قابيل وهابيل في بورسعيد
ننشر نص تحقيقات واقعة مقتل شخص على يد شقيقه: كان قايم من العشا
أيمن عبد الهادي
تنظر محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد أبوالفتوح الحنطور، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أيمن سليمان بدر، ومحمد عبدالرؤوف قبطان، وسكرتارية طارق عكاشة وخالد خضير، غدا الموافق 22 يونيو، واقعة مقتل شخص على يد شقيقه ببورسعيد، وذلك كما حدث في واقعة قابيل وهابيل في القرآن الكريم.
وتعود أحداث الواقعة إلى يوم 27 من شهر 12 من عام 2023 بدائره قسم شرطة الجنوب ثاني والمتهم فيها محمد شعبان علي عبد المنعم فلاح حيث قتل المجني عليه شقيقه يونس شعبان علي عبدالمنعم عمدا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيت النية وعقد العزم على قتله لما استشرى في نفسه من شر البغية عليه وما فاض به صدره وأعاذ له شيطانه فران على قلبه وأغشيت بصيرته فأعد لذلك أداة عصا خشبية وقصد إلى المكان والزمان الذي أيقن قدومه إليه مسكنه ومكمن راحته وكمن له فيه منتظرا قدومه وما أن حان الميقات فباغته من ورائه وسدد الأداة إليه فهشم بجنباتها رأسه وسالت الدماء وخارت قوته فارتطم بال أرض واعتلى يده بقدميه فحال دون حراكه وسدد الضربات إلى رأسه حتى أزهقت روحه.
وشهد سمير عبدالخالق نجار مسلح ومقيم بقرية العاشر من رمضان بدائرة الجنوب ثاني بأنه قصد إلى مسكن المجني عليه يوم الواقعة وشاهد المتهم قابعا بداخله وما أن انتهى المجني عليه من أداء فريضة الصلاة فتحدث مع المتهم وشد عليه في القول ليحثه على العمل ومعاونة أشقائه في كسب الرزق وانصرفا سويا لوجهتهما، وما أن عاد فاتجه كل منهما لوجهته، وبذات اليوم تنام إلى مسامعه استغاثة المتهم لقتل المجني عليه فهرع إلى حيثما كان إلى أن حضرت جهات الضبط المختصة.
وشهد علي شعبان، شقيق المجني عليه والمتهم بأن المتهم اعتاد النكول عن العمل وكسب الرزق فعكف على توجيه النصائح إليه وعاونه في ذلك المجني عليه، وبيوم الواقعة هاتفه المتهم وأنبأه بمقتل المجني عليه، وأضاف أنه نما إلى علمه قيام المتهم بقتل المجني عليه، وشهدت رضا صلاح فلاحة بأنه في حالة وجودها ليلا بمسكنها قام المتهم بالطرق عليها وأنبأها بمقتل المجني عليه بداخل مسكنه فهرعت إلى محل وجوده، وما ان بلغته حتى شاهدت رأسه مهشمة ودماءه مسفوكة على الأرض، وأردفت أنها تنامى إلى علمها أن المتهم قتل المجني عليه على إثر حث الأخير له على العمل.
وشهد النقيب عبدالرحمن العربي رائد شرطة ورئيس مباحث قسم شرطة الجنوب ثاني بأن تحرياته السرية دلته على أنه إثر قيام المتهم بالاعتياد على حث المجني عليه عن العمل وكسب الرزق وحث المجني عليه له على العمل أمام الشاهد ال أول، فاثيرت حفظته فبيت النية وعقد العزم على إنهاء حياته و أخذ يتدبر كيفيه بلوغ مقصده، واعد لذلك الغرض عصا الخشبية وقبع للمجني عليه في مسكنه منتظرا قدومه، متخذا من إحدى الغرف مكمنا له، وما أن بلغ المجني عليه المسكن وانتهى من تناول بعض الطعام وقصد الى الغرفة الأخرى- المطبخ حتى باغته المتهم من ورائه، فاستشعر به المجني عليه فعاجله بتسديد الأداة احرازه إلى رأسه فطرحه أرضا، واعتلى يده بقدميه فحال دون حراكه، واستكمل تسديد الأداة إلى رأسه حتي فاضت روحه، وما أن انتهى من مقتله فوجد دماء المجني عليه لطخت ملابسه فتخلص منها و أبدلها بغيرها وقصد للتخلص من أداة الجريمه بإلقائها في أحد مصارف المياه للحيلولة دون ضبطها واخفاء ملابسه بجوار ذات المصرف، واستكمل يومه لاقصاء الشبهات عنه، وما أن عاد إلى مسكن المجني عليه حتى افتعل أمام الجميع اكتشافه لواقعة مقتل المجني عليه، وأعزى من ذلك قصده إزهاق روح المجني عليه والترصد له.
وثبت بتقرير الصفة التشريحية أنه بتوقيع الكشف الطبي على جثمان المجني عليه يونس شعبان علي عبدالمنعم أن الاصابات الحيوية الحديثة المشاهدة والموصوفة بالجثمان عبارة عن سحجات باليدين، وهي عبارة عن اصابات احتكاكيه تحدث من الاحتكاك بجسم أو أجسام خشنة أيا كان نوعها، وقد حدثت في تاريخ معاصر لتاريخ الواقعة، والكدمات والكسور بالراس والوجه عباره عن إصابات رضية تحدث من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة ثقيلة، وتعزى الوفاة إلى الإصابات الرضية الحيوية الحديثه المشاهدة بالراس وما احدثته من كسور بالجمجمة، وانزفه بالمخ وما أدت اليه من فشل للمراكز الحيوية، والواقعة جائزة الحدوث على النحو المقال في التحقيقات.
وثبت بتقرير الإدارة المركزية للمعامل الطبيه أن البقع الحمراء الموجودة على ملابس المتهم التيشرت والبنطال والجاكيت هي لدماء آدمية، وانها تطابقت مع البصمه الوراثية الخاصة بالمجني عليه، وثبت بتقرير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وجود آثار لبقع حمراء اللون أسفل جثمان المجني عليه بداخل المطبخ الخاص بمسكنه، ووجود بقع لدماء حمراء أمام باب المطبخ من جهة الداخل، وثبت أنه بفحص تلك الآثار تبين أنها لدماء آدمية خاصة بالمجني عليه.
وأقر المتهم بالتحقيقات أنه على آثار حفيظته قبل المجني عليه لقيامه بحثه عن العمل وتوجيه النصح له على مرأى ومسمع الجميع، فعقد العزم وبيه النية لقتله، وأعد العصاة الخشبية المثقلة والمعدة لاعمال الخرسانة، وقبع له بمكمن راحته منتظرا قدومه ما يقرب من النصف ساعه ويزيد، وما أن بلغ المجني عليه مسكنه فانتظر حتى ينتهي من تحضير مأكله- العشاء، وتناول تلك الوجبة وذلك لأكثر من ربع ساعة أخرى، وما ذهب المجني عليه إلى المطبخ للاحتفاظ بما تبقى من وجبته فباغته من ورائه وسدد له الضربات بالآلة الحادة، حتى هشم رأسه، وتخلص من ملابسه الملطخة بالدماء في مصرف بحر البقر.