ليالي الحلمية انطلاقته القوية.. ذكرى وفاة أسامة أنور عكاشة
عهد أيمن
يحل اليوم 28 مايو ذكرى وفاة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، الذي قدم العديد من الروائع الإبداعية والتليفزيونية.
كانت انطلاقته الحقيقية التي مهدت للعمل الدرامي العربي الأشهر "ليالي الحلمية" الذي ظهر الجزء الأول له عام 1987، وتتبع فيه على مدى 5 أجزاء التغير الاجتماعي الذي أصاب ملامح الشخصية المصرية في تاريخها الحديث من عصر الملك فاروق حتى مطلع التسعينيات، من خلال لوحة مذهلة ظهرت فيها عبقريته الفذة في إدارة أكثر من 300 شخصية لا تكاد تلمح هامشية في إحداها، ليسدل الستار بالجزء الثاني من "المصراوية" عام 2009 على مسيرته الدرامية.
ولد أسامة أنور عكاشة في طنطا عام 1941، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارس كفر الشيخ؛ حيث كان يعمل والده، وتوفيت والدته وهو لم يجاوز السادسة، وكان لذلك الحرمان أكبر الأثر في شخصيته من خلال الحب الذي جسده في كل أعماله كأنه يعوض عما حرم منه في طفولته.
التحق بقسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس التي تخرج منها عام 1962، وهذا ما ساعده على توظيف تخصصه في فهم الظواهر الاجتماعية وعلاقة الفرد بمجتمعه، والغوص في أعماق النفس البشرية وصراعاتها الداخلية، وخلال هذه الفترة بدأت إرهاصات محاولاته الأولى في مجال التأليف.
أعمال أسامة أنور عكاشة
أحلام في برج بابل
صدرت عام 1984 هذه الرواية تتناول حياة رجل ترك القاهرة كلها ليبحث عن ميلاد جديد له عبر واقع حلم ظل يراوده، وهو البحث عن برج بابل، وتسوقه أيام الاكتشاف إلى المكان المنشود، حيث يبدو البرج بعيدا كخاطر يخفق في لجة الزمن، وخلال موقعه الجديد يحاول أن يتعرف على معنى وجوده فى الحياة وحين لا يجد جوابا صريحا يتسرب داخله تيار بارد من رعب وحشى يتخلق فى رحم الوحدة.
سوناتا لتشرين
بجرأة الكاتب المميزة قدّم رواية في قمة الروعة تحدث فيها عن حيتان السلطة والإعلام بشكل واضح، جعلك تشاهد الأحداث قبل لأن تقرأها بذكائه المميز في سرد الدراما، رواية مليئة بالحب والغدر والأمل والندم، كثيرا من المشاعر المتضاربة سوف تجدها نسيج لهذا العمل الروائي الناجح من قبل الكاتب المبدع، سوف تستمتع كثيرا بقراءة هذه الرواية والتي قد لا تأخذ وقت كبير منك في قراءتها.
جنة مجنون
رحلة مع الجنون ولكن باستخدام العقل المفكر سوف تكون مع هذه الرواية المميز والتي اهتمت بعلم النفس، لم يكثر الكاتب أسامة أنور عكاشة في هذه الرواية الشخصيات، فكانت الشخصيات محدودة، اعتمد على الاهتمام بالشق النفسي، ويبحث مع القارئ خلال الرواية عن الجنون ومن هو المجنون ومن العاقل، سوف تكون رحلة رائعة مع هذه الرواية القصيرة التي من الممكن الانتهاء منها في جلسة واحدة.