عاجل
السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
تراتيل السلام

تراتيل السلام

 من حوالى 47  عاماً وقف الرئيس المصري أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي فى دعوة حقيقية للسلام، وتحت رعاية الولايات المتحدة وقع اتفاقية كامب دافيد مع الجانب الاسرائيلي، داعياً العالم لسلام دائم بقوله "يا كل ضحايا الحروب املأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام".. 



ذهبت هذه التمنيات أدراج الرياح المشبعة بملوثات التناقض الأممي بين قراراتها الصادرة ومسألة تطبيقها، وبين حكومات المجتمعات الأوروبية والأمريكية وما على شاكلتها يتغنون بالرفق بالحيوان، وحقوق الإنسان، وعلى النقيض سفكوا أنهاراً من الدماء، هل من يقتل عشرات الملايين من بني الإنسان؟ يكون صادقاً فى مشاعره مع الحيوان.. إن الناس في غزة "يصرخون كل يوم من أجل وقف إطلاق النار"، وهم الذين يتعرضون للقتل والإصابات، ولا يزالون يتعرضون لويلات أخرى، وهناك "ملايين المتظاهرين الذين يشاركون أهل غزة هذه الرغبة القوية في وقف الصراع"، إلى جانب الحكومات العربية والأوروبية والولايات المتحدة وروسيا والصين وإيران وغير ذلك من الدول التي تعلن أنها تسعى إلى وقف إطلاق النار.. وكل يوم تُعاد الكرة، لتترك أجيالا ترث نتائج سفك الدماء، وإزهاق الأرواح، وتيتيم الأطفال، وترمل الزوجات، وهدم الأُسر، وأنين الضحايا. 

ضحايا وقعوا تحت سياسات قادة المسلحون من الطرفين، فقادة "حماس" ترفض منذ أشهر أي شيء أقل من انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة ووقف دائم للقتال، من جانبها تريد إسرائيل العودة الآمنة لجميع المحتجزين، مع القضاء نهائيًا على "حماس"، والجماعات المسلحة الأخرى في ساحة القتال، وطردها من السلطة في غزة، حتى لا تتمكن من شن هجوم آخر على غرار 7 أكتوبر. تجاهلت إسرائيل نداءات العالم ، ودخلت قواتها رفح لتحقيق أهدافها، متجاهلة الوصول إلى اتفاق على صفقة المحتجزين، فالأنانية السياسية  تمنع نتانياهو من القبول بوقف إطلاق النار خوفاً من انهيار الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد، لأن توقف القتال معناه أنه لم يحقق النصر المطلق ولّم يقض تماماً على عدوه "حركة حماس". إسرائيل تعتقد أن بإمكانها فرض هيمنتها وبسط نفوذها على الدول العربية وتحقيق أهدافها بفضل احتكارها السلاح النووي وتفوقها في الأسلحة التقليدية وحصولها على أحدث الأسلحة وتطويرها لبعضها من خلال التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة ومواكبتها لأحدث التطورات العلمية عبر مجمع صناعاتها العسكرية واستفادتها منها في المجالات المدنية واقتصادها المتطور من ناحية. وكذلك بفضل ضعف الدول العربية وانتهاء التضامن العربي واضمحلال العمل العربي المشترك وتعاظم الانقسام بين الدول العربية واستفحال الصراعات الداخلية في العديد من الدول العربية، وتخلي الدول العربية عن مواجهة إسرائيل وقبولها الهيمنة الإسرائيلية.

الحل الوحيد كما يرى المراقبون عدم التعاطي مع أي تسريبات أو أخبار من جهات رسمية أميركية أو إسرائيلية مطلقًا، لا عن خلافات ولا عن ضغوط ولا عن غيرها، وهذا الأمر يجب على وسائل الإعلام العربية أن تعمل به كذلك فعلى مستوى الشعب الفلسطيني، ينبغي أن يفهم الفلسطينيون أن إسرائيل إن نجحت في السيناريو الذي تحاول تطبيقه الآن في غزة فستبدأ بتطبيقه بحذافيره في الضفة الغربية، هذا بالطبع بعد الانتهاء من الجبهة الشمالية بعد أن قرعت إسرائيل طبول الحرب فيها، إن إسرائيل ماضية في مخططها، وتزج  بمئات آلاف البشر  تحت النار باتجاه الحدود المصرية، سيناريو مرعب، لأنه يعني عدم عودة الغزيين إلى غزة نهائيًا، وقد رأينا هذا المشهد سابقًا مرتين خلال الخمسة والسبعين عامًا الماضية، ومن لا يعتبر بالتاريخ فهو لا يفهم الواقع. لابد إن تفتح العيون على السيناريو الأسوأ والتخلص من عقدة "السيناريو غير المعقول" وفهم أنه لا حدود للشهية الإسرائيلية في الحقيقة، يعتبر أكبر الواجبات في مواجهة هذا المشروع التوسعي الذي يرى المنطقة كلها عدوًا لا بدَّ من إخضاعه بالقوة. 

                                                                

 

اننا لا نملك إلا أن نصرخ لله ونتضرع ليسمع صوت استغاثتنا به، ونرفع يدنا في محراب قُدْسه ليعطي لاشرار العالم و فَعَلة الإثم حسب فعلهم، وحسب شر أعمالهم..  آملين يوماً نحقق حلم السلام العالمي، الذي يراود كل سكان كوكب الأرض وهي مسؤولية المجتمع الدولي لتحقيقه ، العالم المعقَّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادَّة، المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة، تلك التي يصنعها الإنسان، ليقضي بها على أخيه الإنسان  . ونرنم مع دعوات السادات: 

املأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام.  املأوا الصدور والقلوب بآمال السلام.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز