدة، وكذا تحارب البطالة بخلق فرص عمل للشباب وتمكين المرأة الريفية اقتصاديًا من خلال إقامة مشروعات للمشغولات تلك المشروعات المقامة تعمل جميعها من خلال الطاقة الشمسية، حتى أصبحت رائدة في تحقيق التنمية المستدامة بسواعد قاطنيها.
استخدام واعتماد المواطنين على الطاقة الشمسية هو مطلب أهالي قرية البسايسة الذين يحاولون جاهدين في تعميم المشروع لكي يستفيد منه الجميع.