أسرة زا الأول موسسي سلطنة الصنغاي
د. إسماعيل حامد
بحسب بعض الباحثين تعود أصول إمبراطورية الصنغاي (سلطنة صنغي) لتاريخ بعيد جدًا، حيث يقال بحسب البعض أنه يعود تاريخها لحوالي القرن 7 الميلادي (القرن الميلادي الأول)، وهو تاريخ مبكر جدا، والراجح أن تأسيس السلطنة كان بعد ذلك. وكانت مدينة "كوكيا" (وتقع في مالي حاليا) Koukya على بعد حوالي 100كم جنوب مدينة جاو Gao(مالي)، بمثابة النواة الأولى للدولة التي أقامها شعب الصنغاي، في اتجاه مجرى النهر من جاو (مالي حاليا).
ثم نقلت العاصمة إلى مدينة جاو نفسها بعد ذلك، ويقال إنه تم الانتشار تدريجيًا في اتجاه المنبع إلى منطقة ديينه (دييني) في حوالي حقبة القرن الخامس الهجري/القرن الحادي عشر الميلادي. وحكم المملكة أســـرة ملكية حاكمة تعرف باسم "زا الأيمن"، وكان يبلغ عدد الحكام التي ينتسبون لها 31 ملكاً، وكان منهم 14 ملكًا يقال إنهم ماتوا أيام الحقبة الوثنية، والباقون كانوا على الإسلام، وكان أول من أسلم من ملوك الصنغي هو الملك المعروف باسم "زا– كُوسي" Za-kossoi في حوالي سنة 400هـ/1009م.
ولما بدت بوادر الضعف تظهر على أوصال دولة مالي، وكيانها لاسيما بعد عصر السلطان "منسا موسى"، وكذلك حقبة أخيه السلطان "منسا سليمان، ثم زادت وتيرتها بمرور الزمن بسبب ضعف حكام الحقبة المتأخرة من عصر مملكة مالي الإسلامية حتى انتهي أمرها بالسقوط والانهيار.
ومن ثمة، ظهرت مملكة إسلامية أخرى في غرب أفريقيا، نالت ازدهارا كبيرا، وتوسع حكامها في مد تخوم بلادهم حتى فاقت آراضي مملكة مالي، وهي المملكة المعروفة باسم سلطنةُ صُنغي الإسلامية Songhai (777-1000هـ/1375-1591م) التي ظهرت على الراجح على مسرح الأحداث في السودان الغربي آواخر القرن 8 الهجري/القرن 14 الميلادي.
ولايعني ذلك بالطبع أنها تأسست مباشرة بعد سقوط مالي، بل إنها كانت قد تأسست بالفعل خلال عصر حكام مملكة مالي، إلا أنه برز دور سلطنة صنغي بشكل كبير بعد سقوط هذه المملكة الأخيرة، ثم استولى حكام صنغي على آراضي مالي، وسيطروا على أكثر مناطق غرب أفريقيا.