عاجل
السبت 31 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

وقفت "حواء" أمام المرآة ووضعت قليلا من أحمر الشفاة وقليلا من ظل الجفون وسمحت لبعض خصلات شعرها الطويل المموج أن تنسدل على كتفها.. ثم ارتدت فستانها الأخضر الذي يعزز لديها الشعور بالسلام والهدوء.. فقد أصبحت تتزين من أجل نفسها ولا يعنيها كلمات الإطراء التي تسمعها.. إنها تريد أن تبدو جميلة لنفسها.. فهي مع مرور السنوات، تزداد جمالا وتألقا لأن بداخلها روحا جميلة مسالمة ومحبة للحياة... فنحن لا نكبر عندما يشتعل الشيب فى رؤوسنا ولكننا نكبر حين تشيخ قلوبنا.. نكبر عندما تغيب الشمس ويمر يومنا دون أن نجد من نشاركه تفاصيل حياتنا الساذجة.. لذا تمسكت "حواء" ببعض البشر الذين يعطون للحياة حياة.. بينما تساقط البعض الآخر.. أدركت "حواء" أن أبسط الأشياء يمكن أن تجعلها سعيدة مثل تناول أكلتها المفضلة أو مشاهدة فيلما كوميديا.. فلو أراد الشخص أن يكون أسعد واحد فى العالم لاستطاع ولو أراد أن يكون أتعس شخص فى العالم لاستطاع أيضا.. فالسعادة قرار وهي قررت أن تكون سعيدة.



 

لذا كانت حريصة على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتها بدلا من الجوانب السلبية حتى تشعر بالرضا، فهو العامل الأساسى للسعادة. ان "حواء" امرأة بسيطة، لذا متطلباتها أيضا بسيطة.. إنها تتمنى رجلا عاديا غير متسلط أو نرجسي، يمكن الاعتماد عليه والشعوز معه بالأمان.. إنسان "زعله" عادي ورضاه أيضا عادي.. باختصار رجل غير مجهد، كلما نظرت في عينيه ترى فيهما مدى حبه لها.. هذا هو الحب العادي الذي تبحث عنه المرأة.  غريب أمرك يا عزيزتي.. فأنت عندما تحبين، إذا أعطاك الرجل النصف، فأنت تعطيه الضعف.. فالحب لدى "حواء" هو طاقة عطاء مستمرة.. فهي تشبه الأطفال، فالابتسامة في وجهها تجعلها سعيدة وتغير حالتها المزاجية للأفضل.. فيا عزيزي الرجل، إن أشياء بسيطة مثل باقة من الزهور قد تجعل المرأة تشعر بقدر عال من الرضا والسعادة أكثر من حصولها على الهدايا باهظة الثمن، وأكثر ما تريده المرأة هو الاحتواء، فهي تشعر بالسعادة حين تجد من يقف إلى جانبها ويساندها.. ويكفي أن تشعر بأن هناك من تلجأ إليه اذا أحست بالضعف أو الحزن.  المهم هو أن تختاري يا عزيزتي رجلا حين تسندين رأسك على كتفه تشعرين أنه لا شىء قادر على إيذائك فى هذا العالم.. وفي النهاية يبقى الرجل هو سند المرأة في هذه الحياة، والكتف الذي تتكأ عليه عندما تواجه المخاطر.. كما تبقى المرأة في حياة شريك حياتها هي راحته وعونه في ظل أيام متقلبة ومتعبة.. فالحب الحقيقى سند.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز