عاجل
الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد الفاتح يكتب : السودانيون في مصر بخير

كان من الطبيعي أن يتجه الشعب السوداني لمصر المؤمنة في أوقات الشدة والمحنة والابتلاءوهي الملاذ الآمن والوجهة الصحيحة حيث التاريخ والجغرافيا والمصير .



 

ولأول مرة في تاريخ السودان القديم والحديث أن يلجأ السودانيون لاخوانهم المصريين بهذا العدد وللمعلومية أعداد كبيرة من السودانيين جاءت الي مصر عقب حالة عدم الاستقرار في الفترة الماضية وصراع الأحزاب السياسية علي  كراسي السلطة مما أدى إلى حالة السيولة الأمنية.

 

حينما جار على السودانيين الزمان وأدلهمت عليهم الخطوب وفرضت عليهم حربا كارثية قضت على الأخضر واليابس هاجروا شمال الوادي ووجدوا ترحابا حارا وحضنا دافئ.

 

ولم يحدث في تاريخ البشرية ماضيها وحاضرها أن استهدفت الحروب الشعوب بهذه الطريقة المتوحشة.

 

و لو نظرنا إلى الحروب والاضطرابات التي دارت من حولنا في محيطنا الإقليمي أو التي في أقاصي الدنيا لم يحدث مطلقا أن قامت ميليشيا أو حركة مسلحة باستهداف المواطنيين وأن يكون هدفها القتل والسلب والنهب والتهجير والتطهير العرقي وتدمير البنية التحتية.

حتى في رواندا والتي شهدت حرب اهلية شهيرة كانت طبيعة الحرب قبلية بين التوتسي والهوتو أما بقية القبائل في رواندا لم تتأثر بالحرب ولم يصبها مكروه .

 

ميليشيا الدعم السريع لم تستهدف القوات المسلحة السودانية فحسب ولكنها استهدفت المواطن في ممتلكاته وعرضه فكان القتل والسلب ودفن الناس أحياء والاغتصاب ففي السودان على سبيل المثال حدثت عدة انقلابات عسكرية لاستلام السلطة وحينما يفشل الانقلاب يستسلم الانقلابيون وتنطوي صفحة الحرب إلا هذه الحرب الوجودية التي لم تشهدها بلادنا منذ الاستقلال.

 

وعلى الرغم من ذلك ستنطوي صفحة الحرب قريبا وسينجلي الظلام وستشرق شمس السودان وسنودع الظلام وسنمسح دموع اليتامي والثكالي وتبدأ صفحة جديدة من تاريخ السودان عنوانها وداعا الفرقة والشتات السودان اولا واخيرا ولابد ان تودع القوي السياسية حالة البقضاء وتنظر إلى الإمام وإلا فإن جيل مابعد الحرب يختلف عما قبله وستجد القوى السياسية خارج التاريخ.

 

التحية لمصر التي عرفها السودانيين عن كثب شعبا وحكومة حتى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما سألته صحفية عن الأعداد الكبيرة التي جاءت الي مصر  كانت اجابته قاطعة وواضحة واشفت صدور السودانيين قال الرئيس السيسي إن الوافدين إلى مصر قد جار بهم الزمان وأضاف بان مصر لن تفتح معسكرات لاجئين وإن الوافديين يعيشون مع إخوانهم المصريين دون تمييز.

 

ومن حسن الطالع أن بعثت الحكومة المصرية سفيرا انسانيا لم يتكبل بقيود الدبلوماسية المنمطة و لم يرهن نفسه للبيروقراطية المستهلكة بل قفز فوق كل ذلك وانفتح على المجتمع السوداني بكل فئاته والسفير هاني صلاح يشارك في كل المناسبات .

 

وأعجبتني كلمته في إفطار الصحفيين الذي نظمه مركز عنقرة للخدمات الصحفية والإعلامية فاندهشت للمعلومات التي يعلمها عن السودان حيث ذكر أن الخطوط الجوية السودانية بدات العمل عام 1946وفي نفس الوقت كان فريق المريخ السوداني يلعب في احدي الدول الافريقية فأعلن لهم انتصار الفريق وقدم هاني محاضرة رفيعة وقيمة عن العلاقات السودانية المصرية

 

محمد الفاتح - كاتب صحفي سوداني

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز