الخصاونة: توافق الرؤى بين مصر والأردن حول حل القضية الفلسطينية
بوابة روزاليوسف
أكد رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور بشر الخصاونة على أن حل القضية الفلسطينية لن يأتي إلا من خلال حل الدولتين والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، مشيرًا إلى توافق الرؤى بين مصر والأردن حول هذا الأمر.
جاء ذلك خلال رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، ونظيره الاردني ، والدكتور بشر الخصاونة، اليوم الخميس بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أعمال الدورة الثانية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة .
وأعرب الخصاونة عن شكره وتقديره لكرم الضيافة التي لاقاها الوفد الأردني في مصر، مؤكدًا العلاقات الوثيقة التي تربط مصر والأردن، والدور القوي الذي تلعبه مصر، ليس فقط في محيطها العربي والإفريقي بل تأثيرها وحضورها القوي في القضايا والملفات الدولية .
وأكد "الخصاونة" أن العلاقات بين القاهرة وعمّان علاقات استثنائية، وأنها نموذج يحتذى به، مشيرًا إلى الروابط المتميزة التي تجمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي و الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية التي تتسم بالود والاحترام المتبادل.
وأضاف أن رسالة الملك للرئيس السيسي عبرت عن دعم المملكة الكامل وتضامنها مع مصر ومساعيها الحثيثة للوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فضلًا عن جهودها لإيصال المساعدات كمًا ونوعًا عبر معبر رفح البري، مشيرًا في هذا السياق إلى الدمار الذي أصاب البنية التحتية للقطاعين الصحي والتعليمي في قطاع غزة، ومؤكدًا ضرورة طرح مبادرات تتعلق بإعادة الإعمار التي تشير بعض التقديرات إلى أنها قد تبلغ 90 مليار دولار.
وأكد الخصاونة أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بعد إيقاف الحرب وانهاء العدوان على قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية الحالية بين مصر والأردن، أشار رئيس الوزراء الأردني إلى أن البلدين باستطاعتهما الوصول بالتبادل التجاري إلى مستويات أكبر، لكن الأمر سيحتاج مزيدًا من التعاون من قبل القطاع الخاص، داعيًا في هذا الصدد إلى ضرورة أن تتضمن أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين اصطحاب وفود من رجال الأعمال مستقبلاً لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري.
وأشاد بالتعاون الجاري بين مصر والأردن في مجال الغاز الطبيعي والربط الكهربائي، وطلب زيادة قدرات الربط الكهربائي بين البلدين إلى ألفي ميجاوات بدلاً من 500 ميجاوات حاليًا.
كما تطرق إلى أهمية إطار التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، داعيًا إلى بذل المزيد من الجهود لدفع هذا التعاون الثلاثي.
وأثنى في الوقت ذاته، على مبادرة التكامل الصناعي بين مصر والأردن والإمارات التي انضمت إليها البحرين والمغرب أيضًا، مشيرًا إلى أنها نواة لتعاون اقتصادي إقليمي يحقق مصلحة مشتركة لجميع الدول المشاركة فيها.
وتقدم بالشكر للدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، و يوسف الشمالي، وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، على جهودهما الكبيرة خلال الفترة الماضية لترؤس الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة.
وأشاد بجهود الدولة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادي ونجاحها في التوصل إلى الاتفاق التمويلي مع صندوق النقد الدولي، وعقد اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن هذا التعاون سينعكس بدوره على مؤشرات مؤسسات التصنيف الدولية تجاه الاقتصاد المصري، مشيرًا كذلك إلى أن مديرة صندوق النقد الدولي أثنت على جهود الفريق الاقتصادي المصري خلال كلمتها بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي استضافته الرياض الأسبوع الماضي.
وخلال الاجتماع، استعرض الوزراء من الجانبين ما تم التوافق عليه خلال الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا المشتركة، حيث تمت الإشارة إلى أن اللجان الفنية المصغرة ناقشت سبل تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية للغاز الطبيعي في الأردن عبر الاستفادة من الخبرات المصرية في هذا الشأن بما يسمح بإيصال الوقود إلى المناطق الصناعية المختلفة.
وخلال هذه الاجتماعات تم التوافق على عقد اجتماع على المستوى الفني بشأن العمالة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتمت الإشارة إلى أنه سيتم عقد منتدى اقتصادي لرجال الأعمال من الجانبين بعد شهر يوليو المقبل، كما تم التوافق على تعزيز الجهود من أجل تيسير تدفق السلع بين مصر والأردن، حيث شملت المحادثات التحضيرية إقامة مناطق لوجيستية مشتركة ينفذها القطاع الخاص، ونقل تجربة البورصة السلعية المصرية، وتبادل الخبرات في مجال الدمغة والموازين سواء من الناحية الفنية أو الرقابية.
وتضمنت الاجتماعات التحضيرية التوافق على زياد معدلات الوفود السياحية وتطوير برامج ومنتجات سياحية مشتركة مثل مسار العائلة المقدسة.
كما تم التوافق على تعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي وتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، حيث سيتم تشكيل فريق من الجانبين لهذا الغرض، مع دفع جهود التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق في مجال نقل البيانات، ومد الكابلات البحرية، فضلًا عن التعاون في مجال نقل الحوالات البريدية والذكاء الاصطناعي والتوقيع الإلكتروني.
كما تضمنت الاجتماعات التحضيرية تعزيز التعاون في مجال رسم السياسات الاقتصادية وسبل الاستفادة من الاستثمارات العامة، وتجربة مصر الخاصة بإقامة صندوق مصر السيادي الذي يسهم في تعزيز مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.
وفي مجال النقل، تم التأكيد على نجاح منظومة الجسر العربي لنقل البضائع من المدن الأردنية إلى الموانئ المصرية باعتباره نموذجًا مهما يعد كنواة لربط الشرق بالغرب، كما تم التطرق إلى إمكانية التعاون بين مصر والأردن في مجال النهوض بالسكك الحديدية.
وفيما يتعلق بمجال الكهرباء، تمت مناقشة رغبة الجانب الأردني في رفع قدرات الربط الكهربائي إلى ألفي ميجاوات كما تم عرض إمكانات مصر في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وما تحظى به من موارد هائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.
كما تضمنت الاجتماعات التحضيرية سبل دفع التعاون الإعلامي بين الجانبين لاسيما فيما يتعلق بصناعة المحتوى ومحاربة الشائعات، والتحول الرقمي في الإعلام، وهو ما أسفر عن توقيع اتفاقية في هذا الشأن اليوم.
وفي ختام المباحثات، تقدم رئيسا وزراء مصر والأردن بالشكر للدكتورة رانيا المشاط ويوسف الشمالي على إدارتهما للاجتماعات التحضيرية للدورة الحالية للجنة العليا المشتركة بين البلدين.
كما أعربا عن تقديرهما للجان الفنية التي بذلت على مدار الفترة الماضية مجهودات مميزة من أجل خروج اللجنة العليا المشتركة بهذا المستوى الناجح، داعين إلى استمرار هذه الجهود من أجل إنجاز وتفعيل ما تم التوافق عليه.