عاجل
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

30 يونيو

في يومها العالمي.. كيف جعلت مواقع التواصل الاجتماعي العالم قرية كونية؟

يحتفل العالم في الثلاثين من يونيو من كل عام باليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي، وهو اليوم الذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذه المواقع في حياتنا اليومية وتأثيرها على المجتمعات والثقافات المختلفة.



 

وتعد مواقع التواصل الاجتماعي أداة حيوية في الحياة الاجتماعية، حيث يمكن للأفراد التواصل مع بعضهم البعض ومشاركة الأفكار والأخبار والصور والفيديوهات. وتوفر هذه المواقع فرصًا للأفراد لإيجاد أصدقاء جدد وتوسيع دوائر التواصل الاجتماعي، مما أدي الي جعل العالم "قرية كونية".

 

بداية انتشار مواقع التواصل الاجتماعي:

 

في بداية الأمر دعنا نرصد أول منصة تواصل اجتماعي. وهي منصة Sixdegrees، والتي تم إطلاقها في عام 1997، والتي استطاعت أن تحتل مكانة كبيرة وتستحوذ على عدد كبير من المستخدمين حول العالم. والذي بلغ عددهم مليون مستخدم حول العالم، ولكن تم إغلاقه في عام 2001.

 

لتتوالى بعد ذلك المواقع الأخرى كموقع Friendster والذي تم إطلاقه في عام 2002. والذي مكن الكثير من الأشخاص للتواصل مع الأفراد حول العالم وإقامة الصداقات. ووصل عدد مستخدميه في هذه الفترة 100 مليون مستخدم. وبعد ذلك تم إطلاق موقع لينكد إن في عام 2003. وMySpace الذي تم إطلاقه في عام 2004 وهو نفس العام الي تم إطلاق فيسبوك فيه، ولكنه قد لقى نحاجاً كبيراً في عام 2006. والذي أصبح بعد ذلك أكبر منصة تواصل اجتماعي على مستوى العالم، ويوتيوب عام 2005، وتويتر عام 2006.

 

لماذا تم اختيار 30 يونيو يوما عالميا لمواقع التواصل الاجتماعي؟

 

كان السبب الأساسي هو قيام الموقع العالمي الشهير "Mashable" بإطلاقه في يوم 30 يونيو عام 2010 لأول مرة. حيث أرادوا من ذلك التعرف على مدى قوة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل بين أفراد العالم، ليصبح العالم بذلك قرية صغيرة متشابكة.

 

وكان هدفهم هو ربط الثقافات المختلفة ببعضها البعض. لهذا اختاروا أن يكون يوم 30 يونيو هو اليوم المختار للاحتفال به عالمياً مستخدمين في ذلك اليوم شعار #SMDay من كل عام.

 

لماذا يحتفل العالم بهذا اليوم؟

 

إن مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي هي وقفة للإطلاع على ما يجري حولنا في الدول الأخرى، وأين وصلت مجتمعاتهم في هذا المجال، والعديد من الإنجازات على صعيد نشر ثقافة الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي ومبادرات المؤسسات والمنظمات والأفراد والحكومات في التواصل مع الجمهور وإلقاء الضوء على أهم التجارب والدروس المستفادة منها. 

 

4.9 مليار شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي:

 

 يستخدم الجميع الإنترنت تقريباً، وتشغل وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً كبيراً من استخدامه. فبحسب تقديرات مجلة فوربس، في عام 2023، يستخدم ما يقدر بنحو 4.9 مليار شخص وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم.

 

 

مصر الأكثر استخداما لوسائل التواصل خلال 2024:

 

كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن مصر في المركز الأول عربيا و19 عالميا في تصنيف الدول الأكثر استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي خلال 2024.

 

وسلط المركز الضوء على نتائج تصنيف الدول الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي، الصادر عن مجلة "ceoworld" خلال عام 2024.

 

وأظهرت النتائج زيادة الاستخدام العالمي لوسائل التواصل حيث يشارك ما يقرب من نصف سكان العالم، الذين يقدر عددهم بنحو 4 مليارات فرد، في منصات الشبكات الاجتماعية المتنوعة، ويمثل هذا نموا كبيرا، مع زيادة بنسبة 15% في عدد المستخدمين النشطين منذ عام 2020.

 

وتؤكد هذه الزيادة الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي كقوة محورية في تشكيل ديناميكيات الاتصال العالمي.

 

دول العالم:

 

وجاءت الصين في المركز الأول من بين 226 دولة، بنحو مليار مستخدم، تلتها الهند (467 مليون مستخدم)، والولايات المتحدة (246 مليون مستخدم)، وإندونيسيا (167 مليون مستخدم)، ثم البرازيل (152.4 مليون مستخدم)، بينما جاءت مصر في المركز 19 عالميا والمركز الأول عربيا (43.6 مليون مستخدم)، ثم السعودية في المركز 27 عالميًا والمركز الثاني عربيا (29.1 مليون مستخدم).

 

وكان نمو وسائل التواصل الاجتماعي ثابتا على مر السنين وفي عام 2015، كان هناك 2.078 مليار مستخدم وبحلول عام 2016، ارتفع العدد إلى 2.307 مليار، مما يشير إلى نمو بنسبة 21%. وشهدت السنوات اللاحقة معدل نمو بنسبة 9% في عام 2018، ليصل إلى 3.196 مليار مستخدم، وبحلول عام 2020، بلغت الأرقام ذروتها عند 3.960 مليار.

 

ومع استمرار تطور هذه المنصات، فإن تأثيرها على المجتمع يسلط الضوء على المشهد المتغير لكيفية تواصل الأشخاص ومشاركتهم والتفاعل مع بعضهم البعض ومع العالم من حولهم.

 

كما أشار المؤشر إلى أنه في المتوسط، يقضي الأشخاص ساعتين و31 دقيقة يوميا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمون ما متوسطه 6.6 منصة اجتماعية شهريا.

 

وتعد أفضل خمس منصات تواصل اجتماعي بالترتيب هي WhatsApp، وInstagram، وFacebook، وWeChat، وTikTok، بينما منصات التواصل الاجتماعي الخمس الأكثر استخداما بالترتيب هي Facebook، وYouTube، وWhatsApp، وInstagram، وWeChat.

 

إيجابيات منصات التواصل الاجتماعي:

 

تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا هامًا في نشر الوعي والتوعية بالقضايا المختلفة، فهي تمكن الناس من تبادل المعلومات والتجارب والآراء، وتحفزهم على التفاعل والمشاركة في الحوارات العامة.

 

كما تتيح الفرص للشباب في التعبير عن أفكارهم حيث أصبح العالم في ظل مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات متصل بدرجة كبيرة ويسهل على أي شخص التعبير عن أفكاره وجمع المهتمين لها من كل أنحاء العالم.

 

الحصول على الدعم والمشاركة: تشير بعض الأبحاث إلى أن مجرد مشاركة الشخص لمشاكله والتعبير عنها والحصول على دعم الآخرين أو سماع خبراتهم حول نفس المشكلة وكيفية حلها يسهل على الشخص تخطي التجربة بشكل أفضل.

 

الحصول على فرص عمل: يود ملايين من فرص العمل المتاحة على مواقع التواصل التي تهدف إلى ربط الباحثين عن عمل وأصحاب العمل، وأصبحت الشركات تستخدمها كأداة لاستقطاب الموظفين في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى ظهور ما يسمى بمهارات تسويق والتي يستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات لإبراز مهارات الشخص وتوثيق إنجازاته في العمل.

 

فتح آفاق جديدة وكبيرة للأفكار الرائدة: تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أهم وسائل التسويق التي تستخدمها الشركات الكبرى والشباب وأصحاب الأفكار الجديدة لتسويق منتجاتهم وخدماتهم، وهما ما يسمى بالتسويق الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ظهور مسارات مهنية جديدة: أصبح هناك فرص للعمل الكامل أو الجزئي، والتي يستطيع القيام بها العديد من الشباب، مثل: كاتب المحتوى التسويقي، أخصائي التسويق منصات التواصل الاجتماعي، مصمم جرافيك متخصص لتصميم إعلانات المنتجات على منصات التواصل الاجتماعي.

 

 

الاتصال الدائم بالعالم: في الماضي لم يكن لدينا الفرصة للبقاء على اتصال دائم مع الأصدقاء والعائلة في حالة وجود كل منهم في دولة أو مدينة أخرى، ولكن الآن أصبح الأمر سهل للتواصل مع أي شخص في أي مكان. وهذا يفتح فضاءات كثيرة للعمل ولأخذ المعلومات من كل مكان.

 

وبالإضافة إلى ذلك، تعد مواقع التواصل الاجتماعي أداة قوية للتسويق والإعلان، حيث يمكن للشركات والمنظمات الاستفادة من هذه المنصات للوصول إلى جمهور أوسع وتعزيز مبيعاتها.

 

 سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:

 

 تتعرض مواقع التواصل الاجتماعي للانتقادات المتزايدة بشأن تأثيرها السلبي على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية. وتشير الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب، وخلال السطور التالية سنقوم برصد تلك السلبيات:

 

الإدمان: أشارت إحصائيات حديثة أن كثير من الأفراد وخاصة المراهقين، يقضون ما بين 13 و18 سنة حوالي 9 ساعات يوميا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك أكثر من ساعات النوم والطعام والشراب وغيرها من الأنشطة! حتى يصل البعض إلى أنه لا يستطيع قضاء ساعة كاملة بدون تصفح منصات التواصل الاجتماعي، ويؤثر ذلك بشكل كبير وسلبي على جوانب الحياة الأخرى، حيث أنه يتم قضاء الوقت في استخدام الإنترنت على حساب أوقات العائلة والعمل والدراسة بلا شعور، والإدمان على استخدام هذه المنصات يؤثر كذلك على تركيزنا بشكل عام ويسبب تشتت التفكير.

 

العزلة الاجتماعية: قد يصل الأمر إلى أن نجد عائلة في بيت واحد تتواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن يقضي أفرادها ساعات في استخدام الهواتف دون أي تواصل شخصي فعال، ويكتفي الجميع بالتواصل الافتراضي.  وقد تؤدي مثل هذه الممارسات إلى ضعف تطور الشخص اجتماعيا ومهنيا بسبب عدم قدرته على التفاعل الإيجابي والطبيعي مع جوانب الحياة المختلفة.

 

لكن مع الاعتماد المتزايد على الإنترنت، أصبح استخدام منصات التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات لكثير من الأشخاص في العالم، فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وتقضية الوقت وربما لإضاعة الوقت، وآخرون أدركوا مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي فاستخدموها بشكلها الفعال، وهنا يثور الجدل المتكرر حول منصات التواصل الاجتماعي هل هي أمر جيد أم سيء؟.

 

مواقع التواصل الاجتماعي والتحولات المستقبلية:

 

من المتوقع مع التقدم المستمر أن تشهد مواقع التواصل الاجتماعي تطورات جديدة كتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز قد تعيد هذه التقنيات تعريف كيفية تفأعلنا على هذه المنصات،علاوة علي ذلك، ستظل القضايا المتعلقة بالخصوصية والأمان والأبتزاز الإلكتروني على رأس الأولويات.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز