عاجل
الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسالة إلى النصف الثاني

رسالة إلى النصف الثاني

الزواج مشروع قائم على الاتفاق بين طرفين، يقوم على المودة والرحمة والمشاركة والتعاون والاحترام المتبادل، وتوزيع المهام، ورعاية كل طرف منهم للآخر. وذلك بهدف إنشاء مجتمع صغير يتكون من الأبناء والأحفاد الصالحين القادرين على أن يكونوا عنصرا فعالا يخدم المجتمع الكبير وهو الوطن.



  رسالتي هنا  ليست موجهة لطرف على حساب الطرف الآخر، بل إنها موجهة إلى شركاء الحياة الزوجية "الزوج والزوجة"، فأنتما كفتا الميزان إذا تعادلت الكفتان اعتدلت الحياة، واذا مالت كفة عن الأخرى انقلبت الحياة وأصبحت دون مذاق.

فاهتمام كل منكما بالآخر غير مكلف ولا يحتاج إلى بذل مجهود أو عناء، عليكما أن تحسنا النوايا بينكما ولا تتصيدا لبعضكما الأخطاء، والأفضل ألا نقف لبعضنا على الصغائر فالحياة لا تستحق كل ذلك.

اعلموا جيداً أن الاهتمام بالتفاصيل التي تهم كل طرف، والانتباه لها قد يصنع المعجزات، كما أنه بالاحترام والتقدير المتبادل والثقة التي يمنحها كل طرف للآخر يقوى الحب بينهما، ولكن احذروا التجاهل والإهمال اللذين يساهمان في خلق علاقة باهتة وحالة من جمود المشاعر "علاقة تفتقد الروح و الحياة".   أحرصوا على بناء حياة زوجية قائمة على الحب الحقيقي غير المزيف، واعلموا أن الحب ليس مجرد كلام فقط، بل يحتاج إلى أفعال تبرهن عليه وتؤكده.

كما  أرجو ألا تقحموا حياتكم الزوجية بطرف ثالث يتدخل لكي يحل مشاكلكم لأن الله وحده هو من يعلم النوايا، ولا تتمادوا في الشكوى والكشف عن عيوب الطرف الآخر، وحاولوا جاهدين أن تحولوا تلك السلبيات إلى إيجابيات، وأعتقد أن العشرة الطيبة قادرة على أن تذيب أية خلافات.   هل تعلمون أن كثرة المقارنات بالآخرين  قد تصيب العلاقة الزوجية بالملل الذي يتحول إلى حياة لا تطاق، وأرجو أن تفرقوا بين النقاش والجدال، حيث من المستحب أن يكون بينكم نقاش يحتكم إلى العقل، وليس جدالا يتحكم به العناد، كما لا بد أن تختاروا الوقت المناسب للحوار أو النقاش حول أي موضوع يحتاج إلى اتخاذ قرار مناسب.

لا بد للزوجين أن يتقاسما  الأدوار معاً فلا يطغى دور أحدهما على الآخر، ومن الخطأ أن يقلل طرف من شأن أو دور الآخر، أنتما تكملان بعضكما، ومن الذكاء أن يتفهم كل طرف طبيعة عمل الآخر، وأن يثني الزوجان على بعضهما أمام الجميع، وأن ينعم كل طرف بالعطاء الدائم، ولذلك أثره البالغ في إنعاش الحياة الزوجية، وإذا شعرتما بالضيق والضجر تذكرا الأشياء واللحظات الجميلة واللطيفة التي جمعتكما.

وإذا حدث موقف ما من أحدكما وتسبب فى ضيق بينكما فعليكما بمصارحة الآخر، فبرغم وجود لغات كثيرة للتواصل، فإن لغة التفاهم هي أفضل لغة للتواصل بينكما.

وإذا أخطأ أحدكما فعليه بالاعتذار دون تعالٍ أو كبرياء، فلا توجد كرامة بين الزوجين لأن كرامة كل طرف هي في الأساس كرامة الآخر.

على الرجل أن يحرص على مساعدة الزوجة، وفي نفس الوقت تحرص الزوجة على عدم إثقال الزوج بالهموم والمشاكل، اعلموا أن الكلمة الطيبة تفتح الأبواب المغلقة، وتلين القلوب مثل: "تسلم إيدك، وحشتينا، ربنا يدبر لك كل الأمور، اللهم ارزقه رزقا واسعا".. وغيرها من الكلمات والأدعية التي تمنحنا طاقة إيجابية.. إياكم النكد والعكننة، فبإيديكم أن تجعلوا منزلكم جنة، أو تحولونه إلى مكان غير مستحب الجلوس فيه.

أخيراً.. عليكم بالتقرب إلى الله وطاعة أوامره وأن تراعوه في كل معاملاتكم دائما، حتى يبارك الله لكم في حياتكم وأسرتكم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز